كل إنسان حر بالفطرة ومكفول له حق الاختيار بين تقبيل ركب السيد وبين تصنيفه "تكفيري" يحل ل "التفجيريين" اجتثاثه ونسف بيته ومدرسته ومسجده وتسويتها بالأرض. يطالعنا الحوثي يوماً بعد يوم بمشروعه "المدني". وكل يوم يؤكد لنا مبادئ هذه المدنية التي لم ينفك ينهش في الجسد اليمني ليصل إليها.
مدنية يتنطع بها إعلاميو الحوثي فيما ميليشياته تقتل كل مظاهر المدنية وكل سبل العلم او التنوع السياسي او الديني وحتى التنوع السلالي.
مدنية قائمة على أساس "زنابيل وقناديل ومزاينة وخدم وأطراف وأصول" في عودة لرتب اجتماعية تحتقر كل معاني الإنسانية وتمتهن الإنسان موغلة في الظلام والابتذال القيمي وانتهاك أبسط حقوق الإنسان. فكونك لم تكن من سلالة هاشمية فأنت مجرد زنبيل "بألف ريال " ومهمتك أن تقبل رجل السيد! أو تموت في سبيل تحقيق طموحاته الرعناء.
منهجية عرفها اليمنيون في حكم سلالة هؤلاء الأدعياء لقرون من الزمن ذاق اليمنيون خلالها أشد أنواع الامتهان والتحقير والتجهيل والاستعباد، بل راهن أسلافهم على جهل الشعب والاستخفاف به. ليثور الشعب في وجوههم ثورة لم تحقرهم كما مارسوا تحقيره. بل منحتهم فرصة العيش كبشر لا كحيوانات تعيش في غابة يحكم فيها الأقوى ويسير البقية له عبيداً وخدم.
إن المتتبع للمنهجية السلالية التي تنتهجها جماعة الحوثي الإرهابية يدرك مدى زيف وكذب هؤلاء ومراوغتهم وغطرستهم. فبينما يدعون أنهم من سلالة "رسول الله" يمارسون كل ما يؤكد انسلاخهم عن نهجه وعما جاء به من "ديناً وسطاً" أمر بالمساواة ودعا لنبذ العصبية وجعل معيار التفاضل "التقوى" لا السلالة.
وبينما يصفون أنفسهم بأصحاب المسيرة القرآنية يفجرون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه ويسعون في خرابها، ويفجرون دور القرآن التي تعمل على تحفيظ آياته.
وبينما يرفعون شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل يمارسون قتل الشعب اليمني في كل مكان يتواجدون فيه لتمرير مشروع طائفي قذر تتطلع اليه إيران في اليمن. ولن يمر على أبناء اليمن ما يقومون به من جرائم. كما أن أمريكا لم توجه حتى مجرد استنكار لما يقومون به من جرائم ضد هذا الشعب.
لقد منح هذا الشعب هؤلاء الواهمين فرصاً كثيرة ليكونوا جزءاً من نسيج هذا الشعب الذي هم دخلاء عليه. غير أنهم رغم الاعتذار الذي قدم لهم عن الحروب السابقة بغية تناسي الماضي وتجاهل تمردهم على الدولة لسنوات، ومحاولة بناء دولة داخل الدولة ورغم إشراكهم في الحوار الوطني، فيما هم يمارسون القتل والتنكيل بكل من يخالفهم ورغم الدعوات الكثيرة لتحولهم لقوة سياسية وطنية تنافس سياسياً مثلها مثل غيرها من القوى الوطنية. إلا انهم مصرون على التمادي في الغي والإيغال في الجرم. ظناً منهم أن الشعب الذي ثار على حاكمٍ يسعى لتوريث الحكم لابنه سيقبل بمن يطمح بتوارث الدين والثروة والحكم والسيادة. فيما يكون من سواهم مجرد تابع يجب عليه السمع والطاعة والانحناء وتقبيل الأقدام.
يؤكد الحوثي للشعب اليمني انه ورم خبيث استعصت كل محاولات علاجه وأن لا علاج له سوى الكي. لقد حان الوقت لإخضاع هذه المليشيات لسيادة القانون وفرض هيبة الدولة على كل المناطق الخارجة عن سيطرتها. فقد استنفدت كل فرص العمل السلمي مع مدمني الدماء وتجار الحرب والمتكبرين في الأرض بدعاوى انتمائهم السلالي ودعاوى الاصطفاء على بقية الناس.
وعلى الشعب اليمني ان يقف بكل قواه إلى جانب الجيش لإيقاف هذا الصلف عند حده، فالسكوت عن تمادي هؤلاء الدموييين ومن "يعتاشون" على الدمار والقتل سيوسع الشرخ المجتمعي ليفيق الشعب يوماً على حروب طائفية كتلك التي تدمر سوريا أو تلك التي تقوم بالتصفيات الطائفية في العراقِ، محاولةً اجتثاث الآخر لفرض فكرها واستعباد الشعوب وإخضاعها.