قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني إن أحزاب المشترك أدركت إن رسالتها الوطنية تكمن في تجديد الفكر السياسي اليمني وتقديم البرهان من خلال العقل الفعال لا العقل المنفعل. وأضاف نعمان في ندوة أقامتها اللجنة السياسية والدستورية في لجنة الحوار الوطني بعنوان "سبيل الخروج من الأزمة الوطنية" صباح اليوم الخميس بصنعاء "إنه كان لابد على المشترك أن يقدم البرهان من خلال الإنخراط في عملية موضوعية تراكمية بجسارة وصبر وعلى إثرها قام بصياغة رؤيته السياسية للإنقاذ الوطني كمنهج يستدل بها على صحة خياره في إنتاج الكتلة التأريخية القادرة على حمل مشروع وطني للتغيير والبناء". لافتاً الخسائر الضخمة التي تكبدتها البلاد نتيجة عدم استغلال الفرص التأريخية التي كان يمكن أن تضعه على طريق التقدم ومنها فرصة الوحدة السلمية يوم 22 مايو 1990. وتحدث نعمان في ورقته المعنونة ب "مدخل لفهم مشروع رؤية الإنقاذ الوطني" حول رؤية المشترك للإنقاذ الوطني، وقال إنها "لم تكن هذه المسألة بالسهولة التي ينظر بها البعض اليوم، بل إنها مهمة شاقة ومعقدة" لافتاً إلى أن المسألة لو كانت مجرد مغامرة لإنتاج موقف سياسي مؤقت يهدف للاحتيال على الوضع المعقد وعلى الأزمات التي تمر بها البلد لكانت هذه المسألة قد أوكلت إلى أشخاص من ذوي المهارات الخاصة في صياغة الوثيقة لتؤدي دوراً إعلامياً مؤقتاً بغض النظر عن مضمونها، لكن المسألة – بحسب نعمان- كانت قد أخذت بعداً استراتيجياً عند هذه الأحزاب لا مفر من مواجهة استحقاقه بمسؤولية وبفعالية ولم تترك مجالاً للمناورة بالموقف السياسي على حساب هذه البعد الاستراتيجي الذي قررت هذه الأحزاب التصدي له في نطاق الكتلة التاريخية التي كان المشترك نواتها بل ومشروعها المؤسس. واستعرض ياسين المخاضات والصعوبات التي اعترضت ميلاد رؤية الإنقاذ، مشيراً إلى أن اللقاء المشترك وضع في البداية برنامج للإصلاح السياسي وكان بمثابة المحاولة الأولى لوضع قراءة مشتركة للواقع السياسي فالاقتصادي والإجتماعي، وهي عملية من نتائج عرضه لاستقطابات سياسية واجتماعية ساخنة أخذت تبرد مع الزمن وتتحرك نحو الزوايا المهملة لنكشف جميعاً أن هذه الطريق الصحيح الذي أدى إلى إغفاله إلى اللقاءات التي عاشها الوطن. ووصف ياسين إطلاق الرؤية بأنها بأنها بمثابة الحجر التي قذف به المشترك إلى البحيرة الراكدة، وعلى إثره جرت نقاشات بين مؤيد ومعارض ومختلف وناقد ومهاجم، وأياً كان الأمر فقد أدى هذا البرنامج وظيفته السياسية والفكرية في وضع اللبنات الأولى لإنتاج هذه الرؤياء التي هي موجودة اليوم. حد قول أمين الاشتراكي. وأشار ياسين إلى أن المشترك أدرك مواقفه على الصعيد العملي، على اعتبار أن على هذه الأحزاب أن تأخذ موقفاً سياسياً فيما يتعلق بتقديم نفسها كمعارضة حقيقية تقدم نفسها كبديل للسلطة القائمة، وبذلك عبرت عنه في الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006. ولفت إلى الحاجة لقيام هذا الكيان ورؤية الإنقاذ كونه مكون سياسي هام للمسار التراكمي المشار إليه وكان ضرورياً للغاية لاكتشاف القدرة المجتمعية لإنتاج الحامل السياسي والشعبي للتغيير. في السياق، تناول الدكتور محمد الظاهري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في ورقته "حول الدولة الحديثة .. ماذا تعني؟" مواصفات الدولة الحديثة، وقال إن الدولة القائمة غير حديثة كما شخصتها رؤية الإنقاذ الوطني كون الحاكم فيها ضعيفاً يتدثر بعباءة القوة وحكومة ضعيفة كثيراً ما تخرج أزماتها إلى الخارج. وأضاف الظاهري إن سمات الدولة الحديثة تكمن في كونها مؤسسات وهو نقيض للشخصانية ولا تختزل في شخص الحاكم ويتم تداول السلطة فيها سلمياً عبر انتخابات حرة ونزيهة، فضلاً عن وجود فصل تام بين السلطات ولاا تتركز بيد سلطة كما هو الحاصل اليوم والتي تداعياتها انتهاك الحقوق والحريات، واستقلال القضاء إلى جانب وجود معارضة قوية. ولأجل الخروج من هذه الأزمة، يرى الظاهري إن ذلك يكمن في الانتقال من الحكم الفردي إلى ترشيد صلاحيات الفرد وحضور المؤسسة، علاوة على وجود المعارضة القوية التي تكون قادرة على تحمل تكاليف التغيير، وفك الارتباط بين السلطة والثروة. يشار إلى أن ندوة اليوم تعد باكورة ندوات تزمع اللجنة السياسية والدستورية تنفيذها في الأسابيع القادمة كل يوم خميس.