عدن أونلاين/خاص-كتب:إبراهيم حيدرة في مثل هذا اليوم ال14 من يونيو 2010م , فجع أبناء اليمن قاطبة برحيل فارس الإعلام الأستاذ القدير يحيى علي علاو – عليه رحمة الله – وكان خبر رحيله فاجعة أدمت قلوب محبيه , ولم يكن أحد يتوقع تلك الحظة القاسية الرهيبة التي تلقينا فيها نباء وفاته دون سابق إنذار, ولكن قضاء الله وقدره , " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ..". رحل يحيى علاو وكانت اليمن في أمسِِِ الحاجة لأمثاله من الرجال المخلصين الذي أفنوا حياتهم في خدمة أمتهم ووطنهم , رحل وترك خلفه آثار ومآثر لن تنسى أبدًا , وسيظل أسم يحيى علاو محفورًا في ذاكرة كل يمني. كان ملايين المشاهدين في داخل اليمن وخارجها ينتظرون برنامجه الرائع (فرسان الميدان) في كل عام من رمضان على أحر من الجمر الذي غدا وجبة رمضانية دسمة , وفضاء واسعا يطوف حوله المشاهد برفقة "علاو", ويحس بمتعة لا تضاهيها متعة وهو يتنقل بين فقراته المميزة و المتنوعة، ذات الغصون النضرة، والثمار اليانعة،حتى مر رمضان العام الماضي بدون طعم..وعندما بثت قناة السعيدة مقتطفات من فرسان الميدان في رمضان 1431ه أي بعد وفاته تابعناه بلهف شديد وكأنه بث لأول مرة, وإنها – والله– لو أعادت بثه كل عام لن يمل المشاهد أبدًا. وإذا ما تأملنا برامجه نجد دلالة عميقة في اختيار اسماء البرنامج (فرسان الميدان– أهل العزم - أسواق شعبية..إضافة إلى برامجه الأخرى – مثل عالم عجيب وقاموس المعرفة) كلها معان تعطي للمشاهد إيحاء بهمة ذلك الرجل وبساطته في آن واحد وشغفه بالعلم وحرصه على إسدائه للمشاهد , وهكذا سيجد القارئ لسيرته أن مراحل حياته كلها حافلة بالعطاء والتميز والإبداع منذ طفولته إلى آخر لحظة في حياته, إنها سيرة الرجال العُظماء, الذين يجدر أن يقتدى بهم. إننا قد افتقدنا برامج كبرامج يحيى علاو, تلك التي تجمع بين المتعة والفائدة معًا, ويتابعها جمهور كبير من مختلف الشرائح والفئات ,لقد سئمنا من البرامج التي تبثها الفضائيات اليمنية اليوم ؛ لأنها ثقيلة مملة لا ترقى إلى مستوى برامج يحيى علاو, ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير منها. نم أيها العظيم في قبرك فقد ظلموك حيًا وميتًا.. ولن ينساك جمهورك الوفي ، ستبقى على الدوام في القلوب الممتلئة بحبك والحزن على فراقك, وإن تجاهلتك حكوماتنا المتتالية وتناست دورك البارز في خدمة وطنك.
سيرة الفقيد ولد الفقيد يحيى علاو عام1382 ه الموافق1962 في بلدة(خدير) في مديرية خدير(دمنة خدير)بمحافظة تعز وفيها درس القران الكريم ومبادئ الفقه على يد أبيه,ثم انتقل إلي مدينة الحديدة,فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة , وجاء ترتيبه الاول على طلبة الجمهورية في القسم لاأدبي عام1398ه/1978م -ابتعث دراسياً إلي المملكة العربية السعودية,فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة الملك(عبد العزيز)في مدينة جدة,وحصل على شهادة البكالوريوس عام1405ه/1985م بتقدير إمتياز,ثم حصل على أكثر من دورة تدريبية في الإعلام في سوريا وتونس وغيرها. -عمل مذيعاً غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي1402ه/1982م و1405ه/1985م,ثم تعين عضواَ في إدارة الإستعراض عام1406ه/1986م,ثم عضواً في إدارة البرامج في تلفزيوم صنعاء فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة مثل:(عالم عجيب)و(قاموس المعرفة)وبرنامجه الأشهر في الساحة اليمنية(فرسان الميدان),ثم تعين مسؤلاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مديرعام. شارك في العديد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة وغيرها,وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية,وهو عضوا في نقابة الصحفيين اليمنيين. متزوج,وأب لسبع بنات وأربعة أبناء. توفي بتاريخ 2010/6/14