قالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن الاشتباكات التي اندلعت أمس السبت بين الحوثيين ووحدات من الجيش في محافظة عمران لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذا الخبر (صباح الأحد). وأفادت المصادر عن وقوع إصابات في طرف الجيش، حيث أصيب ستة جنود في قصف الحوثيين على جبل ضين جنوبي عمران، فيما لم يُعرف بعد ضحايا الحوثيين، لكنه أكد وجود قتلى وجرحى منهم.
وانهارت هدنة هشة وقعها الطرفان برعاية لجنة رئاسية، أمس السبت حين هاجم مسلحو الحوثي جبل ضين العسكري الذي يطل على المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء من جهات مختلفة بهدف السيطرة عليه.
كما تجددت المواجهات بين قوات الجيش وجماعة الحوثيين المسلحة، في عدد من الجبهات على ضواحي عاصمة المحافظة. وتجددت الاشتباكات بين الجيش ومسلحي جماعة الحوثي صباح اليوم في منطقة الجائف بهمدان.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى ظهر اليوم وأن الجيش يستخدم الأسلحة الثقيلة في قصفه لمواقع تمركز مسلحي الحوثي.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات تدور في موقع الرمادة في محيط قرية الجائف وأن الجيش يتقدم بمساندة القبائل في ظل تراجع الحوثيين باتجاه عيال سريح.
وتحدثت المصادر ل«المصدر أونلاين» عن خروقات للحوثيين في منطقة الحجز غرب مدينة عمران، وفي جبل المحشاش شمال غرب المدينة.
وقالت المصادر إن الحوثيين أطلقوا يوم أمس النار عشوائياً، على قرية الحجز، كما أطلقوا قذيفة هاون على جبل المحشاش الذي يتمركز فيه جنود من اللواء 310 مدرع.
وقالت مصادر محلية إن مسلحي جماعة الحوثي هاجموا مواقع عسكرية تتمركز في جبل ضين، من عدة جهات ظهر يوم أمس، وتبادلوا القصف مع قوات الجيش.
ويقع جبل ضين الاستراتيجي على بعد 8 كيلو متر، من المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء، في نقطة الأزرقين، كما يطل على طريق صنعاءعمران، ويشرف على المدخل الجنوبي لمدينة عمران.
وأضافت المصادر أن مسلحي الحوثيين المتمركزين في عدد من القرى بمديرية عيال سريح، قاموا بقصف قوات الجيش في جبل ضين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، وقصف متبادل بين الطرفين، بالأسلحة الثقيلة.
وأوضحت المصادر أن المواجهات تركزت في منطقة بني ميمون، ومنطقة سمح، ومنطقة بني الزبير، ومنطقة بيت الحمودي، التي يتمركز فيها المسلحون الحوثيون في مديرية عيال سريح، وتقع في محيط جبل ضين العسكري، جنوبي مدينة عمران.
وأشارت إلى أن المسلحين الحوثيين في منطقة بني ميمون وعمد وروى قاموا صباح أمس بقصف قوات الجيش المتمركزة في جبل ضين، بالأسلحة الثقيلة.
كما اندلعت مواجهات بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين، في الضواحي الغربية لمدينة عمران، في منطقة بيت بادي ومنطقة المأخذ.
وقالت المصادر إن مسلحي الحوثي في قرية المأخذ، وبيت بادي قاموا بقصف قوات الجيش في منطقة الجميمة، وإطلاق النار على المواطنين في منطقة الحجز، ما أدى إلى تجدد المواجهات بين الطرفين في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين الحوثيين قاموا باستحداث عدد من نقاط التفتيش المسلحة على مداخل مدينة عمران، وقالت إن النقاط المستحدثة تقع في منطقة بيت عامر، وفي منطقة بني الزبير، وفي منطقة سحب، بجوار نقطة السلاطة العسكرية على المدخل الجنوبي لعمران.
الالتفاف على جبل ضين من جانب آخر، اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثيين ورجال القبائل في مديرية همدان، التابعة لمحافظة صنعاء، جراء محاولة الحوثيين الالتفاف على جبل ضين، من جهة همدان.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين حاولوا التوسع في بعض مناطق مديرية همدان، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينهم وبين رجال القبائل، في أطراف منطقة الجائف الأسفل.
وأضافت أن المواجهات بدأت ظهر يوم أمس، بعد قيام مسلحي الحوثيين بالتسلل إلى المنطقة، واستحداث موقع لهم فيها.
وأكدت المصادر أن رجال القبائل تمكنوا من التصدي للمسلحين الحوثيين، واستعادة الموقع الذي كان الحوثيون قد سيطروا عليه في المنطقة.
وأشارت إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل أحد أبناء منطقة الجايف، ويدعى أنور مجاهد الجائفي، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، الذين يتكتمون عن الإدلاء بأي معلومات بشأن خسائرهم وقتلاهم خلال المواجهات التي يخوضونها ضد أبناء القبائل أو مع قوات الجيش.
وبحسب مصدر محلي فقد تمكن رجال القبائل من إحراق طقمين تابعيين للمسلحين الحوثيين، الذين لا ذوا بالفرار عقب المواجهات بينهم وبين أبناء المنطقة، باتجاه مديرية عيال سريح، التابعة لمحافظة عمران.
وأوضح المصدر أن أطقما تقل مسلحين حوثيين قدمت من مديرية عيال سريح، وتمركزت في 3 مواقع بمنطقة الجائف الأسفل، وقامت باستحداث متاريس وخنادق في المنطقة، قبل أن يتوافد مسلحون قبليون من أبناء المنطقة، ظهر أمس، ويقوموا بطرد المسلحين الحوثيين من المنطقة، بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن تدمير طقمين تابعين للحوثيين، وقتل وإصابة عدد منهم.
وتقع قرية الجائف شمال شرق العاصمة صنعاء، وهي مسقط رأس قائد قوات الاحتياط، اللواء علي بن علي الجائفي، ويسعى الحوثيون للسيطرة على هذه المنطقة، بهدف الالتفاف على قوات الجيش المتمركزة في جبل ضين العسكري، ومهاجمتها والسيطرة على الموقع، خصوصا وأن جبل ضين يقع على مقربة من المدخل الشمالي للعاصمة، في نقطة الأزرقين.
وبحسب مصادر محلية فإن مسلحي جماعة الحوثي يسعون إلى تضييق الخناق على جبل ضين العسكري، الذي يعتبر من أهم الجبال العسكرية في شمال العاصمة صنعاء، وذلك من خلال السيطرة على المناطق والقرى المحيطة بالجبل، الذي يقع على الحدود الإدارية بين مديريتي عيال سريح التابعة لمحافظة عمران، وهمدان التابعة لمحافظة صنعاء، حيث كان الحوثيون قد سيطروا على المناطق المحيطة بالجبل في مديرية عيال سريح، ويسعون إلى استكمال تطويقهم للجبل بسيطرتهم على القرى والمناطق المحيطة به من جهة مديرية همدان.
وتشهد عدد من مناطق مديرية همدان تواجدا مكثفا لمسلحي الحوثيين، الذين سيطروا على مناطق واسعة في المديرية، مطلع العام الجاري، وعززوا من تواجدهم بشكل مكثف خلال الأسبوعين الماضيين، عقب التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين في محافظة عمران، في الرابع من يونيو الجاري.
التوتر ينتقل إلى مديرية أرحب وقالت مصادر محلية إن المسلحين الحوثيين يسيطرون حاليا على مواقع هامة في منطقة الغيل، ومنطقة بيت الحداد، ومنطقة بني مونس، ومنطقة الكبار، ومنطقة بيت أنعم، ومنطقة الغرزة، بمديرية همدان، مشيرة إلى أن هذه المناطق تقع فيها عدد من الجبال الهامة من الناحية العسكرية.
وأضافت المصادر أن رجال القبائل بدورهم يقومون بحشد مسلحيهم في منطقة ضروان، ومنطقة الحطاب، ومنطقة المعمر، ومنطقة الجائف، ومنطقة جربان، فيما عززت قوات الجيش تواجدها في محيط جبل ضين، ومواقع أخرى في مديرية همدان.
وأكدت مصادر محلية أن التوتر بين رجال القبائل والحوثيين توسع إلى مديرية أرحب شمال شرق صنعاء، جراء قيام الحوثيين بحشد مسلحيهم إلى مناطق المديرية، بشكل مستمر خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي ينذر بانفجار الوضع في مديريتي أرحب وهمدان على نطاق أوسع.
وعقد مشايخ ووجهاء قبيلة همدان، أمس، اجتماعا طارئا في قرية المعمر، لتدراس مستجدات الوضع في المديرية، وقالت مصادر محلية عقد في ضوء الاتفاق الموقع من قبل مشايخ همدان بإشراف وزير الدفاع، قبل نحو أسبوعين، والذي ينص على وقوف أبناء مديرية همدان ضد أي اعتداء من الحوثيين بهدف السيطرة أو إثارة الحرب في المديرية.
من جانبها، اتهمت جماعة الحوثيين، أمس، من وصفتهم ب"العناصر التكفيرية بالانتشار في مديرية أرحب، والتمركز في جبل يحيص، وجبل ضرم"، مشيرة إلى أن تلك العناصر تعد العدة للاعتداء على الحوثيين في المديرية.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن وقف إطلاق النار في عمران بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين في ال4 من يونيو الحالي.
ونصت بعض بنود الاتفاق على وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف، ونشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ.
لكن مصادر محلية وحكومية تحدثت في وقت سابق من الشهر الحالي عن حشود كبيرة من صعدة إلى عمران وتعزيزات بالسلاح الثقيل والمتوسط، قام الحوثيون باستقدامها عقب سريان الهدنة، كما قام الحوثيون باستغلال الهدنة لتنفيذ عمليات اختطاف طالت عددا من معارضيهم في المناطق التي يتمركزون فيها.
وسقط مئات القتلى والجرحى في مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين، خلال شهر مايو الماضي، استمرت حتى الرابع من يونيو الجاري، وشارك الطيران الحربي في تلك المواجهات، التي حاول خلالها الحوثيون إسقاط مدينة عمران والسيطرة عليها، وعلى جبل ضين العسكري.