شارك العشرات من أنصار جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، اليوم السبت، بوقفة احتجاجية أمام مقر إقامة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في صنعاء متهمين إياه ب"عدم الحياد". ويزور "ولد الشيخ" العاصمة اليمنية من أجل التسويق لخارطة سلام تنهي النزاع المستمر في البلاد منذ حوالي 19 شهرا. وتجمع المشاركون بالوقفة أمام أحد فنادق صنعاء، حيث يقيم ولد الشيخ، مرددين شعارات تتهمه ب"عدم الحياد" وتطالبه بالرحيل. عدد من المشاركين، من أهالي ضحايا الصالة الكبرى (مجلس العزاء الذي تم استهدافه بقصف جوي للتحالف في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسقط فيه 140 قتيلا ونحو 600 جريح)، تحدثوا للأناضول، واتهموا ولد الشيخ ب"الانحياز للسعودية، والوقوف وراء عدم إجراء تحقيق دولي في حادثة الصالة". وكان فريق مشترك من قيادة التحالف العربي وخبراء أمريكيين كشف الشهر الماضي، أن الهجوم الذي تعرض له مجلس العزاء بصنعاء، يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جاء من قبل طائرة تابعة للتحالف بسبب معلومات مغلوطة قدمت لها من جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية. ورفع المحتجون أمام مقر إقامة ولد الشيخ لافتات تندد ب"دوره"، الى جانب صور ضحايا الصالة كُتب عليها عبارة "إرحل"، وصور أطفال قالوإ إنهم سقطوا بغارات جوية للتحالف العربي في مناطق مختلفة في اليمن. وهذه هي المره الثالثة التي ينفذ فيها الحوثيون وقفات احتجاجية أمام مقر إقامة المبعوث الأممي في زيارته الثانية لصنعاء خلال أسبوع. وكان ولد الشيخ وصل صنعاء الخميس الماضي، من أجل مناقشة خارطة السلام الأممية مع وفد الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي رحب بها مبدئيا واعتبرها "أرضية للنقاش" لكنه تحفظ على عدد من البنود الواردة فيها. والإثنين الماضي، كشف ولد الشيخ أمام مجلس الأمن الدولي، أن الخارطة تتضمن تعيين نائب لرئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وصولاً إلى إجراء انتخابات جديدة، إضافة إلى إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على انسحاب الملسحين وتسليم الأسلحة في صنعاء والحديدة وتعز، وتشرف أيضا على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة. وكان الرئيس اليمني، عبد ربه هادي منصور، رفض السبت الماضي، خطة المبعوث الدولي، وامتنع عن استلامها، معتبراً أنها "تكافئ الانقلابيين وتحمل بذور حرب". والخميس الماضي قال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، إن حكومته قبلت خارطة السلام الأممية التي تقدم بها ولد الشيخ أحمد، لكنها مازالت تتحفظ على مضمونها الذي اعتبرته أنه "يصب في مصلحة تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح". ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكريا عربياً في اليمن تشارك فيه قطر ضد الحوثيين والموالين لصالح. ويقول المشاركون في هذا التحالف إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس السابق".