الابتزاز تحت مُسمّى المولد النبوي في صعدة ليس جديداً، فمنذ السيطرة الكلية للجماعة على المحافظة منذ عام 2011 باتت المدينة والمحلات التجارية وأصحاب المزارع في مختلف المديريات ميداناً لجمع الأموال من قبل المسلحين طوال العام. اعتاد أصحاب المحلات التجارية في المدينة على الدّفع عند الاحتفال بأي مناسبة من المناسبات التي تتبنّى جماعة الحوثي المسلحة الاحتفاء بها على غرار المناسبات التي يحتفي بها النظام الشيعي في إيران.
ففعاليات على غرار الاحتفاء بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأربعينية الإمام الحسين والغدير وعاشوراء كُلها مناسبات يدفع فيها أصحاب المحلات والتجار والمزارعون منهم من يدفع قناعة ومنهم من يدفع مكرهاً، لكنهم اعتادوا على الأمر، وبات جزءا من يومياتهم.
المولد النبوي حل هذا العام والحوثيون قد سيطروا على مُدن وبلدات أخرى بما فيها العاصمة صنعاء التي استلمتها الميليشيات المسلحة من الرئيس عبدربه منصور هادي في سبتمبر الماضي.
وبحسب الصحفي غمدان اليوسفي، فإن صاحب بقالة في صعدة أخبره أنه دفع أربعة آلاف ريال للمحصلين؛ حصته من تكاليف الاحتفال بالمولد، كما دفع ألفي ريال قيمة القماش الأخضر المخصص لتزيين الشوارع.
وأضاف اليوسفي "وفي كل مناسبة يجب أن يدفع زيه زي بقية الناس (عاشوراء، الغدير، يوم الزهراء، يوم القدس، الإمام زيد و، و، و، و)، تخيلوا مئات البقالات والمحلات قال لك نفط، قال لك ضرائب وجمارك، هكذا يكافح الفساد بالدين، ياللي ما تفهموش".
وبالتالي فإن دفع المبالغ لم يعد شيئاً جديداً بالنسبة لأصحاب المحلات في مدينة صعدة سوى شكوى البعض من أن المبالغ تزيد من فترة إلى أخرى.
وبحسب مصدر محلي في صعدة، فإن المحافظة تشهد أكبر حملة لجمع الأموال من المواطنين تحت مُسمى "الاحتفال بالمولد النبوي".
وقال في حديثه ل"المصدر أونلاين": "مسلحو الحوثي يستخدمون الترهيب والترغيب لتجار المُدن والتجمّعات السكانية وفرض مبلغ محدد على كل تاجر ويجب دفعه كاملاً غير منقوص ونقل عن أحد التجار المتوسطين أنه دفع 200 ألف ريال".
وأشار المصدر إلى أن الجماعة تفرض مبالغ على المزارعين، ويصل الأمر حد فرض مبالغ على الأفراد الساكنين في القرى التابعة لهم ويقومون بخصم مبالغ مالية من مرتبات الموظفين "خصوصاً المعلّمين"، كما يتم التحصيل من صناديق منتشرة في البقالات والمساجد والمقايل.
هذا ما تتم جبايته من الجانب الشعبي، بينما يتم التحصيل من مكاتب المحافظة كالأوقاف والواجبات والمواصلات والكهرباء،.. الخ، من غير المبالغ التي يقوم بتوريدها مدراء المكاتب المختلفة؛ كونهم جميعاً ينتمون لنفس التيار - بحسب المصدر.
ويقول أحد الناشطين في صعدة إن الجماعة "تمارس التحريض غير المباشر ضد من لم يدفع بقولهم "الدعوة مفتوحة للمؤمنين"، أي أن من لم يدفع كافر".