صار من المألوف على بعض فروع أمن مديريات تعز التراخي عن ضبط المطلوبين في جرائم اعتداء من أولئك المستقوين بالمشيخ وملحقاته المدجّجين بالسلاح, أو المحتمين بالمناصب والنفوذ والمال ! وفي المقابل فمن السهل جداً على تلك الأجهزة الضبطية إرسال المجني عليهم إلى غياهب السجون بمجرد استسلامهم للقانون وإذا ما حُررت حيالهم محاضر جمع استدلالات سرعان ما تتلقّفهم النيابة ومن بعدها المحكمة, وما أن تثبت براءتهم وتتوالى جلسات القضاء وإضراباته وإجازاته السنوية يلوك المساكين عاماً بعد عام حتى تنهار قواهم ويتراجعون عن دعاواهم ضد الجناة «العتاولة» خارج السجن ..! وفي تالي السطور قضية في مديرية المسراخ ، المفعمة بالمشيخ على نحو مماثل: موت وخراب ديار! في نهاية سوق نجد قسيم وأنت ماضٍ إلى التربة تودعك (7) دكاكين تجارية محترقة وشبه منهارة لا بمعاول الزمن والطبيعة بل ببوازيك الآر بي جي ووقود الجناة ونيران بنادقهم الثقيلة والمتوسطة , وحسب تقرير إدارة البحث الجنائي بتعز بعد جمع الاستدلالات وأقوال الشهود فقد أقدم عدد من المطلوبين أمنياً الموضحين في الأوامر القهرية المرفقة طي النشر بإطلاق عدد من قذائف آر بي جي على تلك الدكاكين التجارية بتاريخ 24/11/2012 في تمام الثالثة صباحاً وما أن صدحت المنابر بأذان الفجر حتى كانت معظم أسقف تلك الدكاكين قد انهارت على ما بداخلها من بضائع، أما أصحابها وعمالها فمنهم من نام خارجها بع أن تم تحذيرهم عقب العدوان بأيام , ومن بقي فر مع أول طلقة كلاشينكوف للتحذير, بعدها تتالت البوازيك على الدكاكين فتوالى سقوط أسقفها: دكانان لأوانٍ منزلية وثالث لمواد غذائية ورابع كان ورشة لحام وخامس للمكنيك ودكانان لبيع القات , في اليوم التالي توجه أصحاب تلك المحلات المستأجرة وملاك العقار أيضاً إلى أمن مديرية المسراخ للإبلاغ بالجناة الذين باشروا عدوانهم من أمام على تلك الدكاكين من الرصيف المقابل للشارع حسب محاضر الاستلالات وأقوال الشهود فقد فشل أمن مديرية المسراخ في ضبط الجناة , وهو ما ساقهم للتمادي أكثر وعدوان جديد عقب عدوانهم السالف بأيام ثلاث, مع اختلاف الوسيلة والزمن. لقد تحرك الجناة وسط السوق وفي وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع حاملين «دبب» مليئة بالبترول وبها أحرقوا كامل محتويات الدكاكين السبعة دون رحمة ودون خصومة مع أجرائها الغلابى, لكن ما دفعهم إلى فعلتهم هو تلك الخصومة مع مالكي تلك الدكاكين حول ملكية أراضي تلك الدكاكين . مات سجيناً يقول عبدالغني راوح أحمد الوجيه (75) عاماً: قمت أنا وأخي عبدالمجيد ببناء تلك الدكاكين قبل ثلاثة أعوام على أرضنا الباسطين عليها وعلى الهضبة من خلفها وأراضٍ مجاورة كابر عن كابر, لكن لعاب المشائخ سال على الدكاكين , فبدأوا يتوعدوننا بهدمها, لجأنا إلى أمن المسراخ لكنه رمى بأخي عبدالمجيد في السجن بتهم واهية, وظل في السجن المركزي فيما أنا والأولاد نواصل مشوار التقاضي بيننا وبين المشائخ, لكنهم عندما فشلوا في انتزاع أملاكنا عبر القضاء دمروا الدكاكين وأحرقوها, وفي ليلة البوازيك اختبأت خلف الدكاكين هرباً منها ومن الأعيرة الكثيفة غير أن شظية اخترقت عيني اليسرى كما ترون وصرت بعين واحدة , لكن يا فصيح لمن تصيح؟، فلم يصل أحد من الجناة إلى السجن حتى اللحظة رغم أن العدوان تم وأخي عبدالجبار كان في السجن باطلاً ولم نتمكن من إخراجه من السجن حتى بالضمانات رغم أن القضية مدنية قضية نزاع على أرض لكن نيابة المواسط رأت أن موقع الدكاكين في آخر سوق نجد قسيم هو من اختصاص نيابة المواسط لا نيابة المسراخ, بحجة أن ما بعد السوق صوب التربة هو تابع للمعافر , وهكذا لعبوا بنا لعباً, وحاولوا جاهدين لي ذراعنا في سجن أخي المريض بالربو والضغط والقلب, وكم صرخ من داخل أسوار مركزي تعز ليسعفوه إلى المستشفى لنتمكن من علاجه, دون جدوى , ولأن أحداً لم يستمع لصراخه فاضت روحه إلى المولى, ورغم ذلك لم يشفع لنا رحيله لدى الغرماء والمتواطئين معهم, بل إنهم لم يجدوا ما يلوون به أذرعنا بعده فساقوا ولديَّ «محمود وهاني» إلى السجن المركزي بتهم واهية وها هما يقضين عامهما الثاني في السجن ظلماً وبلا حكم قضائي أو جريمة مؤكدة. صرخة مظلوم! ويضيف عبدالغني: أناشد فضيلة النائب العام بل ورئيس الجمهورية الاطلاع على قضيتنا هذه وإنصافنا من المعتدين الغرماء ومن المعنيين في الأجهزة القضائية بتعز تسببوا في موت أخي في السجن برفضهم السماح له بالعلاج, وأناشد بإلزام أمن مديرية المسراخ وأمن المحافظة بضبط تلك العصابة التي دمرت وأحرقت دكاكيننا التي تعتاش منها أسر عديدة, كما أناشد رئيس النيابة العامة في تعز التوجيه بإطلاق سراح ولديّ محمود وهاني المسجونين ظلماً, فالأول لديه ستة أطفال يعولهم والثاني لديه طفلان وأنا صرت بعين واحدة وسني كبير وما أزال أداوي نساءنا وأطفالنا من فجيعة العدوان المتوحش في ذلك اليوم وما أعقبه من أزمات مادية ونفسية بفقدان أخي في السجن وتلا ذلك محاصرة الجناة والمتواطئين معهم لمصادر قوت أبنائنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل ولكل ظالم نهاية!.