على الرغم من مرور أسبوع كامل منذ بدء مشاورات الكويت دون حدوث أي تقدم في مناقشة القضايا الأساسية كالإنسحاب وتسليم الأسلحة وإستعادة مؤسسات الدولة ، إلا أن الفرصة لا تزال سانحة لتحقيق تقدم وإختراقات حقيقية في جدار العملية التشاورية ، وهناك بوادر مشجعة ورغبة مشتركة نتمنى أن تثمر وتترجم إلى إتفاق سلام شامل وعادل يضمن عودة الدولة ومؤسساتها المختلفة للعمل بشكل طبيعي وقانوني باعتبارها الضامن الحقيقي والوحيد لكافة شرائح ومكونات المجتمع . علينا جميعاً أن نعمل بكل جهد على عدم تفويت الفرصة المتاحة والتي قد تكون - لا سمح الله - الأخيرة ، علينا أن نستفيد من جهود الأشقاء والمجتمع الدولي اللذان يقفان الى جانب اليمنيين جميعاً في تحقيق السلام وإعادة الإعمار والتنمية . إن التحديات التي تواجه عملية تحقيق السلام في اليمن تفرض على الجميع مسئوليات كبيرة ، لا شك أن الإعلام يتحمل جزءاً مهماً منها ، فالمرحلة بحاجة إلى إعلام مسئول يعمل على تقريب وجهات النظر وتشجيع الجوانب الإيجابية التي تجمع أكثر مما تفرق والإبتعاد عن إثارة الجوانب السلبية التي لا يستفيد منها أحد وتطال أضرارها الجميع دون إستثناء ، فما يحدث داخل الإجتماعات ليس كما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من حكايات وروايات مبالغ في نقل أغلبها ، بل على العكس من ذلك فالجلسات يسودها الإحترام المتبادل وهذا ليس بمستغرب عن اليمنيين الذين يتسامون دوماً فوق الجراح ويتعاملون عند الإلتقاء بمسئولية عالية ويتصرفون دوماً ككبار . نحن اليوم نتشاور حول مصير وطن وشعب فإما أن نحافظ على ما تبقى منه أو نكون سبباً في دمار البقية الباقية منه . يكفى هذا الوطن ما أرتكبه البعض منا من خطايا لن يغفرها التاريخ وستحاسبنا عليها الأجيال القادمة . ويظل السؤال الأبرز ؛ هل سنكون بقدر المسئولية وفي مستوى التحديات القائمة ، وسنتصرف كيمنيين تهمنا مصلحة الوطن قبل مصالحنا الخاصة ؟ وهل لا زلنا نستحق أن نوصف بأهل الإيمان والحكمة !!؟ هذا ما ستخبره عنا الأيام القادمة ..