مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهكت فيها حتى مخادع النساء ونهبت ودمرت منازل ومحلات تجارية 00قصة الجريمة البشعة التي هزت بني يوسف
نشر في اليمن السعيد يوم 10 - 02 - 2014

ثمة جريمة نكراء تمت في أرقى أرياف تعز مضى عليها عام ونيف دون أن تتناولها أية وسيلة إعلام لأسباب تتجلى لاحقاً, أما محافظ تعز فقد اختزل وصفها ب «جريمة إبادة» لكن المعنيين دونه لم يقبضوا على من قتلوا وجرحوا ونهبوا أسرة كانت في منزلها آمنة محتفية بعيد الأضحى
عندما باغتها البعض مقتحمين المنزل بعد أن أمطروه رصاصاً من كل جانب تلقى رب البيت نصيبه من الرصاص لكنه نجا فاقتحم المغاوير مخادع النساء قتلاً وجرحاً ثم عقروا البهائم وذبحوها ونهبوا المنازل والدكاكين ثم أحرقوها ودفنوا موتى القرية على أطلالها فيما الولاة تركوا رب الدار المجني عليه خلف القضبان وخارجها يعبث الجناة بأملاكه رافضين كل الأوامر القهرية مزاولين أعمالهم في مقراتهم الحكومية دون مبالاة..
أغرب من الخيال
هو جرم بغيض وعيب أسود بكل ما تحمله الكلمة من معنى أو ما يلي من تفاصيل دراما حقيقية أغرب من الخيال أو من الأفلام الهندية, وأغرب ما فيها كونها في إحدى المناطق الحجرية التعزية الزاخرة سلماً وثقافة وتديناً, من وصفها الزميل صلاح الدكاك عندما زارها بأنها: كانت كابول وصارت كابول ..«بني يوسف.. ما تزال في الجب» لكن زيارتنا لساحة الجريمة واستنادنا لمحاضر الشهود واستماعنا لغيرهم ربما يُخرج القضية من ذلك الجُب أو يحركها قليلاً! فإلى التفاصيل:
الدوافع
يقول الحاج حزام ناجي علي اليوسفي راوياً أسباب الخلاف بينه وبين كبير المتهمين: أنا رجل فتح الله علي بالتجارة ومعي أرض زراعية والحمد لله أتى ابني فهد ونمى التجارة بعد أن دعمناه في البداية وشغل أخوته وأصحابه وبعد الدكان اثنين وثلاثة وأربعة حتى صارت (12) محلا منها للمواد الغذائية وأخرى للغاز وبيع الصليط والوقود والقات وقطع غيار المركبات والمعدات لكن أهمها كان فرع ووكيل لشركة الجزيرة للصرافة, فالمنطقة عندنا تعتبر مركز بني يوسف, كما أن لزوجتي أرضا كثيرة ورثتها عن والدها الشيخ علي بن علي, وهي زوجة مثابرة عن عشر نسوان تخيط الزنن وتؤجر فساتين الأعراس, وتشغل نساء الأسرة والقرية ب 12 مكينة خياطة ملكها, المهم أننا جميعاً نكد ونتعب والمولى يبارك لنا في الرزق, لكن تنامي تجارة ولدي فهد خلال السنوات العشر الماضية ربما لفتت الأنظار وأسالت لعاب الحاسدين الذين بنوا محلاتهم خلف أطلال بعض محلاتنا التي دكت من التراب.
يستطرد الحاج حزام: ولكي يدخلونا المعتدون في مشاكل مستقويين علينا بزملائهم المسلحين خلقوا لي قصة تافهة لم أكن أتوقع أنهم سيجدون منها منفذا ومبررا لأذيتنا , فقد أراد كبير المعتدين شراء قطعة أرض زراعية من ابن أخي الأكبر, وعندما علمت بالأمر استحيت وشعرت بالخجل وتأنيب الضمير من أن يبع ابن أخي أرض بغرض حاجة المال لمشروع استثماري ينوي الإقدام عليه, بعدها عرضت على ابن أخي مبلغ 600 ألف ريال قرضاً مالياً بلا مقابل كدفعة أولى وفي آخر الشهر عندما يسلموا الموظفين ما عليهم سنعطيه المزيد , وفي سادس أيام عيد الأضحى قبل الماضي التقيت بمن كان ينوي شراء الأرض فباشر باستفزازي : وأنت ما دخلك, والأرض مش حق أمك.. ومن هذا القبيل تلاسنّا قليلاً ومضيت إلى حال سبيلي متقياً شره صوب منزل ابني فهد لنتناول مع أفراد الأسرة جميعاً وجبة الغداء, لكن حشد عصابته المسلحة وترك العرس قاصداً منزلنا, ولأن والده هو ابن خال ولدي فهد, وإضافة إلا أنهما صديقان لا يفترقان طوال النهار خلال شراكتهما بالمقواتة التي يتصدرها ولدي فهد الذي يكن لأبن خاله كل حب, لذلك كله قال ابن الخال لولده المتأبط شراً صوب رفيق حياته ونسيبه: يا ولدي روح بيتك وأنا سأذهب إليهم وأتفاهم معهم وأحلها بلا مشاكل فهؤلاء أنسابي وأنت ولدي والناس با يضحكوا علينا.. عيب.
يواصل الحاج حزام روايته التي استقاها من الأهالي حد قوله قائلاً: تسابق الأب والابن صوب دارنا وكان الأخير يهدد أباه: إن تدخلت فسأقتلك معهم! لكن الأب لم يكترث لتهديد فلذة كبده وما أن صار على سطح الدور الأول وعلى مقربة من بوابة الدور الثاني تلقى مع فهد ولدي قبل دخولهم الباب طلقات نارية وهما أعزلان من السلاح, أصيب فهد برجله فسحب نفسه إلى الداخل وساعده من في الدار للإختباء لكن رفيقه ابن خاله الذي يكبره بضعف عمره لم يتمكن من التحرك ولم يكترث لنزيفه من أصابه بل وزاد بمنع كل من قدم لإسعافه حتى انقضى النهار مع آخر قطرة من دمه وفارق الحياة بعد أكثر من أربع ساعات من إصابته.
يواصل الحاج حزام: الأهالي مستعدون ليشهدوا على ذلك فقط إن دخل المتهمون السجن, لكن محاضر جمع الاستدلالات فيها أكثر من شاهد على ممن سمعوا نساء القرية يصرخن في وجه الابن: قتلت أباك.. قتلت أباك.. إضافة إلى أن الأهالي مستعدون ليشهدوا بأن الابن كان عاقاً لوالده.. ويضيف العم حزام: المهم هو أن الرجل وجدها فرصة ليحملنا دم أبيه ويهيج أهالي القرية زاعماً أن ولدي فهد هو من قتل أباه غدراً وهو الذي جاء للوساطة والصلح, وهو ما تم بالفعل بإشاعة الكذبة من شخص لآخر حتى انتشرت الأكذوبة وصدقها البعض ولا يزال, أما المحكمة المزودة بأقوال الشهود فتعلم أن من قتل الرجل هو ولده الذي لا يزال فارا من الامتثال أمامها أما ولدي فهد فقد تم إسعافه كونه مجني عليه, وما أن شفي كانت النيابة قد استعجلت بإرسال القضية إلى المحكمة دون إلزام الأمن بطلب المعتدين, وقد أسفر ذلك أن حيكت مؤامرة كبيرة على ولدي المسجون حتى اليوم بتهمة قتل ابن خاله, فيما هو أصلاً مجني عليه ومجني أسرته في الذات العدوان وعلى جميع أملاكه وأملاكنا تباعاً وإلى اليوم.
مغاوير في مخادع النساء!
أما باقي العدوان على منزل فهد بعد إصابته ومقتل صديقه وابن خاله فترويها أمه الحجة زبيبة علي بن علي 63 عاماً قائلة: كان المرحوم ينزف ويصيح لابنه ولعصابته: إسعفوني.. إسعفوني يا طراطير.. لكن ولده شافها فرصة وما كنش فاضي له فأرسل اثنين من عصابته هاهم عندك في محاضر من شهدوا عليهم أرسلهم يدورا فهد من غرفة لا غرفة, وزوجي هذا «المسكين» كان متخبئا بالحمام وما رضاش يخرج, وأني أتجحبل بين أرجل المجرمين وأشبض بمقاطبهم وأرجلهم وأصيح : حرام عليكم يا عيالي مو تشو مننا فهد مهلَوش البيت مليان حريم عيب عليكم تتكشفوهن وحرام عليكم ترعبوهن, إحنا أهل إحنا أنساب ياغارة الله.. تواصل الحجة زبيبة: يا فصيح لمن تصيح دخلوا غرفة غرفة معتديين بوحشية ما هيش مع اليهود وقتلوا ضيفتنا الشابة اللي كانت في ريعان الشباب اللي عزمتها أختها زوجة ابني فهد غداء ومقيل المرحومة بغداد محمد أحمد علي 18 سنة ذبحت بلا ذنب ظلم وعدوان بخمس رصاصات في بطنها وصدرها ورقبتها زي ما أنت شائف في الصور, وزاد الجبناء برماية أختها وزيرة زوجة فهد بعدة طلقات في الرجل اليمنى وهي الآن عرجاء بعد أن قصرت رجلها, أما المسكينة وداد أحمد عبدالله زوجة ابني الثاني اللي كانت بجانبها فقد رصصوها بالرجل اليسرى, ووالدها مهدد بالقتل والسلب والنهب إن رفع دعوى ضدهم, وفضل أن تعيش معه إلى أن تتحسن ظروفنا وتنتهي قضيتنا بمحاكمة الجناة خاصة وقد صار زوجها ولدي محمد بنص عقل وهو مشرد في بلاد الله مليان خوف وقهر على المصيبة في الأهل والمال, تضيف أم فهد وعاد معي ابن ثالث مشرد وهايم وحتى زوجي ما خلوش له حاله , سجنوه وخرجناه بضمانه بعد أن استفادوا من بصائرنا اللي نهبوها بادعاءات باطلة علشان يعرقلوا متابعته للقضية في المحكمة ويظل في السجن مع فهد اللي حاول قبل أيام لمحاولة الانتحار في السجن لما شافها سنة ونص مشت وهو في السجن باطل في باطل والمجرمون يسرحون ويمرحون ويشارعونا ويعرقلون الشهود والقضاء والامتثال أمام المحكمة بفلوسنا وأملاكنا اللي نهبوها, لكن نقول لهم: الله على كل ظالم وربي يسمع ويشوف! ولرئيس الجمهورية والنائب العام ومحافظ تعز ومدير أمن المحافظة ترسل الحجة زبيبة صرختها وللمولى تناجيه وترسل الدمعات.
تخاذل أمن المواسط
عام مضى منذ أصدرنا العدد الأول من ملحق «إلى من يهمه الأمر»والمختزل في صفحتين من كل يوم اثنين تناولنا مئات الشكاوى والانتهاكات والجرائم, لكن أياً منها من ما تناوله المحرر طيلة عقد ونصف من العمل في الصحيفة بلغ هذا القدر من الفظاعة والإجرام في قتل وإصابة وتشريد ونهب جميع ممتلكات أسرة كانت هانئة وميسورة الحال فصارت معدمة لا تمتلك نفقات التقاضي لإخراج عائلها المجني عليه أيضاً من السجن ولإيصال الجناة إلى القضاء رغم عشرات الأوامر القهرية في حقهم ورغم اطلاع وتوجيهات كل من النائب العام ومدراء أمن تعز الاثنين السالفين وثالثهم الحالي, ورغم تكرار توجيهات محافظ محافظة تعز لأمن تعز ووصفه لما جرى ب «جريمة إبادة» ورغم استلام أمن مديرية المواسط لعشرات التوجيهات من النيابة ومن كل المعنيين ,بما فيها آخرها الذي تسلمته أمن المواسط أمام أعين كاتب السطور قبل أسبوعين خلال التحقيق في القضية, غير أن مجملها غار في المجهول!
يقول الحاج حزام مبرراً: والله يا ابني إن الجناة اشتروا من أموالنا المنهوبة سيارة برادوا 2010 وأهدوها لأحد «أولي الأمر»! وأضاف: أما الجبناء في القرية فقد سكّتوهم بدبب الغاز حقنا وبكراتين وأكياس المواد الغذائية المنهوبة عشان ما يفتحوش لقوفهم ومن رفض غنيمتهم هددوه كما هددوا والد القتيلة «بغداد» الذي يمضي يومه باكياً على ابنته دون أن يتجرأ على رفع دعوى قضائية ويتهم أولئك المجرمين, ويعلم جيداً أنهم سينفذون وعيدهم وهو رجل عاجز وفقير يخشى على باقي أسرته وأملاكه لا سيما بعد أن مرت سنة وأربعة أشهر من الجريمة ولا يزال الجناة طلقاء يعيثون في بني يوسف فساداً وينمون ثروتهم المنهوبة علينا من قطوف القات والثمار التي يسيطرون عليها بلا خجل من الناس ولا خوف من الله تعالى.
يواصل الحاج حزام: صرنا اليوم عاجزين عن إيصال الجناة الفارين من وجه العدالة فقط في المحررات الأمنية والقضائية فيما هم يمارسون أعمالهم أمام مرأى ومسمع الأهالي وعلى رأسهم عدل القرية الملتزم خطيا بصون أملاكنا وأمام أمن مديرية المواسط, يواصل الجناة جني مزارعنا, ومن ريعها ومن الممتلكات والأموال المنهوبة المقدرة بنحو 840 مليون ريال يشارعوننا ويرمون بولدي «فهد» المجني عليه برصاصهم, حيث من السهل على المجرمين مجابهة أو عرقلة تنفيذ عشرات الأوامر القهرية في حقهم! وإضافة إلى تأثير قوة المال «المنهوب» استقوى الجناة بأسلحتهم مهددين كل من ينوي الإدلاء بشهادته أمام المحكمة بأن مصيره سيكون أسوأ من مصيري ومصير ولدي فهد.
كتمان الشهادة!
خلال نزولنا الميداني إلى المنطقة قبل أسبوع التقينا عددا من الأهالي, لكن معظمهم خافوا من سرد تفاصيل الجريمة والأدلاء بشهادتهم, وكان أكثرهم جرأة وشجاعة من أبدى استعداده للشهادة ولكن في قاعة المحكمة شريطة وصول جميع المتهمين السجن لضمان إتقاء شر وعيدهم لكل من سيشهد.
مهمة صعبة!
ما لا ينبغي كتمانه أن القضية عرضت على المحرر قبل 3 أشهر من النشر, وقد تأخر النشر نتيجة تعذر السفر إلى المنطقة, وما أن سنحت الفرصة قبل أسبوعين بمعية محامي الأسرة المنكوبة فضلنا عدم كشف هويتنا وتعللنا بأننا دخلنا باحثين عن شخص يود بيع سيارته, ونزولاً عند نصائح عديدة تنقلنا بحذر لنلتقط صوراً فوتغرافية لما تبقى من أملاك وأطلال العقارات والمحلات التجارية ال 12 لكن الغروب باغتنا وكذا خشية كشف مقصدنا فلم نتمكن إلا من تصوير أرضية كانت لثلاثة محلات دمرت, حولها الجناة بعد أن نهبوها وأحرقوها وسووها مع التراب إلى مقبرة دفن فيها أحد الأهالي في رمضان الماضي كرها حسب شهادة الشهود في محاضر جمع استدلالات أمن مديرية المواسط التي أفاد فيها الشهود أن المتهم (م . ح) ورفاقه المتهمين أرغموا أسرة ذلك الميت على قبر ميتهم في أرض الدكاكين المدمرة , ويعلل الحاج حزام مالك الأرض فعلتهم تلك بأنهم استهدفوا طمس كل ما يدل على أن ثمة محلات وعقارات كانت هناك وأن ما سندعيه إن نصرنا الله عليهم لاحقاٌ هو وهم وخيال بدلالة أن الأرض ما هي إلا مقبرة! لكن شهادة الرجال الصالحين المدونة فضحت كيدهم, ونأمل من أمن المديرية الله يهديهم فقط ضبط الجناة وإرسالهم المحكمة الجزائية في تعز التي عقدت طيلة عام ونيف عشر جلسات لم تقرر فيها شيئا سوى: التأجيل إلى أن يصل المتهمون.
يقول المحامي بسام الحمادي: أنا أستغرب سبب مماطلة وتأجيل المحكمة للنطق بالحكم لأكثر من عام انعقدت فيه أكثر من عشر جلسات دون أن تحكم المحكمة الجزائية على المتهمين الفارين من وجه العدالة حكما غيابياً طالما والأمن لم يتمكن من إيصالهم خاصة وأن المحكمة لديها محاضر شهادة نحو تسعة شهود أدلوا بشهاداتهم إلى الأمن على فترات متباعدة وقد توفقنا بتدوين شهاداتهم كون معظمهم ممن ليسوا من سكان القرية التي تمت فيها الجريمة لكنهم شهدوها, ومن وحيها بإمكان أية محكمة أو صحيفة أو منظمة حقوقية أو حتى مكتب رئاسة الجمهورية المعني بتلقي المظالم بإمكان الجميع اعتبار تلك الشهادات المدونة قرائن كافية لإدانة الجناة, وقد أبدى أولئك الشهود استعداهم للإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة إن هي طلبتهم, لكنها لم تفعل ومضت مكتفية بالتأجيل إلى أن يتحنن الجناة ويتكرمون شاكرين بالامتثال إلى القضاء طالما وأمن مديرية المواسط تركهم وشأنهم متعللاً في آخر مرة قبل أسبوعين بأن طقمهم العسكري موديل 2010 تعطل عليه الكليش والموسم.. يضيف المحامي بسام: سبق وأن استخرجنا أوامر بتوقيف رواتب بعض الجناة فأحدهم في معسكر الأمن المركزي بتعز واثنين في وحدة صحية بالمنطقة, لكن المعنيين في المعسكر وفرع الصحة بالمديرية لم ينفذوا الأوامر القضائية.
الختام
يقول محامي الأسرة : عندي إحساس بأن القاضي لم يتمعن بالقضية بسبب عدم وصول المتهمين وبالتالي الشهود الذين سيأتون للشهادة ضدهم, وفي كل الأحوال لن يصح إلا الصحيح, فحتى لو اعتبر القضاء موكلي فهد مدان بقتل ابن خاله في منزله وهو من ذلك براء لو افترضنا ذلك فمن حق أي رب بيت أن يدافع عن نفسه وماله وعرضه وهو في داره, فقد كان الاعتداء على فهد وأسرته من خارج المنزل, ولم يخرج هو لمواجهة أحد, لكنني أتوقع أن يرد الغرماء الفارون على قضيتنا هذه المنشورة زاعمين بأن فهد مسجون لأنه قتل ابن خاله في داره, لكن هل يعقل أن يطلق النار أيضاً على نفسه وزوجته وزوجة أخيه ويقتل صهرته المرحومة بغداد! هذا لا يعقل , وكل ما في الأمر أن المال المنهوب هو ما يعيق القضية ويشل خطاها, لتمر الشهور والسنون ويتلاشى الشهود وتختفي معالم الجريمة وتقيد ضد مجهول كما قال أبناء المنطقة في تعليقهم على جريمة شبيهه تمت عندهم أيام حرب البوسنة والهرسك ولم يقبض على الجناة فقد تندورا يومها قائلين بأن من هدم العقارات هي صواريخ الصرب, وأتوقع أن يتندورن بقضيتنا لاحقاً بعد كتمانهم الآثم للشهادة, بأن من قتل وجرح ودمر المنازل والدكاكين هي طائرة بلا طيار اشتبهت عليها أهداف كابول أفغانستان بكابول بني يوسف!

المصدر : صحيفة الجمهورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.