ابتداء، من المهم أن نفهم أن السقف المسموح به لهذه الحرب هو استعادة التوازن العسكري والسياسي، ولأن الأمر كذلك فان الحسم العسكري هو غير مسموح به أيضا إلا بالقدر الذي يؤسس لذلك التوازن. ولا توازن سياسي بدون توازن عسكري في العاصمة وانسحاب المليشيا منها ومن المدن ومؤسسات الدولة وتسليمها للسلاح للثقيل، وأي تسوية سياسية لا تضمن هذا الأمر هي غير مقبولة.
فتحقيق التوازن العسكري في العاصمة والبلاد عموما وانسحاب المليشيا من المدن ومؤسسات الدولة هو شرط أساسي للقبول بجماعة الحوثي في منظومة التوازن السياسي، وهو أقل ما يمكن القبول به كترجمة لمفهوم عودة الشرعية.
في حال حصول التسوية وهي أمر محتمل بصورة كبيرة نظرا للرغبة الدولية فيها، علينا أن نتخيل دورا رئيسا ومحوريا للمؤتمر الشعبي العام بين قوسين مؤتمر عفاش في العودة لملعب السياسة، فهو أحد أكبر المستفيدين من ذلك، وهذا عامل مشترك يمكن لكل الأحزاب الإلتقاء حوله، فالعودة لملعب السياسة هي في صالح الجميع. فعودة التوازن العسكري والسياسي وبدون مليشيا هو ما يجب أن يحضر في الذهن لمعنى عودة البلاد للشرعية في مفهومها الأوسع والأشمل، فلا أحد يستطيع أن يحكم اليمن بشكل منفرد، لا بالانقلاب ولا بالشرعية..
تخيل مساحة المسموح به وغير المسموح هو أمر مهم لبناء تصور واضح للمعركة ولتحقيق أهدافها في نطاق "ما يمكن" بدلا من إهدار الفرص في انتظار ما يجب أن يكون، وهذا أكثر أهمية حين يكون أمرك في يد حلفاءك أكثر مما هو في يدك كطرف ممثل للشرعية أو مؤيد لها..
كما أن هذا الأمر هو يوفر علينا شطط رفع السقف ودفع الاثمان الكبيرة لما حددت قيمته سلفا وفق الحسابات الاقليمية والدولية..