تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى الحزن الذي أشعر به في هذه اللحظات، بعد سماعي خبر وفاة الإعلامي القدير الأخ العزيز يحيى علاو، هذا المبدع اليمني الكبير، الذي رحل عنا وهو في أوج عطائه، بعد معاناة مريرة مع المرض، وفي ظل تجاهل لا يليق على المستوى الرسمي. هي إرادة الخالق التي نؤمن بها في كل الأحوال، ولا نملك أمامها سوى الدعاء لله جلت قدرته أن يتولى الفقيد الكبير بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وأبناءه، ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان. لم يكن برنامجه الشهير «فرسان الميدان» برنامجاً تلفزيونياً فحسب، بل كان مشروعاً ثقافياً وتنويرياً وطنياً، عجزت وزارات بإمكانياتها الضخمة عن أن تنفذ شيئاً يضاهيه.
وفي كل إطلالة لشهر رمضان المبارك على مدى السنوات الماضية كان جمهور المشاهدين، في داخل اليمن وخارجها، على موعد بكل اللهفة والشوق مع إطلالة يحيى علاو، بثقافته الغزيرة، وبأسلوبه الشيق، وكأن الله أراد أن يقرن ظهور علاو بأجواء شهر الخير والبركة، ونحسب أن ذلك من محبته عز وجل لعبده الفقيد الراحل.
نقطة أخيرة: سيظل يحيى علاو هو «فارس الميدان»، وستظل مكانته وذكراه محفورة في وجداننا، كإنسان أعطى وطنه وشعبه مجموعة من القيم الجميلة والرائعة، فإلى رحمة الله أيها الأخ العزيز.