شيع الآلاف من أبناء مديريات ردفان اليوم الخميس جثمان القتيل "فارس محمد المشألي"، والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، أواخر أبريل الماضي. يأتي هذا في ظل فرض الأمن لإجراءات أمنية مشددة على مناطق ردفان، بالتزامن مع استمرار بذل لجنة الوساطة الرئاسية جهوداً لمحاولة تهدئة الأوضاع في مديريات ردفان الأربع، لكنها لم تتوصل حتى الآن إلى أي جديد.
وشاركت قيادات بارزة في الحراك الجنوبي اليوم في فعالية التشييع، ودعت أنصار الحراك للمشاركة في الفعالية المزمع تنفيذها بمدينة عدن غداً الجمعة، لإحياء ذكرى إعلان فك الارتباط مع الشمال في 21 مايو 1994.
وحمل المشيعون الأعلام الشطرية، وصور القتيل "المشألي" ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض، كما رددوا هتافات تطالب بالإفراج عن المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي، وتطالب أيضاً بالانفصال.
وتفرض قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة على مداخل مدينة ردفان، حيث لا زالت النقاط العسكرية في منطقتي العند وبله تمنع دخول السيارات إلى ردفان، الأمر الذي جعل المئات عالقين في مثلث العند، بينما يقطع بعض المواطنين مسافة طويلة مشياً على الأقدام، ليصلوا إلى منازلهم في ردفان، وهي المسافة بين النقطة التي تقع في مثلث العند والنقطة التي تقع في سائلة بله بالملاح قبالة مصنع أسمنت الوطنية.
وتستعد قوى الحراك الجنوبي لتنظيم فعالية كبرى الجمعة المقبلة في مدينة عدن (جنوب اليمن)، لإحياء ما قالوا إنه ذكرى "إعلان فك الارتباط" من قبل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض في 21 من مايو 1994.
ودعا بيان لما يعرف ب"المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب" من أسماهم ب"أبناء الجنوب الأحرار" إلى المشاركة الفاعلة "والزحف صوب العاصمة الأبية عدن"، مشيراً إلى أن الفعالية جاءت بعد تواصل وتشاور مع كافة فروع "مجلس الحراك السلمي" في المحافظات.
وقال "إن الفعالية تقام بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لإعلان فك الارتباط مع ما أسماها ب"الجمهورية العربية اليمنية"، والذي جاء الإعلان عنه رسمياً آنذاك في تاريخ 21 مايو 1994، على لسان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، باعتباره المسؤول الأول عن اتخاذ مثل هذه القرارات".
وأضاف أن إعلان الانفصال جاء "وفق قناعات ورغبة وإرادة شعب الجنوب بإجماع بالغ عندما أدركت القيادة السياسية والى جانبها شعب الجنوب بمدى وهم وزيف تلك الوحدة الغادرة ومدى نوايا الطرف الآخر (ج .ع . ي) الهادفة إلى الانقضاض على الشريك الرئيسي (ج .ي . د . ش)". حد تعبيره.
وتعيش مدينة عدن هدوء نسبي، مقارنة ببعض المدن الجنوبية مثل الضالع ولحج وأبين، التي تنشط فيها قوى الحراك المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بعد مرور 20 عاماً على تحقيق الوحدة بين الشطرين في 22 مايو 1990.
في المقابل تستعد السلطات اليمنية لإقامات احتفالات كبيرة وواسعة احتفاً بالعيد الوطني ال20 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو المقبل.
وتقام الاحتفالات المركزية بمدينة تعز (وسط اليمن). ويحضرها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فيما تقام احتفالات صغيرة نسبياً في مختلف المحافظات اليمنية.