يعول الكثيرين على الدور الذي ستضطلع به دول مجلس التعاون في مساعدة اليمن على تجاوز التحديات الصعبة التي تواجه مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار وعملية الانتقال السياسي من نظام الدولة البسيطة الي نظام الدولة الاتحادية. ولعل المتتبع لانشطة وحضور بعثة مجلس التعاون في اليمن منذ تدشينها الرسمي لمهامها في اليمن في شهر اكتوبر 2012م ، سيدرك أن ثمة توجهات خليجية واضحة وقوية لتعزيز اسهامات دول مجلس التعاون في دعم عملية التحول السياسي التاريخية في اليمن وهو ما عبر عنه بوضوح رئيس البعثة السفير سعد العريفي في اكثر من مناسبة بالتأكيد أن دول المجلس ستواصل دعمها للعملية السياسية القائمة في اليمن ،،وذات التاكيدات عبر عنها امين عام مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني في خطابة خلال حضوره اختتام مؤتمر الحوار الوطني . لقد سجلت بعثة مجلس التعاون في اليمن وخلال فترة وجيزة وتعد قياسية منذ تأسيسها حضورا مميزا اتسم بالحرص على ترجمة سياسات وتوجهات دول مجلس التعاون باعتبارها الراعي الرئيسي للعملية الانتقالية في اليمن من خلال قيادة التحركات الدبلوماسية المؤثرة لمجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في وقف اي تدهور طارىء للعملية السياسية وحث الاطراف اليمنية على مواصلة التقيد بتنفيذ بنود المبادرة وفق اليتها التنفيذية ،والاضطلاع بمهام التنسيق لتعزيز قنوات الدعم التنموي لليمن من خلال رعاية الكثير من الفعاليات والمناشط المتعلقة بالتعاون بين اليمن ودول مجلس التعاون . لقد اسهمت بعثة مجلس التعاون بدور محوري في دعم النجاح المميز الذي توجت به أعمال مؤتمر الحوار الوطني ، وفيما كان المبعوث الدولي جمال بنعمر يعقد مؤتمراته الصحفية المتلاحقة للظهور بصورة المنقذ للحوار الوطني ، كان رئيس بعثة مجلس التعاون يتحرك بشكل مكثف ويعقد لقاءات واجتماعات شبه يومية مع كافة الاطراف الرئيسية المشاركة في الحوار ويبذل جهودا حقيقية وحثيثة لاحتواء الازمات التي واجهت مسار المؤتمر ، ويتدخل بشكل مباشر لتسهيل حصول مؤتمر الحوار على الدعم المالي اللازم لاستمرار اعماله من خلال توضيح طبيعة الاحتياجات المالية المطلوبة لدول المجلس التي لم تتردد في تقديمه . وربما يكون من الانصاف الاشارة بالكثير من التقدير الى الدور الرئيسي الذي اضطلع به رئيس بعثة مجلس التعاون السفير المهندس سعد العريفي وبمبادرة ذاتية من سعادته في الترتيب لذلك الحضور والتمثيل الرفيع والغير مسبوق لدول مجلس التعاون في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني يوم 25 يناير المنصرم ، والذي مثل رسالة دعم قوية لليمن وللقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وللعملية السياسية اليمنية برمتها . ويبقي القول أن الظهور الاعلامي اللافت والاداء السياسي المميز والمؤثر الذي اتسم به حضور بعثة مجلس التعاون في اليمن خلال الفترة الماضية والقصيرة نسبيا منذ تأسيسها ..يدفع الى الثقة في أن المرحلة القادمة والتي تعد الاكثر صعوبة في مسار العملية السياسية في البلاد ستحاط بمساندة ودعم الاشقاء في دول مجلس التعاون ، الذي يدركون جسامة التحديات التي ستواجه عملية الانتقال السياسي المرتقبة في اليمن . _____________________ *رئيس تحرير صحيفة المشهد اليمني