صباح الأربعاء هزّ العاصمة دوي انفجار شديد، تبين أنه من سيارة مفخخة استهدفت منزل السفير الايراني الذي لم يمضِ على وصوله سوى أسبوع واحد، وبعيداً عن إلقاء التهم جزافاّ أو التكهن بهوية الفاعل، فهذا الأمر من اختصاص سلطات التحقيق ولن يخرج الأمر بالنسبة لها عن الفاعل المجهول والخلل الفني وفي حالات استثنائية تُقر "القاعدة" بفعلتها (لزوم التعاون المشترك). الموضوع مجرد تساؤلات عن توقيت وملابسات هذا الحادث الإجرامي والذي غالباً ما يكون ضحاياه من الأبرياء الذين تصادف وجودهم في المكان والزمان الخطأ.
فالغريب في هذا العمل أن المنفذ لم يكن يعلم أن السفير وقتها في الفندق! والأمر الثاني كيف تمكنت السيارة المفخخة من اقتحام جدار المنزل؟ ولماذا لا توجد حواجز اسمنتيه حول المبنى؟ ولماذا لم تعرض كاميرات التصوير تفاصيل الحادث، فالمنطقة حي دبلوماسي وليست سوقاً شعبياً.
التزاحم من الأمن والمسلحين والموطنين بعد الحادث ما هو المبرر له؟ فهو كفيل بإضاعة كل الأدلة في مسرح الجريمة. وبالنسبة للتوقيت كيف تمكن الإرهابيون من دراسة جدول السفير خلال أقل من اسبوع، ويفترض أن يكون التفجير عند خروجه أو دخوله، وليس عشوائياً أو ضربة حظ كما يقال.
فالتوقيت العام للعملية الإرهابية جاء متزامناً مع التصعيد ضد المليشيات في المدن والجامعات وغيرها، ومكان التفجير القريب من مبنى الأمن السياسي يثير الكثير من علامات الاستفهام.
ويصعب التكهن بالمستفيد من هذه الأعمال، فالقاعدة تريد أن تثبت وجودها وتكسب تعاطف الناس وخاصة النتضررين من المليشيات المسلحة، والمليشات المسلحة تريد أن تُسكت الأصوات المطالبة بإخراجها من المدن وكذلك أن تكسب المزيد من تعاطف أنصارها، وأمريكا مستفيدة بصفتها الوكيل الحصري للحرب على الإرهاب، وإيران مستفيدة فهذه الأعمال تمنحها المزيد من التدخلات وتعاطف المجتمع الدولي والموالين لها.
فقط الرئيس هادي لم يعد يعنيه الأمر في شيء، فالخاسر الأكبر هو الوطن وحكومة الكفاءات الجديدة التي حصلت بتقاعسها على شهادة وفاة مبكرة.