تتسارع التغيرات على الأرض وتتصاعد بشكل دراماتيكي لافت احدث صدمة كبيرة لدى المليشيا وتحالفاتها على الأرض .. خلال فترة وجيزة تغيرت الكثير من النبرات وخفتت عدة أصوات كانت تملا الساحة ضجيجاً تسربت الأرض من تحت اقدام المليشيا وفقدت تقدمها السياسي الذي كان بإمكانها البناء عليه لتحقيق مكاسب دائمة.
الذهاب الى جنيف كان اقصى ما يمكن للعالم ان يقدمه للحوثيين وحلفائهم غير انهم لم يجيدوا التقاط تلك الفرصة وحاولوا الانتقال بالصراع الى مستوى اعلى فأصيبوا بالاختناق.
الرافعة الإيرانية لا تملك الكثير من الحلول لإنقاذ حلفائها في صعدة وباتت مشغولة في ترتيب ملفاتها فيما بعد الاتفاق النووي ، وتكتفي بتصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنهم لن يتخلوا عن حلفائهم في اليمن، بينما هم في حقيقة الامر قد تخلوا وتركوهم في مواجهة العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
التحالفات التي جمعت الحوثيين وصالح بدأت في التآكل بسبب اختلاف الاجندات ودخول المزيد من اللاعبين على الخط وبفعل حالة الانهاك التي تمر بها تلك القوى.
تراجع الخيار السياسي في اليمن بشكل لافت وتراجعت حتى الأممالمتحدة وموفدها واصابها فيما يشبه اليأس من جدوى الذهاب الى صنعاء بحثا عن حلول وفضل الجميع الذهاب الى عدن لأحراز نصر عسكري يجعلها بمثابة نقطة انطلاق في اتجاه استعادة اليمن من اخر نقطة وصلت اليها المليشيا.
ساق الحوثيين انصارهم الى محرقة كبيرة ووزعوا دمائهم وخرابهم على مختلف مناطق البلاد، وازدهرت التوابيت وزوامل الموت ونبت الحزن في أبواب البيوت وإزاء تلك الخسائر البشرية والثقب الدامي الذي أصاب الخزان البشري للحوثيين لجأت المليشيا الى البحث عن مقاتلين في شوارع صنعاءوالمحافظات التي تسيطر عليها.
ما يجري على الأرض يشير الى ان قادم الأيام ستشهد تحولا للصراع وتغيرا في أدواته والياته والتحول من أسلوب الدفاع على الأرض الى وضعية الهجوم وهذا ما يكشف عنه توالي وصول المعدات والاليات العسكرية الى محافظة عدن وغيرها والحديث خطة لتوسيع نطاق العمليات من عدن الى المحافظات المجاورة كخطوة أولى، وهو ما يقابل باستماته من قبل المليشيا المنهكة من امتداد معاركها على اكثر من ثلثي مساحة البلاد.