طالب موالون لجماعة الحوثيين المسلحة بإقالة محافظ عمران وقائد اللواء 310 مدرع ومدير الأمن ومدير جهاز الأمن السياسي في المحافظة، فيما قلل مسؤول محلي من أهمية تنفيذ مطالبهم. جاء ذلك في رسالة مكونة من عشر صفحات بعثوها رداً على تحكيم اللجنة الرئاسية لهم في حادثة مقتل مسلحين حوثيين خلال هجومهم على نقطة تابعة للأمن المركزي على مدخل مدينة عمران في نهاية مارس الماضي وراح ضحيتها جنديان.
وكانت لجنة من شيوخ وقادة عسكريين كلفها الرئيس هادي قدمت ثيراناً وبنادق للحوثيين و«تحكيماً قبلياً» على مقتل مسلحين خلال الهجوم على النقطة الأمنية وهو ما أثار سخط ناشطين رأوا في الأمر إذلالاً للدولة.
و«التحكيم» في العرف القبلي هو نوع من «اعتراف» طرف «بالخطأ» ومحاولة للتسوية بتوكيل الطرف الآخر بمهمة إصدار حكم لحل المشكلة.
وقال الحوثيون في الحكم الذي أصدروه، ونُشر على مواقع تابعة للحوثيين، إنهم يطالبون بإقالة محافظ محافظة عمران الشيخ محمد حسن دماج وقائد اللواء 310 مدرع العميد حميد القشيبي والعميد محمد صالح طريق مدير الأمن في المحافظة ومدير جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في عمران أحمد رزق الهمداني. كما طالبوا بمحاكمة الأربعة بتهمة «القتل العمد» و«الفساد» و«الإخلال بالأمن».
وطالب الحوثيون أيضاً بإخراج اللواء 310 المتمركز في مدينة عمران إلى منطقة حدودية بالمحافظة، واعتبار القتلى الحوثيين «شهداء ثورة» ومعالجة الجرحى في الداخل أو الخارج.
وقال «الحُكم» الحوثي في نهاية «وهكذا حكمنا إلى وجه فخامة رئيس الجمهورية واللجنة الرئاسية المكلفة منه لسرعة تنفيذ ما جاء فيه».
لكن مسؤولاً محلياً قال ل«المصدر أونلاين» إن الرئيس عبدربه منصور هادي انزعج من تصرفات اللجنة الرئاسية عندما قدمت «تحكيماً» للحوثيين، مقللاً من أهمية تعاطي الأجهزة الحكومية مع المطالب الحوثية.
وكشف المسؤول عن تحركات أجراها الرئيس هادي ولقاءات مع وجهاء من عمران للتشاور بشأن تعيين محافظ جديد خاصة مع إصرار المحافظ دماج على طلب إعفاءه من منصبه، مشيراً إلى ان دماج كان طلب إعفاءه قبل أشهر لكن هادي طلب منه الاستمرار.
وتقول مصادر إن المسلحين الحوثيين يحاولون اقتحام مدينة عمران بعد سيطرتهم على مديريات في المحافظة إثر معارك مع رجال القبائل.
ونفذ الحوثيون قبل أكثر من شهر مسيرة مسلحة داخل مدينة عمران بعد جهود لجنة وساطة قبلية، فيما منعت قوات الأمن المسلحين من إدخال السلاح الثقيل إلى المدينة.
واستحدث الحوثيون مواقع مسلحة ومخيمات اعتصام لمسلحيهم على مداخل مدينة عمران، فيما يسود التوتر المنطقة بعد احتجاز الحوثيين أمس الأول لجنديين اثنين أثناء مرورهم من حاجز تقطع مسلح للحوثيين بالقرب من المدينة، وهو ما جعل قوات الأمن ترد باحتجاز ثمانية مسلحين حوثيين.
ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء واسعة من محافظاتعمران والجوف وحجة بعد توقف حرب مع القوات الحكومية الموالية للرئيس السابق استمرت نحو ست سنوات بين عامي 2004 و2010.
واستغل الحوثيون ضعف سيطرة الحكومة خلال الانتفاضة الشعبية عام 2011 للسيطرة على مديريات جديدة، حيث يُدير الحوثيون تلك المناطق بما يشبه حكماً ذاتياً لجماعتهم.