أكد تقرير حقوقي صدر أمس الثلاثاء أن القتال بين جماعة الحوثي المسلّحة ورجال القبائل في محافظة عمران أسفر عن مقتل 226 شخصاً من رجال القبائل وإصابة 707 آخرين خلال المواجهات التي شهدتها الأشهر الأربعة الماضية. وأفاد التقرير الصادر عن منظمة "السلام" والهيئة الشبابية لدعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أن المواجهات خلال الأشهر الأربعة الماضية في محافظة عمران، تسببت في نزوح 3 آلاف شخص، وتدمير 16 منزلاً بشكل كلي و130 منزلاً بشكل جزئي، ونهب 4 منازل، واحتلال 6 منازل أخرى.
وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي مارست عدداً من الانتهاكات في محافظة عمران، منها إغلاق 44 مدرسة، وهدم 3 مدارس أخرى، بالإضافة إلى هدم 3 مساجد، واحتلال 4 مرافق صحية، ومحكمة.
وفيما أكد التقرير أنه استقى معلوماته من رصد ميداني ومقابلات مع أسر الضحايا، أشار إلى أن جماعة الحوثي اختطفت خلال المواجهات 9 أشخاص من رجال القبائل لعدة أيام قبل أن تفرج عنهم.
وسيطرت جماعة الحوثي على عددٍ من مديريات محافظة عمران، ولا زال التوتر في المحافظة قائما جراء سعي الحوثيين للسيطرة على عاصمة المحافظة وفرض حصار عليها من عدّة جهات.
وطالب التقرير الحقوقي –الصادر عن فريق حقوقي زار محافظة عمران السبت الماضي- بتشكيل لجنتي تحقيق دولية ومحلية للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون في محافظة عمران، ودعا الحكومة إلى إزالة كافة النقاط المسلّحة التي أنشأتها الجماعة في الطرق الرئيسية في المحافظة.
وعززت جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية حصارها على مدينة عمران من عدّة جهات، وقامت بإنشاء مخيّمات مسلحة في منافذ المدينة من عدّة جهات، حيث أغلق مسلحو الحوثي الشهر الماضي المدخل الشمالي لمدينة عمران في منطقة الضبر، وقاموا باستحداث مخيّمات أخرى للمسلّحين في عدد من مداخل المدينة.
وكانت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران أعلنت في 28 مارس الماضي أنها توصلت إلى اتفاق تهدئة لمدة 15 يوماً، ليتسنى لها إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة لإنهاء التوتر، غير أن اللجنة لم تنجز أي شيء على صعيد إنهاء الحشد المسلّح للحوثيين على مداخل مدينة عمران، حيث إن المهلة المحددة للتهدئة من المقرر أن تنتهي الجمعة القادمة، في ظل تصاعد مستمر للتوتر.
وتدخلت اللجنة الرئاسية عقب مواجهات مسلحة اندلعت بين قوات من الجيش والأمن جراء قيام مسلحين حوثيين بمحاولة اقتحام مدينة عمران بأسلحتهم الشخصية في نقطة الضبر، بير عايض، الواقعة على المدخل الشمالي للمدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
وتمكنت اللجنة الرئاسية عقب الحادث من تهدئة الأوضاع من خلال قيامها بتحكيم قبلي لجماعة الحوثي، التي قبلت التحكيم، دون أن تقوم برفع مسلحيها المخيمين على المدخل الشمالي لمدينة عمران، وتطورت الأوضاع بعد قيام الحوثيين خلال الأيام الماضية باستغلال المُدة المحددة للتهدئة باستحداث مخيمات مسلحة على مداخل أخرى للمدينة بهدف إحكام الحصار عليها.