اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء متفرقة من مدينة القدسالمحتلة استجابة ل"دعوة الغضب" التي أطلقها تحالف القوى الفلسطينية احتجاجا على افتتاح "كنيس الخراب"، في وقت يعتزم فيه متطرفون يهود إعلان وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم اليوم. واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الشبان بمدينة القدسالمحتلة صباح اليوم خلال المواجهات التي أصيب فيها عدد آخر من المتظاهرين الفلسطينيين.
وأضرم الشبان الفلسطينيون النار في إطارات السيارات، وتجمهر المئات من الأشخاص في حيي وادي الجوز والطور في القدسالمحتلة محاولين دخول المسجد الأقصى، لكن قوات الاحتلال عمدت إلى منعهم وتفريقهم. ونقل شهود عيان أن الاحتلال نشر عشرات المستعربين بين الشبان عدا عن التعزيزات المكثفة لقواته في سائر أنحاء المدينة المقدسة إضافة إلى التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في سماء المدينة. كما أفاد شهود عيان بأن مواجهات تدور حاليا بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة أحياء من البلدة القديمة وخاصة في حارتي حطة والسعدية وشارع الواد وجميعها ملاصقة للمسجد الأقصى. من جانب آخر، واصلت أجهزة أمن الاحتلال حملات دهمها لمنازل المواطنين المقدسيين في معظم أحياء مدينة القدس واعتقلت خلالها عددا من الفتيان والشبان.
وواصلت قوات الاحتلال حصارها المشدد على البلدة القديمة من القدسالمحتلة، كما واصلت إغلاق بوابات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي أمام المصلين الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما. واندلعت مواجهات أخرى في محيط الحاجز العسكري المُقام على المدخل الرئيسي لمخيم شعفاط وسط القدسالمحتلة، وهاجم طلبة المدارس الجنود على الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة، وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين أطلقوا الحجارة على الشرطة.
وفي بلدة العيسوية شرق القدس قال مراسل الجزيرة إن عددا من الأشخاص أصيبوا بالاختناق بسبب قنابل الغاز المدمعة التي تلقيها قوات الاحتلال، كما منعت هذه القوات وسائل الإعلام من دخول منطقة المواجهات في البلدة.
ورفع شبان من بلدة العيسوية -التي تقع على أراضيها مباني الجامعة العبرية ومسشفى هداسا- الرايات الوطنية في كافة أنحاء وشوارع البلدة.
واقتحمت قوة معززة من جنود الاحتلال بلدة العيسوية وشرعت بإطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة والمدمعة والرصاص المطاطي.
ورد الشبان برشق الجنود وسياراتهم بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وسط الشوارع الرئيسية لتعطيل حركة السيارات العسكرية، في وقت تحلق فيه مروحيات فوق البلدة لمساندة جنود الاحتلال في ملاحقة الشبان وطلبة المدارس.
وكانت إسرائيل قد رفعت حالة التأهب والاستنفار لدى قوات الشرطة وحرس الحدود إلى الدرجة القصوى اليوم، وانتشرت القوات الإسرائيلية بكثافة كبيرة في محيط الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والأحياء الشرقية من المدينة تحسبا لأي مواجهات.
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن اليوم سيكون بمثابة "يوم الامتحان الكبير" في شرق القدس بعد أن أعلنت قيادة حماس من دمشق وحتى غزة عن "يوم الغضب لنصرة القدس والأقصى".
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد "نشرنا 3000 رجل في القدس ولا سيما في البلدة القديمة للحفاظ على الأمن".
وبحسب روزنفيلد أصيب حرس حدود إسرائيلي بجروح طفيفة جراء رشق الحجارة في البلدة القديمة مساء الاثنين، كما أطلق مجهولون قنابل حارقة في حي سلوان العربي.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت إلى "يوم غضب ونفير عام" الثلاثاء احتجاجا على تدشين "كنيس الخراب" في الحي اليهودي بالقدس الشرقية الاثنين.