لا بأس اذن .. " مختار الرحبي " في الرئاسة .. ابن إب يدلف الاماكن المحرمة تاريخيا على محافظته ويخطو بقدمه اليمنى خطوة صوب المجد والشهرة والاضواء ودنيا العلاقات والنفوذ .. سيقترب من المطبخ الاول لصناعة القرار السياسي باليمن وسيكون بمحاذاة قرارات مروعة وتصرفات رعناء والتباس اخلاقي محض ... دخل الفتى الانيق بوابة الرئاسة وهو في اوج فتوته وعنفوان شبابه ليمارس عمله الصحفي من اعلى الهرم المهني كفرصة تاريخية لا يحظى بها الا القليل في هذا العالم وهذا ما سوف يسهل عليه مهمة اكمال المشوار دون معوقات قهرية او صعوبات لا ارادية لطالما ارهقت كاهلنا وجمدت طموحاتنا وافقدتنا الاحساس بالزمن .. " محمود ياسين " لا يكفي لإذكاء إب في الذهنية العامة للبلد في الوقت الراهن .. المحافظة بحاجة ماسة الى " الرحبي " وامثاله من الشباب الواعي الطامح لإثبات وجوده وتسليط الضوء على هموم محافظته ومحاولة رفدها بالدعم التنموي واشراكها في القرار السياسي والاهتمام بمبدعيها وتبني ابداعاتهم وقدراتهم وربط مؤسسات المجتمع المحلي بنظيراتها في العاصمة من اجل خلق وعي تقدمي يدور في اطار افتراضي وليس هامشي كما يحدث اليوم .. على مدى التاريخ المعاصر اثبتت القرائن والوقائع والشواهد ان ابناء محافظة إب يتنكرون لمحافظتهم منذ الوهلة الاولى لتربعهم المناصب العليا كحالة من العقوق والجحود الاخلاقي المستمر وبوتيرة عالية وهذا ما نخشاه على الجيل الجديد الذي حظي بفرص مماثله لذلك الجيل .. سوف يدرك الرحبي اليوم اين تكمن المعضلة الحقيقة وستتكشف امامه خيوط اللعبة السياسية بالبلد وسيحظى بمعرفة ما يدور في الكواليس والدهاليز والغرف المغلقة و سيرى كيف يدار بلد يتيم ضيعه الزمن في قارعة الطريق فتلقاه حفنة اوغاد حطموا مستقبله وحولوه الى حضيرة كبيرة مارسوا فيه كل انواع القبح والمواربة .. نزاهة " هادي " لا تكفي لإدارة بلد ، نحن بحاجة لأكثر من ذلك .. يعوزنا قيادة حديدية شرعية تضرب بيد من حديد .. قيادة كاريزمية تصنع تحالفات مختلفة لا تؤثر على مربع تواجدها ... قيادة تدرك مكامن الخلل وتوجه كل امكانياتها وقدراتها لمعالجته .. قيادة تتحلى بمرونة شديدة لكنها لا تكسر .. البلد بحاجة الى معجزة حقيقية تنقذه من هذا التدهور المريع ..