مطلع اغسطس/ آب الماضي وصل حامد التام (25 عاماً) من المملكة العربية السعودية، مباشرة إلى جوار قبر صديق عمره طالب التام (23 عاماً) بعد 3 أيام من مقتله وهو يدافع عن محافظة مأرب اليمنية، ووعده باللقاء القريب. يقول صديقهما وقريبهما علي التام إن حامد "حجز له مكاناً جوار صديقه طالب وأوصاهم أن يدفنوه هناك، وخاطب صديقه إلى قبره: أخي طالب تأخرت عنك، لكن اذا كتب لي الله الشهادة لن أعيد إلا عندك".
اتجه حامد الى جبهات القتال ضد الحوثيين، وبعد نحو شهر من المعارك وتحديداً في 4 سبتمبر، قتل ويقول علي إنهم "نفذوا وصيته ودفنوه إلى جوار صديقه". فعلت الحروب فعلها وأنهت مستقبل حامد وطالب التام في بدايته.
حيث كانا حتى قبل دخول الحوثيين وسيطرتهم على مارب ناشطين مدنيين؛ تحولا إلى مقاتلين في الصفوف الأولى للمقاومة ضد الحوثيين.
ذهبا للتطوع وتدربا في معسكر خالد وتم توزيعهم في الجبهات. كان طالب وحامد نموذجان يحتذى بهما في قبيلة مراد محافظة مارب، فعلاوة على كونهما رمز للصداقة القوية، فقد كانا أيضاً ناشطان اجتماعيان استثنائيان خرجا من دائرة القبيلة المقاتلة إلى العمل المدني بحب وشغف كبير وواصلا مع ذلك دراستهما الجامعية يحدوهما حلم كبير.
طالب التام كان يدرس في السنة الثانية قسم اللغة الانجليزية جامعة مأرب، بينما كان حامد يدرس سنة ثانية كلية الحاسوب. تلقيا عدد الدورات التدريبية في المجال التنموي مع عدد من المنظمات المحلية وكانا يطمحان للعمل في "المنظمات والجمعيات الخيرية لمساعدة المواطنين والمحتاجين"، قال علي التام.
وفي 2012 شاركا في تأسيس جمعية الريف الاجتماعية التي عملوا من خلالها على عدد من الأنشطة الاجتماعية والتثقيفية ومكافحة الثأر والبحث عن مشاريع وأفكار تنموية للمحافظة، "لكن أحلامهم أجهضت سريعاً"، يقول علي متحسراً.
جمعتهما أكثر من مئتي صورة فوتوغرافية، وجمعتهما حياة "مفعمة بالبرءاة والمواقف والأفراح والشقاء واللعب والتعاسة والجدية والكفاح"، انتهت بالحرب.