في أواخر سبتمبر من عام 1996 أسقطت ( حركة طالبان) عاصمة الجمهورية الديمقوقراطية الأفغانية( كابول) بعد سيطرتها على غالبية المدن ، بدأت حركة طالبان بنحو 53 طالباً واستفادت من سوء وضع جهاز الدولة لتنقض عليه وتقوضه وتبني سلطتها البدائية الخاصة بقوة السلاح. برز حينها ( المُلا محمد عمر ) الذي نصب نفسه كزعيم مُبايع من قبل الأتباع المؤمنين ، قدم الكثير من الخطابات وأحيا الكثير من المناسبات الدينية ، وكان يتحدث كنائب لله في أرضه ، ويتداول أتباعه خطبه كحكم ينبغي على الإنسانية التعلم منها. في أواخر سبتمبر 2014 أسقطت ( حركة أنصار الله ) عاصمة الجمهورية اليمنية (صنعاء) بعد سيطرتها على الكثير من المناطق ، انقضت على جهاز الدولة الهش ، وهي تقوضه كل يوم لتحل محله سلطتها البدائية ، سيطرت على الفضاء العام في البلد ، لديها زعيم لا يختلف كثيراً عن المُلا عمر ، مُتفرغ للتنقيب في التقويم عن مناسبات لإلقاء خطابات هزيلة بلا مضمون ، بدأت (حركة أنصار الله) مشوارها بعدد مقارب للعدد الذي بدأت به نظيرتها ( حركة طالبان) وتسير على خطاها ، تقيم السجون والمعتقلات ، تنهب الممتلكات العامة والخاصة كغنيمة ، يتحدث زعيمها كنائب عن الله ويحاول إحاطة نفسه بهالة ، وبالخرافات تماماً كما فعل المُلا محمد عمر . سقطت (حركة طالبان) مبكراً أخلاقياً بفعل الإنتهاكات والممارسات التي باشرتها بحق المواطنيين الأفغان ، ثم سقطت سيطرتها بعد ذلك في أواخر العام 2001 أي بعد 5 سنوات تقريباً من سيطرتها على أفغانستان وتحولت لمجرد جيوب منبوذة جلبت الخراب والدمار والإحتلال لأفغانستان. تسير النسخة اليمنية من (طالبان) على خطى نظيرتها الأفغانية ، حركة دينية بدائية مغامرة ، ترتكب الحماقات دون أي حساب لعواقبها على البلد وسلمه العام ، وعلى أفراد الجماعة قبل ذلك ، ولديها من حراس الأخطاء من يزينون لها سوء ما تفعل تماماً كما طالبان الأفغانية.