*ليس عندي ذرة شك في إخلاص رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لوطنه وشعبه، وأنا على يقين أن قلب الرئيس وعقله وكل حواسه وتفكيره منصب على تصحيح أوضاع المواطنين داخل اليمن وخارجها، وتحقيق الحياة الكريمة للشعب اليمني من المهرة إلى صعدة، ويسعى بكل ما لديه من عزيمة لجعل يمن الإيمان والحكمة بلدا يفخر بها أبنائها في كل المحافل، وكافة الكتاب يدركون بأن فخامته لن يقرأ كل المقالات التي توجه إليه النصح والمشورة بكل تجرد وإخلاص - ليس تكبرا وغطرسة ، بل لأنه لا وقت لديه لكي يتفرغ لقرأة كل مقال - لكن غالبية الكتاب يأملون ويثقون بمستشاره الإعلامي يحيي العراسي، فهو رجل رزين وصحفي محترف عملنا معا لفترة طويلة في وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ولأنه مستشار أمين فهو يوصل لفخامة رئيس الجمهورية أبرز الأمور وبشكل لا يضيع وقت الرئيس. *إن الكارثة الكبرى التي يعاني منها فخامة الرئيس والتي تمنع دون أي تقدم أو تطور أو تغيير هي الأحزاب اليمنية، نعم الأحزاب اليمنية سواء التي تحكم الآن أو التي ستأتي لا حقا، فالوزراء الذين يمثلون هذا الحزب أو ذاك لا يهابون الرئيس ولن يمتثلوا لأوامره، وهم أبعد الناس عن معاناة الشعب وما يتجرعونه، ولا يأبهون إن مات اليمنيون جوعا، أو احترقت اليمن من أقصاها إلى أقصاها، هناك شيء واحد فقط يرعب الوزراء ويجعلهم كالأطفال حين يرتكبون حماقة ويخشون العقاب، وهذا الخوف يأتي فقط من الحزب، لذلك تراهم يمتثلون لكل توجيه يصدر من قيادات أحزابهم، فالحزب هو وحده من يستطيع معاقبة هذا الوزير أو ذاك إن هو لم يمتثل لما يريده الحزب، وهذه الأحزاب تدافع عن وزرائها حتى ولو تحول الوزير إلى شيطان رجيم، إذ مهما تمادى في غيه، وبلغ فساده مبلغا تشم ريح نتنه من مسافة كيلوا مترات فإنها تصفه بالملاك الطاهر، ولا تكل وسائل الإعلام التابعة لهذا الحزب أو ذاك بأن تسبغ على وزرائها الفاسدين من الألقاب والصفات الحميدة ما يجعلهم يعتقدون أنهم كذلك فعلا. *لذلك يدرك كل وزير إن حزبه هو السبب الرئيسي في وصوله إلى هذا المنصب ويعي تماما أن حزبه وحده فقط من بيده الحل والربط بشأن بقائه في منصبه لكي يتمتع بكامل الحصانة وينعم بالعيش الرغيد ويمارس النهب من المال العام دون خوف من الله، ولا حياء من الشعب اليمني العظيم، أما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فلا يستطيعون أن يمسوا شعرة من رأس أي وزير، لذلك فمن الطبيعي أن لا يصغي أي وزير لتوجيهاتهم ، لأن العقاب ليس بيدهم بل بيد الأحزاب، ولدي قناعة بأن الغالبية الساحقة من أبناء اليمن يتمنون من فخامة رئيس الجمهورية أن يعمل ما بوسعه، لاستصدار قانون دستوري يقضي بفصل أي وزير يتولى إحدى الوزارات من الحزب بحيث لا يصبح الحزب هو صاحب القرار في بقاء هذا الوزير أو ذاك، وقرار إبعاده يكون بيدك أنت وحدك، وعندها فقط سينفذ توجيهاتكم التي أنا على يقين أنها ستصب في مصلحة الوطن والمواطن لأن حزبك هو أرض اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وكوادرك هم كل أفراد الشعب اليمني العظيم. *لقد أحسنت السعودية ودول الخليج صنعا حين منعت الحزبية والتحزب، ذلك إن الأحزاب – كل الأحزاب في العالم العربي – تسعى لشيء واحد فقط هو تولي السلطة والاستئثار بالثروة والتمتع بها، ولو كان ثمن ذلك إبادة الشعب وتجويعه وتركه يعاني شتى أنواع العذاب، ولو أن السعودية ودول الخليج فتحت أبوابها لليمنيين فلن يبقى في اليمن سوى المفسدين في الأرض من القيادات الحزبية، أما كوادر تلك الأحزاب وقواعدها فستغادر إلى تلك الدول بكل سرور لتبحث عن العمل الشريف، الذي يحقق لهم ولأفراد أسرهم العيش الكريم، وسيتركون تلك الأحزاب خاوية على عروشها فلا كوادر ولا قواعد، وستوكل الأمر لله لمحاسبة الفاسدين الذين يلتهموا اليمن وخيراته ولن تكون هناك حاجة للانتخابات لأنه لن يكون هناك أحد لكي ينتخبهم. *ختاما يا فخامة الرئيس تدرك كما يدرك الجميع أن كافة الأحزاب اليمنية ودون استثناء تعتبر اليمن ( كعكة ) نعم يا فخامة الرئيس هكذا تطلق الأحزاب على بلد الإيمان والحكمة، فهم ينظرون إليها بمنظار الجائع الذي يتمنى أن يحصل على أكبر قدر من الكعكة، بعضهم يلتهم حتى الشبع وبعضهم يقنع بالفتات، أما اليمن وشعبها العظيم فلهم رب يرزقهم وتكفل بهم، لذلك ندعوا من كل قلوبنا ليلا ونهار أن تتحول تلك الكعكة إلى سم زعاف يزهق أرواح من يلتهمونها ويتركون عامة الشعب جائعا ومتضورا، وفق الله رئيس الجمهورية لخدمة أرض اليمن، وسدد خطاه لإنقاذ شعبها العظيم من براثن الفاسدين .... ودمتم بخير ____________________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]