قال نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، اليوم السبت، إن الأوضاع الأمنية في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة (جنوبي اليمن)، حالت دون عودة الرئيس عبدربه منصور هادي. وأضاف الأحمر في تصريحات ل«القدس العربي» أدلى بها في العاصمة السعودية الرياض، إن تعنت جماعة الحوثيين وقوات صالح، جعل الحل العسكري في اليمن خياراً ضرورياً.
وقال إن الانقلابيين يريدون سلاماً مفصلاً على هواهم، يمكنهم من الاحتفاظ بأسلحتهم واستمرار سيطرتهم على المناطق التي لا تزال تحت أيديهم في اليمن.
وذكر إن «الرئاسة اليمنية والحكومة مع سلام لا تكون فيه للمليشيات سيطرة على إمكانات الدولة وسلاحها، ومع سلام تتحول فيه المليشيات إلى حزب سياسي وتشارك في العملية السياسية دون ترهيب المواطنين بقوة السلاح».
وعن إمكانية الحل العسكري أشار إلى أن «الضغط العسكري سيتواصل حتى تتم استعادة صنعاء بالتقدم نحو حزامها الجغرافي والضغط لتسليم العاصمة».
وحول خطة ولد الشيخ الأخيرة بخصوص ميناء الحديدة التي تقضي بتسليم الميناء إلى جهة محايدة لتجنيبها الحرب أشار الأحمر إلى أن «الانقلابيين رفضوا الخطة ولم يعد أمام الحكومة الشرعية والتحالف غير الخيار العسكري، مع الانفتاح على أي خيار معقول يجنب البلاد المزيد من الدماء والدمار».
وفي سياق الحديث عن إمكانيات الانقلابيين وطول فترة الحرب قال إن الحوثيين «يعتمدون على ما نهبوه من البنك المركزي اليمني وهو يقدر بعشرة مليار دولار من الاحتياطي النقدي ومن مستحقات التقاعد».
وأضاف إن «إن تهريب السلاح مستمر وأن التحالف العربي والقوات الدولية في المياه الدولية والإقليمية يضبطون بشكل دائم سفناً محملة بالسلاح الآتي من إيران للحوثيين، لإطالة أمد الحرب في اليمن».
ودعا الأحمر إلى ضرورة الالتفاف حول الرئيس الشرعي لدحر الانقلاب، مذكراً بأن «سبب تقدم الحوثيين من صعدة إلى أن تمت لهم السيطرة على صنعاء، هو التناقضات التي سادت فرقاء العمل السياسي والتي أثرت على أداء الجيش الأمر الذي انتهى بسيطرتهم على صنعاء وتمددهم إلى الحديدة وتعز وعدن وغيرها من المناطق».
وأشار إلى أن «التناقضات التي كانت بين مكونات العمل السياسي في السابق قد ظهر اليوم ما يشابهها من خلافات عاصفة بين صالح والحوثي لأن تحالف الطرفين هو تحالف مصالح سياسية وليس لأجل الوطن».
وعن إمكانية فتح خطوط تواصل مع صالح لفك ارتباطه بالحوثيين، أكد نائب الرئيس اليمني إن «أي تواصل مع أي طرف من أطراف الانقلاب لن يكون إلا بشكل منسق بين الشرعية اليمنية والإخوة في التحالف العربي».
وأكد أن الخلافات أصبحت كبيرة بين طرفي الانقلاب وأن «الحشود التي حضرت في ميدان السبعين في ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في صنعاء كانت تعبر عن رفضها لتواجد المليشيات الحوثية في المدينة، ورغبتها في التخلص من سيطرة هذه المليشيات».
وأضاف الأحمر إن «من بين من حضر في السبعين شباب شاركوا في ثورة الشباب في 2011، لأنهم أدركوا أن الحوثيين هدموا مشروع الدولة التي كان الشباب يحلمون بها».
وأكد إن الخيار الاتحادي من ستة أقاليم يمثل مخرجاً معقولاً لليمنيين في الحفاظ على بلادهم من مخاطر التقسيم.