على الأرجح، فإن الخلاف بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه ورئيس حكومته خالد بحاح حول منصب وزارة الخارجية قد تحول إلى «أزمة» بعد التصريحات المتناقضة فيما يخص قطع العلاقات الدبلوماسية اليمنية مع إيران. ففي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية المكلف لقناة «سكاي نيوز» وصحيفة «الشرق الأوسط» وقناة "الجزيرة" بأن اليمن «قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران»، نفى مصدر حكومي اتخاذ هذا القرار وأن الحكومة هي المخولة باتخاذ هذه الخطوة ولم تناقشها في آخر اجتماع لها.
وتنص الفقرة (ل) من المادة (135) في الدستور اليمني على أن الحكومة هي المخولة «بالإشراف على العلاقات مع الدول الأخرى.. وكذلك وضع الأسس والقواعد التي تحكم وتنظم عمل الهيئات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية تمهيداً لعرضها على رئيس الجمهورية لإقرارها ومتابعة الالتزام بتنفيذها».
هذه الفقرة ترجح موقف الحكومة المنزعج من تصريحات ياسين، دون الرجوع اليها، وهو ما حرص المصدر الحكومي على تأكيده في الخبر المنشور بالوكالة الرسمية بالإشارة الى أن مجلس الوزراء "لم يتخذ أي قرار بشأن قطع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية".
وأعادت هذه التصريحات المتباينة للواجهة الخلاف بين هادي وبحاح، حول منصب وزير الخارجية، حيث يتمسك الرئيس هادي بوزير الصحة السابق رياض ياسين لتولي وزارة الخارجية، فيما يُصر بحاح على عودة الوزير عبدالله الصايدي لممارسة مهامه كون الرئيس عين رياض ياسين قائماً بالأعمال عندما كان الصايدي تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، ولخص بحاح موقفه في تصريح لمحطة بي بي سي بعبارة «إذا حضر الماء بطل التيمُم».
لكن رياض ياسين المدعوم من الرئيس هادي اعترض على ذلك، وأكد استمراره بالعمل قائماً بأعمال وزير الخارجية بزياراته إلى عدة بلدان والتقاءه وفوداً رسمية عربية وأجنبية.
وفي تعليق حول هذا الموضوع، اعتبر عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات في تصريح ل«المصدر أونلاين» أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران «يفترض أن يتخذ بشكل مؤسسي عبر الحكومة ويوافق عليه رئيس الجمهورية وليس بتصريح صحفي من وزير أو شخص دبلوماسي».
وأضاف محمد انه يجب أولاً حل الخلاف «بإسناد منصب الخارجية لرجل دبلوماسي مهني ومحترف ومحل قبول ورضا محلي وإقليمي وإنهاء هذه المشكلة ثم الاتفاق على آلية اتخاذ القرارات السيادية».
وكان مصدر حكومي صرح في وقت سابق، أن رياض ياسين «لم يعد له صفة حكومية بعد ان تم تعيين وزير جديد لوزارة الصحة»، بالإضافة إلى أن ياسين لم يحضر أي اجتماع للحكومة بصفته وزيراً للخارجية، ولا تهتم وكالة الأنباء الرسمية، التي تديرها الحكومة، بأخباره ولقاءاته إلا فيما ندر.
يذكر أن الحكومة اليمنية سحبت القائم بأعمال سفارة اليمن في طهران في شهر مايو الماضي، وذلك بعد محاولة تسيير سفينة شحن إلى السواحل اليمنية ورفض تفتيشها من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.