قالت منظمة الصحة العالمية انها من المحتمل أن تتراجع عن ما أعلنته قبل شهر بشأن بدء حملة تطعيم ضد الكوليرا فى اليمن، لان انتشار المرض وويلات الحرب هناك سيجعل هذا الجهد غير فعال. وقال كريستيان ليندمير المتحدث باسم المنظمة للصحفيين ان جرعات اللقاح المخصصة للشحن الى اليمن قد ترسل على الأرجح إلى أجزاء أخرى من العالم حيث ترتفع مخاطر الإصابة بالكوليرا، بحسب ما نقلته صحيفة النيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني.
وأضاف إن القرار بشأن اللقاحات ليس نهائياً، لكنه قال: "من المرجح عدم استخدامها بعد الآن في اليمن، وبالتالي إعادة توجيهها إلى بلدان أخرى قد تحتاج إليها بشكل عاجل".
وجاءت تصريحات ليندمير المفاجئة في مؤتمر صحفي دوري عقد في مقر الأممالمتحدة في جنيف، مع ارتفاع عدد اليمنيين المصابين بالكوليرا إلى 313 ألفاً، وتجاوز عدد الوفيات بسبب المرض 1700 شخص.
ومن شأن تحويل لقاح الكوليرا الذي كان مخصصاً لليمن أن يلغي قراراً اتخذته منظمة الصحة في 15 يونيو وبعض شركائها المهمين لإرسال مليون جرعة من اللقاح إلى البلاد.
وتقول منظمات الاغاثة ان تفشي المرض الذي بدأ هذا الربيع قد تفاقم بسبب انهيار نظام الصحة العامة في اليمن حيث اندلعت حرب منذ أكثر من عامين بين التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومليشيا الحوثيين الذين تدعمهم ايران، المنافس الإقليمي للسعودية.
وأسفرت الحرب عن مقتل حوالى 10 آلاف شخص، وتسببت فى انتشار خطر المجاعة في اليمن التي تُعد من أفقر الدول العربية.
والكوليرا، وهو مرض معدٍ ينتشر بالمياه الملوثة بالنفايات البشرية، يمكن أن يسبب جفافا مميتا إذا تُرك دون علاج سريع.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن جهود التطعيم في اليمن هي "أمر صعب لأنك لا تستطيع التخطيط لحملة مثلما تفعل في بلد طبيعي" حيث ينعدم الأمن.
وأضاف "في الأساس يجب أن يؤخذ الوضع الأمني بعين الاعتبار"، مشيراً إلى أن العاملين في المجال الطبي ليسوا متأكدين من المناطق اليمنية التي ستستفيد من إجراء التطعيم بسبب التفشي الكبير للمرض.
وأشار إلى أن حملة التطعيم "يجب ان تتقدم بشكل منسجم قبل تفشى المرض".
وجعلت توليفة الحرب والتشرد ومخاطر المجاعة والكوليرا اليمن أكبر كارثة إنسانية حادة في العالم.
من المقرر ان يُطلع المدير العام الجديد لمنظمة الصحة العالمية الإثيوبي تيدروس ادهانوم مجلس الأمن الدولى على الوضع فى اليمن عن طريق الفيديو بنظام الدائرة المغلقة يوم الاربعاء.