دعا وزراء الخارجية العرب في ختام دورتهم نصف السنوية الثلاثاء "جميع الدول" الى الالتزام بالقرارات الدولية التي لا تعترف بضم اسرائيل للقدس والى عدم نقل اي سفارات الى المدينة. ويأتي قرار الوزراء العرب ردا على تصريحات للرئيس الاميركي دونالد ترامب اكد فيها في 14 شباط/فبراير الماضي انه "يفكر جديا" في نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس "لكن هذا القرار غير السهل" لم يتخذ بعد.
وطالب الوزراء العرب في قرارهم "جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر القانون الإسرائيلي بضم القدس، لاغٍيا وباطلا، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها".
واكد الوزراء ان "إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، يعتبر اعتداء صريحاً على حقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية الصادرة بتاريخ 2004/7/9، ومن شأنها أن تُشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة علاوة على أنها تساهم في نسف حل الدولتين، وتعزيز التطرف والعنف".
وكان الامين العام للجامعة العربية اكد في الجلسة الافتتاحية للاجتماع تمسك الجامعة ب"حل الدولتين" لتسوية النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.
وقال ابو الغيط ان "الفلسطينيين والعرب لم يعد لديهم شريك على الجانب الاخر" معتبرا ان الحكومة الاسرائيلية "هدفها المعلن هو تقويض حل الدولتين عبر فرض امر واقع استيطاني يحول دون اقامة دولة فلسطينية متواصلة الاطراف".
وتابع "اننا نتمسك بحل الدولتين وبالمبادرة العربية كخارطة طريق للتسوية" وهي المبادرة التي اقرتها قمة عربية في بيروت في العام 2002 وتقوم على مبدأ انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين الدول العربية واسرائيل. وشدد ابو الغيط على ان محاولة "الالتفاف على حل الدولتين مضيعة للوقت (...) وليست مقبولة عربيا ولن تمر".
واشار الامين العام للجامعة العربية الى وجود اجماع دولي حول حل الدولتين، معربا عن الامل في ان يكون "موقف الادارة الاميركية الجديدة منسجما مع هذا الاجماع الدولي وداعما له".
وفي منتصف شباط/فبراير الماضي، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.
وخلال زيارة للقاهرة الشهر الماضي، اعتبر الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش انه "ينبغي عمل كل شيء" للحفاظ على حل الدولتين بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتشاور الوزراء العرب خلال هذا الاجتماع حول جدول اعمال القمة العربية السنوية التي ستعقد في عمان في 29 آذار/مارس الجاري.
من جانبه دعا وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الدول الاعضاء في الجامعة العربية الى مراجعة قرارها بتعليق عضوية سوريا في الجامعة.
وقال الجعفري في كلمة القاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية نصف السنوية لمجلس وزراء الخارجية العرب ان "العراق يدعو اشقاءه العرب الى مراجعة قراره السابق بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية".
وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بعد بضعة اشهر من اندلاع الاحتجاجات على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، لرفض دمشق انذاك خطة عربية لتسوية الازمة.
واعتبر الجعفري ان "الخلافات مدعاة للحوار وليس للقطيعة" في اشارة الى وجود خلافات بين دول عربية عدة والنظام السوري.
ويدخل النزاع السوري في 14 اذار/مارس عامه السابع. واسفر عن مقتل اكثر من 310 الاف شخص وشرد الملايين.