رغم خسارة المنتخب اليمني من مستضيف البطولة المنتخب السعودي بهدف نظيف في المباراة التي جرت أول من أمس، على إستاد الملك فهد الدولي، في ختام مباريات المجموعة الأولى في دور المجموعات، التي ودع على إثرها المنتخب اليمني "خليجي 22"، متخلفا عن نظيره القطري بفارق نقطة واحدة، إلا أن الجماهير اليمنية التي ملأت المقاعد المخصصة لها من اللجنة المنظمة لبطولة الخليج 50% قبل بداية المباراة، لتغلق البوابات أمام أعداد كبيرة كانت موجودة في الخارج، لم تتأثر بخسارة منتخب بلادها ووداعه للبطولة، بل انطلقت في شوارع الرياض فرحة حتى ساعات متأخرة من الليل. وشهدت الشوارع المحيطة بملعب المباراة زحاما كبيرا بالسيارات التي توشحت الأعلام البيضاء والحمراء، ولا تكاد تشاهد علما سعوديا إلا في فترات بسيطة، ومع الأنغام الشعبية اليمنية والوطنية بدأت الجماهير تتراقص وتتغنى حتى إن من لم يشاهد المباراة يعتقد أن المنتخب اليمني هو من كسب البطولة، وهو ما يعكس الفرحة الشعبية اليمنية بالمستوى الذي قدمه منتخب بلادهم الذي ظهر للمرة الأولى بهذا المنظر، وأحرج منتخبات كبيرة مثل البحرين وقطر بالتعادل معهما،
وكان الأقرب للفوز في بعض جزئيات المباراتين، وشاطر المنتخب السعودي المباراة التي كسبها الأخضر بهدف وحيد من قذيفة اللاعب الشاب نواف العابد.
الفرحة لم تكن مقتصرة على الجماهير اليمنية، بل سبقها أيضا فرحة كانت في المؤتمر الصحفي لمدرب المنتخب اليمني السلوفيني ميروسلاف سوكوب، إذ فضل رئيس تحرير موقع الرياضي نت اليمني بشير سليمان، الوقوف خلال توجيه سؤال للمدرب، وذلك احتراما منه للعمل الذي قام به السلوفيني مع منتخب بلاده، وتوجه بهذا الأداء المميز رغم الظروف الصعبة، مشيرا إلى أن وضع البلاد خلال الأيام الماضية لا يسر، ويواجه حروبا أهلية تضرر منها الكثير، من بينهم هو، بعد أن وقعت إحدى القنابل على منزله وأبادته، إلا أن العمل الذي قدمه السلوفيني مع منتخب بلاده رغم كل الظروف التي واجهته جعله ينسى ذلك كله. ويبقى السؤال الأبرز بعدما غادر المنتخب اليمني الدورة، هل ستواصل الجماهير اليمنية حضورها في المدرجات؟ أم إنها ستكتفي بوداع منتخب بلادها للبطولة؟، خاصة أنها كانت أحد الأسباب المنقذة للبطولة من الفشل، فيما يخص الحضور الجماهيري، فبعد أن خيبت الجماهير السعودية التوقعات في المباراة الافتتاحية، لفتت الجماهير اليمنية الأنظار خلال مباراة منتخبها الأولى أمام البحرين، بعدها بفترة بسيطة.