أجد نفسي معنياً بإبداء النصح والتحذير للمشترك من اللعبة التي يراد بها جرهم إلى مستنقع الفساد الذي دأبت السلطة الحاكمة في اليمن السير فيه منذ الوهلة الأولى لنشأتها. فالإعلان الرئاسي في 22 مايو 2010 بإمكانية إقامة حكومة ائتلاف من المؤتمر والاشتراكي والإصلاح، إنما هو طُعم للمشترك للمشاركة في مائدة الفساد والولوغ فيها، بهدف إحراقهم أمام الرأي العام على قاعدة "ما فيش حد أحسن من حد". ذلك هو المقصود الخفي من مشاركة المشترك في حكومة ائتلاف مع المؤتمر الشعبي العام، خاصة أن حكومة المؤتمر في جعبتها كمية جرع قاتلة لهذا الشعب، فكما ترون بين فينة وأخرى يتم إقرار جرعة إفقارية جديدة لشعب اليمن (العرطة) الذي لا يوجد شعب عرطة مثله في العالم أجمع، فكل أساسياته الحياتية معدومة ولا حتى دولة "قع بم" الصومالية التي تعيش حرباً مستدامة منذ عشرين عاماً، فالكهرباء في الصومال الكهرباء لا تعرف الانقطاع، مع أننا نتمنى أن تنطفئ الكهرباء عندهم لتتوقف حربهم البينية الطاحنة منذ زمن بعيد، ولنستفيد نحن أيضاً في اليمن من توقف الحرب الصومالية.
أعلم أن كثيرين سيقولون: ما الذي سوف نجنيه نحن في اليمن من توقف الحرب الصومالية؟ أقول لهم سوف نتحصل على فرصة نتعرف من خلالها على مهربين صوماليين يهربوا لنا كهرباء صومالية!
حذار يا مشترك من السير في طريق الانتحار. وحذار من سيناريو الإحراق والاحتراق الذي يراد إيقاعكم فيه. ومع علمي اليقيني المسبق أنه لا يخفى على بصائركم ما يحاك لكم، فلقد فقهتم وخبرتم ألاعيب وأكاذيب السلطة الحاكمة عن قرب ولمرات عديدة.
وأخيراً وليس بآخر نقول: إن حل مشاكل هذا البلد لن يكون إلا بإجراء إصلاحات حقيقية عملية لا صورية، وفي كل مناحي الحياة، وعلى أن تكون هذه الإصلاحات مصحوبة بضمانات تنفيذية، ولن يتأتى تنفيذ الإصلاحات إلا من خلال إعمال القانون في الفاسدين والناهبين أولاً، وتقديمهم إلى العدالة كانوا من كانوا لينالوا جزاءهم العادل جراء ما ارتكبوه واقترفوه في حق الوطن والأمة. عندئذ فقط يمكن للوطن أن يتعافى، ويمكننا أن نقول بملء أفواهنا إن عهد القراطين النهابين الفاسدين الذين جعلوا الوطن ضيعة خاصة لهم فأحالوا اليمن السعيد إلى يمن تعيس قد ولّى إلى غير رجعة. المصدر أونلاين