أثار حادث استهداف وزارة الدفاع اليمنية صباح اليوم ردود أفعال متباينة من قبل نشطاء وصحفيين وسياسيين وأعضاء الحوار في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. وتباينت ردود الأفعال بين من يحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية وحضور الرئيس هادي إلى مستشفى العرضي ، فيما ذهب البعض إلى رواية تفاصيل عملية الإستهداف ، وأبعادها ومن المستفيد من وراء تلك الحادثة. «الخبر» رصد تلك الردود وخرج بالمحصلة التالية : البداية مع القيادي الناصري محمد يحيى الصبري حيث قال إن زيارة رئيس الجمهورية لمجمع الدفاع أثناء استهدافه عمل شجاع محسوب له وإجابه على سؤال الإرادة المتوفرة لديه لمواجهة طابور الخراب والدمار المحصن ، مشيرا إلى أن يبقى أن يكشف للرأي العام اطراف الهجوم السابق على نفس المكان وعلى الداخلية قبل 8 اشهر أيَّن كانت المؤشرات حول شركاء جدد فى هذا الهجوم الجبان. الشعب يريد من جانبه قال الشيخ عبدالوهاب الحميقاني أمين عام حزب الرشاد السلفي إن الشعب يريد معرفة ما حدث اليوم في مجمع وزارة الدفاع على وجه الدقة والتفصيل وبكل شفافية لأن اللجنة الأمنية تفضلت علينا بأعداد الضحايا وأن الوضع تحت السيطرة ، منوها بأن ذلك كلام معهود ويكفي الشعب اليمني سلب إرادته ومصادرة حقوقه وإمطاره بكل مصيبة فلا أقل أن يعرف الحقيقة وهذا أبسط حقوقه التي يمكن أن تعطى له دون كلفة وعناء. عضو مؤتمر الحوار الوطني مجدي النقيب قال إن حملة أمنية كبيرة جدا لها فترة سببت زحمة في الشوارع بسبب تفتيش سيارات المارة خصوصا تحت الجسور والشوارع القريبة من المرافق الحكومية، ومن الأمس كان الانتشار الأمني كثيف جدا -ربما كان عندهم إحساس "قلب الأم"- بهجمات اليوم. وأضاف : «كذلك مجمع وزارة الدفاع محصن جيدا ومن الصعب أن تصل إليه سيارة مفخخة أو مهاجمون (من خارج المجمع)». وأشار إلى كل خطوط الدفاع والخطوط الأمنية في اليمن مخترقة وبقوة واليوم تم اختراق أهم خط أمني وخط الدفاع الأول في البلد، وملابسات الحادث تدل أن الاختراق تم بتساهلات كبيرة من داخل مجمع الدفاع ، مؤكدا أن الطرف المستفيد من عملية اليوم هو نفس الطرف الذي أمر أصحابه داخل أجهزة الأمن بالتسهيل لها. وتابع : «طبعا هذا الطرف أصدر الأوامر من وراء حصانة لا مقطوعة ولا ممنوعة"، ولو استمر كما هو ولم يتم إيقافه "عند حده" أو بالأصح "في حده" فأكيد سيكون لديه المزيد». وزاد : «كالعادة سيتم تشكيل لجنة تحقيق فورية لكشف ملابسات الحادث، ونتائج التحقيقات كسابقاتها ستكون مبنية للمجهول لامحل لها من التحقيق ، وسيكتفي الرئيس هادي "بهنجمة" وخطاب روتيني يهدد فيه ويقول: "لن يفلتوا من العقاب ومهما صنعوا لن يديروا عجلة التغيير للوراء». حياة الرئيس معرضة للخطر الصحفي عبدالله السامعي قال إن الحادث الإجرامي صباح اليوم كان يهدف لإغتيال الرئيس هادي وكانت العملية معدة بإتقان لكنها باءت بالفشل. وأوضح أن الرئيس هادي كان في مجمع وزارة الدفاع أثناء التفجير وتم تجهيز السيارة المفخخة والجنود والقناصات لإنجاح العملية التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات باشتباكات متواصلة حتى جاءت التعزيزات العسكرية. وذكر أن كالة «سبأ» الحكومية نشرت خبر زيارة الرئيس للمجمع وعقد اجتماع بالقيادات العسكرية هناك، وهذا أمر غير معقول، فكيف لرئيس الجمهورية أن يزور منطقة اشتباكات لم تستطع قوات الجيش السيطرة عليها لأكثر من ثلاث ساعات وخاصة مع وجود سيارات مفخخة وأكثر من تفجير وقع في منطقة الاشتباكات (حسب الأخبار المنشورة)، هذا كله يعرض حياة الرئيس للخطر، وليس من الشجاعة أن يجازف بالحضور لمنطقة الاشتباكات. وقال : «سننتظر التحقيقات ماذا ستقول غداً وخاصة بعد ضبط القوات الخاصة لاثنين مسلحين بأحزمتهم الناسفة كانا يتحصنان بأحد مباني مجمع وزارة الدفاع». ولفت إلى أن هذه العملية كانت أكبر مما نتوقع الآن، لو كانت نجحت لأغرقت اليمن في بحر الصراعات والنزاعات المسلحة التي لا آخر لها. وأكد أن الجميع يعرف من يسعى لعرقلة الحوار وكانت هذه آخر فرصة استخدمها للقضاء على هذه المرحلة بالكامل، لكن إرادة الله أقوى من إرادتهم. وأوضح أن هناك احتمالان لتواجد قناة اليمن اليوم بالمناطق التي تشهد تفجيرات الأول اما ان مندوبي القناة منتشرين بكثرة في العاصمة بحيث يصادف تواجدهم وقوع هذه الحوادث، أو ان لها علم مسبق بما سيحدث بحيث تستعد لتغطيته. تحليل شخصي للحادث من جانبه كتب الصحفي ومصور قناة الجزيرة سمير النمري منشور في صفحته على فيسبوك تحت عنوان : «مؤشرات وجود الرئيس داخل مجمع العرضي أثناء الهجوم» : ( تحليل شخصي وفقا لمعطيات الحدث) ، وذكر في تحليله : - تأكيد قناة أزال المملوكة للشيخ محمد الشائف بوجود شخصية كبيرة في المستشفى أثناء الهجوم . - ظهور الرئيس المفاجئ بداخل المستشفى ولازالت الاشتباكات موجودة وهذا مستحيل من ناحية أمنية وسلامة الرئيس. - بث رسائل اخبارية لوزارة الدفاع بوجود الرئيس في المستشفى في نفس اللحظات . - ظهور الرئيس ينظر من نافذة علوية للمستشفى وكأنه ينظر بإستغراب كيف نجى من الحادث. - استهداف المسلحين للمستشفى وهو غير مهم من ناحية استراتيجية او عسكرية اى لسبب أن الرئيس موجودا بداخلها. - مقتل المهاجمين في اشتباكات داخل المستشفى مما يؤكد وجود قوات الحماية الرئاسية فيه . - مقتل عددا من الأطباء والمرضى رميا بالرصاص وكأنه إعدام جماعي لجميع من يصادفونه في طريقهم. - وجود قناصة في منازل قريبة وإطلاقهم النار في نفس التوقيت . - لا توجد أهمية لأي جهة كانت لمهاجمة مستشفى او مبنى اداري إلا لوجود شخصية كبيرة تستحق التضحية. حسن زيد يعلم وتحت عنوان «حسن زيد يعلم من الذي اقتحم وزارة الدفاع» كتب الصحفي يحيى الثلايا (مدير عام في وزارة الثقافة) في صفحته على فيسبوك إنه وقبل أمس كشف الأستاذ حسن زيد رئيس المشترك وأمين حزب الحق عن تعرض منزل يملكه قرب الدفاع لاقتحام واحتلال نفذه مسلحين حوثيين في ساعات متأخرة من الليل واكتفى بتحذيرهم من عواقب ما يخططون له. وأكد المعلومات التي نشرها حسن زيد في صفحته على الفيسبوك لا يمكن الاستغناء عنها عند البحث عن من يقف وراء الهجوم على وزارة الدفاع خصوصا مع تداول أخبار تمركز القناصة أسطح منازل مجاورة للدفاع. وقال : «نأمل من الأخ حسن زيد الإدلاء بشهادته للرأي العام وتبرئة ضميره وذمته». الصحفي أسامة غالب رئيس تحرير صحيفة «الناس» الأسبوعية كتب أيضا : «ما فيش داعي يكونوا يلاحقوا عناصر القاعدة بعد اليوم طالما قدهم يحضروا بأنفسهم إلى عقر دار الأمن والجيش»!! فيما تطرق الصحفي عبدالله قطران إلى تساؤل كبير قال إنه بحاجة لإجابة عاجلة : «من هو المسئول أو القائد العسكري الكبير الذي يقال أو يشاع بأن السيارة المفخخة دخلت مجمع وزارة الدفاع على انها تابعة له»؟! من وحي حادثة العرضي رئيس تحرير الأهالي نت أحمد شبح كتب في صفحته منشورا عنونه ب « من وحي حادثة العرضي» وذكر فيه أن ما حدث اليوم بمجمع العرضي (وزارة الدفاع) بصنعاء هي محاولة انقلاب عسكري أو تهيئة للانقلاب، على اعتبار الرمزية التي تعنيها السيطرة على وزارة الدفاع والوصول إلى مكتب القائد الأعلى. وأشار إلى أن تجاوز الحواجز الأمنية الأمامية والخلفية المعقدة يحمل كثير من علامات الاستفهام .. لافتا إلى أن هناك معلومات تشير إلى أن السيارات التي أقلت المسلحين بزي عسكري كانت تحمل تراخيص دخول!! وتابع : «المعلومات تتحدث عن أن المسلحين كانوا بزي عسكري وبكامل التسليح والجاهزية». ولفت إلى أن تعمد المسلحين اختراق المجمع من البوابة القريبة إلى المالية والمستشفى وفي الصباح الباكر يعني أن المسلحين لهم دراية كافية حول الحراسة.. ولم يستبعد أن تكون هناك اختراقات لأمن المجمع وحصول المهاجمين على دعم معلوماتي وتسهيلات كبيرة. واستطرد : «تعمد المهاجمين قتل الطاقم الطبي للمستشفى وخصوصا الأجانب له احتمالين: الأول: إضفاء طابع عمليات تنظيم القاعدة على الهجوم. والثاني: استهداف الطاقم الطبي المكلف بمعالجة (الرئيس) وكبار المسئولين في السلك العسكري والأمني والمدني (تلقى الرئيس السابق العلاج فور تفجير جامع النهدين في ذات المجمع». وأشار إلى أن الحادثة تحمل رسائل مختلفة للخارج (أمريكا تحديدا) من بينها أن السلطات القائمة غير مؤهلة لتأمين نفسها فضلا عن تأمين وإدارة البلد المعقد. كما أنها تذكر بمحاولة اقتحام دار الرئاسة بمنطقة السبعين جنوب العاصمة قبل أشهر.. ما نخشاه أن مصير لجنة التحقيق المعلن عن تشكيلها في حادثة العرضي سوف يكون ذات مصير لجنة التحقيق في حادثة دار الرئاسة وعشرات الحوادث المشابهة!!. أما المحلل السياسي ورئيس تحرير أسبوعية الأهالي الخاصة علي الجرادي فكتب يقول : «لاحظوا التحول الخطير بعد الفاجعة الحكومة تدين والجميع يدين نحن ننتظر تقديم اتهام جنائي للفاعلين ومن يقف خلفهم شغل الادانات خلوها على منظمات المجتمع المدني وانتم استحوا على انفسكم قليلا حكومة تدين او تبكي». رشيدة القيلي رئيسة تحرير صحيفة «الفانوس» الأسبوعية أكدت أن وزارة الدفاع هدف عسكري بحت وفي مكاتبها توجد شخصيات عسكرية كبيرة وكثيرة لأي مهاجم يستهدف الوزارة. وتابعت : «السؤال الذي يحتاج إلى تأمل وتفكر : لماذا ركز المهاجمون على مستشفى الوزارة ولم يركزوا على المكاتب؟ وما حقيقة ما قيل أنه تم ملاحقة بعض الجرحى الى المستشفى واعدامهم بالرصاص في الرأس والرقبة»؟ هكذا تمت عملية اقتحام مبنى وزارة الدفاع الناشط الصحفي محمد عبده العبسي كتب يقول : «اقل من 15 ارهابيا نجحوا في اقتحام مبنى وزارة الدفاع اليمنية. السؤال الفوري الذي يطرح نفسه: هل هذا حال الجيش اليمني بعد عملية هيكلة القوات المسلحة التي حظيت بدعاية اممية وسياسية واعلامية منقطعة النظير؟ ان من يعجز عن حماية مبنى، من اشد المباني الحكومية تحصينا ومنعة، في العاصمة هو اعجز بالضرورة عن حماية البلد وسيادته ووحدة اراضيه». وأضاف : «سيارة تقل سبعة ارهابين يرتدون زيا عسكريا يعبرون بأسلحتهم الخفيفة، بطريقة رسمية، من البوابة الرئيسية لمستشفى العرضي الكائن في قلب وزارة الدفاع، من جهة سائلة صنعاء. كان لديهم تصريح من نوع خاص للمرور من الثكنة العسكرية عند البوابة: كان لديهم جثمان شهيد. اي احد زملاء عسكر البوابة الذين تعاطفوا مع زملائهم الهلعين، فسمحوا للسيارة المفخخة بالدخول دون اجراء تفتيش الجثمان الذي لم يكن داخله سوى اسلحة وصواريخ لو، فضلا عن ان تنظيم القاعدة يعرف جيدا ان بوابة وزارة الدفاع ليس لديها اي اجهزة الكترونية حديثة تتح الكشف عن المواد المتفجرة». جثمان شهيد وراء مذبحة الدفاع وتابع العبسي : «قبل 35 عاما كان جهيمان العتيبي ورفاقه يقتحمون الحرم المكي بنفس الطريقة. جاؤوا حاملين جثمانين اثنين على اكتافهم للصلاة عليهم جماعة اثناء صلاة الفجر. مرت الجثامين من دون تفتيش وعقب صلاة الفجر وبعد اخراج الاسلحة والذخائر واكياس التمر من داخل الجثامين اعلن جهيمان العتيبي، وهو ضابط سابق في الحرس الوطني، السيطرة على الحرم المكي معلنا رفيقه محمد بن عبد الله مهديا منتظرا وقام هو ورفاقه بمبايعة المهدي طالبا من العاهل السعودي خالد بن عبدالعزيز مبايعة المهدي ومطالب اخرى محذرا من محاولة اقتحام الحرم بالقوة، موزعا رفاقه كقناصة على مآذن الحرم، مستدعيا شخصية عبدالله بن الزبير اول لائذ بالحرم المكي في تاريخ الاسلام». واستطرد : «واستمرت سيطرة جماعة جيهمان على الحرم المكي 16 يوما، فيما قتل المهدي المنتظر في اليوم الثالث». وزاد : «نفس السيناريو الجهيماني نفذ صباح اليوم مع فوارق جوهرية. منها على المستوى التكتيكي ان سيارة ثانية لحقت بالسيارة الاولى وانفجرت عند بوابة مجمع العرضي لاحداث ارتباك ثم اكمل من كانوا على متنها طريقهم الى داخل وزارة الدفاع لمساندة رفاقهم». وقال : «في الداخل كان الارهابيون الذين تنكرون في زي عسكري قد تمركزوا في اماكن حساسة بعيدا عن السيارة المفخخة التي تم ايقافها على مقربة من البوابة الداخلية لمستشفى العرضي التي تبعد عن البوابة الخارجية (حيث الانفجار الثاني) اقل من مئة متر الى اليسار». وبحسب العبسي فإن الاشتباكات اندلعت وكان اول المستهدفين برصاص المسلحين العسكر الذين في النوب (المنارات) الداخلية. والحصيلة الاولية كان عدد الضحايا اكثر من اربعين قتيلا وجريحا. فاقد الأمن لا يعطيه ويتابع العبسي حديثه قائلا : «وبينما وزير الدفاع اليمني يبحث مع مسئولي الادارة الامريكية التعاون في مكافحة الارهاب كان تنظيم القاعدة يضرب قلب المؤسسة السيادية الاولى في البلد: الدفاع» ، مشيرا إلى أنع عندما كان في الصين يعقد صفقات اسلحة كانت القاعدة تضرب المنطقة الثانية وتسيطر على مقرها. وأضاف : «ويبدو حديث الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع عن اقتناء اليمن وحاجة اليمن لشراء طائرات من دون طيار ضربا من السخف واللامنطق. اذ ليس لدى اليمن اصلا قاعدة مركزية ببصمات الاصبع للحد من الجريمة والتضييق على الارهابيين وتقييد حركتهم على الارض. ولهذا السبب لم تتوصل الاجهزة الامنية الى معرفة وتعقب هوية واحد من الارهابيين من منفذي الاغتيالات او التفجيرات، كما تفتقر الدولة لاجهزة الرقابة الحديثة على كل ما يدخل اليمن برا وبحرا». واختتم بالقول : «الملفت ، التطور النوعي والجراءة في عمليات القاعدة الاخيرة كما في هذه العملية وعملية اقتحام المنقطة الثانية في حضرموت. لم تعد القاعدة تكتفي بالسيارات المفخخة، كما ف عملية السفارة الامريكية، وانما تتمركز داخل الموقع ثم تشتبك على الارض مع الجنود في موقع الاقتحام لاحداث ضرر وخسائر اكبر».