تشهد انتخابات الرئاسة الأميركية فوضى استطلاعات للرأي تربك الناخبين، في وقت يبذل فيه المرشحان الجمهوري والديمقراطية للانتخابات الرئاسية -التي ستجرى الثلاثاء المقبل- جهودا شاقة لإقناع آخر المترددين وجذب الناخبين للفوز في الاقتراع، خاصة في الولايات المتأرجحة. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة "أي بي سي" تقدما للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بثلاث نقاط على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، كما أظهر استطلاع لرويترز وإبسوس تقدم هيلاري على ترامب بخمس نقاط، بينما أظهر استطلاع ثالث لفوكس تقدمها بنقطتين فقط.
وترافق ذلك مع نتائج عدد من استطلاعات الرأي الأخرى ببعض الولايات التي توصف بكونها متأرجحة، حيث تارة تمنح التقدم لهيلاري كلينتون وتارة أخرى لدونالد ترامب.
ففي ولاية فلوريدا، أفاد مراسل الجزيرة رائد فقيه بأن استطلاعات الرأي الأخيرة منحت تقدما لهيلاري كلينتون على حساب غريمها دونالد ترامب بنحو ثلاثين نقطة، في ما يتعلق بكسب أصوات الجالية اللاتينية التي تشكل ربع الناخبين بهذه الولاية القريبة من كوبا.
وأوضح أن هذه النتائج تشير إلى حدوث تحول في المزاج العام لهذه الجالية، في وقت كانت أصواتهم تصب تاريخيا لصالح الجمهوريين.
تنافس محموم وفي ولاية نيوهامشر، ذكرت مراسلة الجزيرة زينب بنت أربيه أن الناخبين بهذه الولاية لا يميلون إلى أي من المرشحين الاثنين، إذ تشير بعض الاستطلاعات إلى تقدم دونالد ترامب على هيلاري كلينتون بفارق نقطتين، بينما تفيد استطلاعات أخرى بوجود تقارب بين الغريمين.
وأشارت إلى أن ولاية نيوهامشر صوتت للديمقراطيين في الانتخابات الخمس الأخيرة، لكن حصلت المفاجأة خلال الانتخابات التمهيدية الماضية، حيث فاز ترامب.
وفي ولاية فيرجينيا، أفاد مراسل الجزيرة فادي منصور بأن استطلاعات الرأي التي أقيمت الشهر الماضي كانت تشير إلى تقدم كبير لهيلاري كلينتون وبواقع 12 نقطة، لكن استطلاعات جديدة أشارت إلى تقدم ترامب على كلينتون بنقطتين.
وأوضح أن كلينتون ما تزال تعول على مناطق شمال فرجينيا الأكثر يسرا والأعلى تعليما لتحقيق الفوز في هذه الولاية، في وقت يعول ترامب على مناطق الريف وعائلات العسكريين.
أما في ولاية كارولاينا الشمالية، فقد تحدث مراسل الجزيرة مراد هاشم عن وجود تنافس محموم بين هيلاري وترامب، خاصة أن هذه الولاية تشهد اليوم آخر أيام الاقتراع المبكر.
وإلى هذه الولاية توجه الرئيس باراك أوباما لتعزيز حملة كلينتون، وقال الجمعة أمام حشد كان يطلق هتافات معادية للجمهوريين "لا تهتفوا بل صوتوا". وتسمح 38 ولاية من بين الولايات الأميركية الخمسين بشكل من الأشكال بالاقتراع المبكر في انتخابات العام الحالي التي تجري في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
اتهامات ووسط احتدام الاتهامات، شنت هيلاري كلينتون هجوما شديدا على منافسها دونالد ترامب، وقالت أمام أنصارها في مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا إن ترامب لا يصلح لتولي منصب الرئاسة.
وأضافت أن "دونالد ترامب يريد اقتصادا يعود عليه بالفائدة"، مؤكدة أن خفض الضرائب الذي اقترحه سيسمح لعائلته بكسب مليارات الدولارات"، وتزامن ذلك مع محاولة هيلاري استمالة الناخبين في الولايات المتأرجحة قبل أيام قليلة من موعد الاقتراع.
من جهته، توقع ترامب في جمْع خطابي في نيوهامشر أن يفوز في هذه الولاية، وقال إن الاستطلاعات تظهر أن وضعه جيد. وتحدث ترامب عن تقدمه في أوهايو وآيَوا وكارولاينا الشمالية، وقال إن الأميركيين على موعد مع تغيير تاريخي سينقل السلطة من النخبة السياسية الفاسدة إلى الشعب، على حد تعبيره.
كما قال في مدينة هيرشي "سنفوز في بنسلفانيا.. بفارق كبير".