العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ عبدالرحمن الجفري في حديث شامل لصحيفة "26 سبتمبر"
نشر في رأي يوم 26 - 06 - 2007

- سؤالنا الأول حول ما يشهده الوطن من أحداث وتطورات سياسية واقتصادية وأمنية.. كيف تقرؤونها؟
- قراءتنا لكل الأحداث سواء كانت سياسي أواقتصادية أو أمنية أواجتماعية هي نفس قراءتنا السابقة ولم تتغير.. ولا نعتقد أبداً أن هناك مفاجأة لما يحدث وذلك لأن بلادنا تمر بمخاض نسأل الله أن يكون مخاضاً غير عسير وهذا ما نراهن عليه إن شاء الله.. وهو مخاض الإصلاحات الشاملة..
كثير من الناس يشككون في إمكانية إنجاز مشروع اصلاحات شاملة حقيقية.. لكن بالنسبة لنا لا نشك في ذلك أبداً وإنما بالعكس نحن نعتقد ان هناك امكانية كبيرة لتحقيق الإصلاحات.. وأيضاً بجدية التوجه لفخامة الرئيس..
وحقيقة نحن لا ننظر إلى فخامة الرئيس الا من خلال جديته.. وبالتالي نعتقد ان الإصلاحات قادمة وما نشاهده من هذا الطرف أو ذاك قد يفسر بشكل أو بآخر كنتيجة لضيق مما يحدث وبعضه ربما نتيجة لبعض المشاكل التي لو تم علاجها حال حدوثها لما حصل من هذا شيء وخاصة المشاكل الأمنية الصغيرة بصرف النظر عن ما يجرى في صعدة لأنني انظر إلى هذه القضية أو ما يسمونها بأحداث صعدة بأنها على الأقل من وجهة نظري أصبحت شبه منتهية لحسابات كثيرة ميدانية و داخلية وخارجية..-تم هذا الحوار قبل إعلان وقف القتال في صعدة- لكن هناك مشاكل أخرى نعتقد أنها ناتجة عن بعض أمور كان بالإمكان تجنبها أو معالجتها منذ وقت مبكر. ولورجعت إلى اللقاء الذي اجرته معي صحيفة 14 أكتوبر ونشر تزامناً مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني السابع عشر مع أن هذا اللقاء اجري قبل العيد لوجدتم فيه انني كنت اتخوف من نشوء بعض المشاكل.. واليوم أمامنا عمل وجهود لا بد من أن تبذل لتلافي اشياء كثيرة والإسراع في معالجتها.
أهمية الاصلاحات
- من وجهة نظركم كمسؤول على رأس حزب معارض.. ماهي المقترحات والحلول التي تقدمتم بها لمعالجة مثل هذه المشاكل أو القضايا؟
- كلما عندنا من مقترحات ومعالجات طرحناها وهي لا تختلف كثيراً إلاّ في بعض التفاصيل مع ما طرحه فخامة الرئيس من حلول ومعالجات لكل المشاكل ولو رجعتم إلى خطاب الرئيس في عدن في مهرجانه الانتخابي وكذلك خطبه بعد الانتخابات في صنعاء في شهر رمضان المبارك وأيضاً خطاب الرئيس في 3 ديسمبر من العام الماضي في تدشينه لأعمال المجالس المحلية لوجدتم إن الرئيس طرح من الحلول والمعالجات لو تم تنفيذها على أرض الواقع بشكل جدي دون تحوير أو تغيير لما احتجنا إلى أية حلول أخرى.. لأن ما ورد في خطب فخامة الرئيس يتوافق معه كثير مما جاء في مشاريع الاصلاحات الشاملة ومنها مشروعنا الشامل وتصلح جميعا أن تتكون منها برامج تحتوي على كل الحلول والمعالجات السليمة لمختلف المشاكل والاختلالات.
- أين يقف حزب الرابطة من العمل السياسي.. وهل هو معارضة أو قريب من السلطة؟
- نحن في الحقيقة معارضة لكننا في نفس الوقت قريبون من أية مواقف إيجابية لأية جهة كانت في بلادنا في السلطة أو المعارضة.. والمعارضة البناءة هي تلك التي تعترف بما ينجز من قبل السلطة إيجابياً ويصب في مصلحة الوطن وتقول لها شكراً هذا عمل إيجابي.. وما يأتي من عمل سلبي من قبل السلطة تقول لها.. لا.. هذا عمل سلبي ولا نوافق عليه.. هذا هو مفهوم المعارضة في نظرنا وبالتالي نحن قريبون من الكل على الأقل حتى الآن..
وان كان أي حزب سياسي خارج السلطة فهو في المعارضة وكوننا راهنا ونراهن على ان فخامة الرئيس سيقود عملية اصلاحات شاملة فهذا لا يخرجنا من المعارضة.. بل استطيع القول اننا اقدم حزب على الساحة اليمنية والباقي من الحركة الوطنية الأم وتجربتنا كبيرة في المعارضة ولكن لا يمكن أن نتخذ موقفاً متذبذبا وسنقف مع منظومة الحكم دون تردد في كل توجه للاصلاحات الجدية الشاملةً.
تقديم البدائل
- بصراحة أنتم من خلال هذا الطرح تتمسكون بشعرة معاوية.. رجل مع السلطة ورجل مع المعارضة.. نريد أن تطرحوا موقفاً أوضح؟
- بالعكس أنا اعتقد أن موقفنا واضح 100٪ فنحن نريد معالجة كل المشاكل وفي نفس الوقت ننتقد كل السلبيات التي تأتي من السلطة.. ننتقدها بقوة ولكن بلا حدة أو بذاءة وكذلك نضع البدائل أما ان انتقد فقط واقول هذا خطأ وهذا صواب فهذا أسهل على أي انسان أن يقوله.. لكن نحن كما قلت نقدم البدائل من خلال وضع برامج وخطط لكل ما نرى أنه سلبي في السلطة.. وإن أنجزت السلطة شيئاً إيجابياً نقول هذا ممتاز ونشكركم عليه.. هذه هي المعارضة الصحيحة.. اما أن أعارض أي شيء يأتي من السلطة لمجرد المعارضة بصرف النظر عن كونه إيجابياً أو سلبياً فلا نعتقد أن هذه معارضة.
- كيف تقدمون مثل هذه البدائل وهل تتواصلون مع الجهات ذات العلاقة في الدولة لتضعونها في الصورة؟
- نعم يتم التواصل مع كل الجهات ونستشف رأي الناس ولو تفتح موقع حزب (رأي) فلن تجد لا عند الدولة ولا عند المعارضة مشاريع بديلة لما هو محل اتفاق على سلبيته.. مثلما هو موجود لدينا.
- هل يؤخذ بها من قبل الحكومة؟
- الحقيقة الحكومة لانرى حتى الآن إنها تأخذ بها.. لكن فخامة الرئيس في أحيان كثيرة يستمع إلينا ويتابع مايتم طرحه وهذه ميزة يتمتع بها فخامته الذي لا يتحرج بأن يقول: سآخذ بهذا المقترح، إن اقتنع بإيجابيته.
- نريد أن نعرف بصراحة ما هو موقف حزبكم من التطورات والأحداث التي تشهدها الساحة الوطنية.. وهل له موقف محدد إزاءها؟
- سبق وان اجبت على هذا السؤال.
- اجابة شخصية تعبر عن وجهة نظرك وليس عن وجهة نظر الحزب؟
- ليس لدي إجابة شخصية وإنما هي إجابة حزبية سياسية.. فأنا رئيس حزب واعتقد أن رأي رئيس الحزب يمثل الحزب نفسه.. أما من يقول غير ذلك فعليه ان يترك الحزب وان كنت أنا ساترك رئاسة الحزب قريبا إن شاء اللهً.
- هل معنى ذلك أن أي كلمة تصدر منك تعبر عن رأي الحزب؟
- نعم.. ولا استطيع إلاّ أن اتحدث باسم الحزب مادمت رئيساً له.
منظومة متكاملة
- تحدثت عن الإصلاحات كمنظومة متكاملة.. لكن كيف تنظر إلى الإصلاح الاقتصادي بالذات؟
- نحن نتحدث عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي منذ بداية التسعينات من القرن الماضي وبالتحديد منذ عامي 91-92 م ثم ركزنا أكثر على ذلك منذ 96-97م ثم ركزنا أكثر ووضعنا جملة التوجهات للإصلاحات وكانت تنشر في الصفة الأخيرة في صحيفة «رأي» لسنوات عديدة وهي تعبر عن اتجاهات حزب الرابطة الإصلاحية.. ثم قمنا بوضع برنامج إصلاحات شاملة بدأنا في وضعه في صيف عام 2004م ونشرناه في 7نوفمبرعام 2005م وهو برنامج تفصيلي لا يوجد مثله حيث يتكون من اربعمائة وخمسة وستين صفحة وقد تضمن تفاصيل كاملة عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعن موضوع المرأة وموضوع التطرف ولا يتحدث عن الاصلاحات السياسية لمنظومة الحكم فقط وإنما للمنظومة السياسية برمتها، سلطة ومعارضة وحلّلنا فيه الاختلالات في السلطة وطرحنا معالجات لها وأيضاً حلّلنا الإختلالات في المعارضة ونحن جزء منها ووضعنا المعالجات لها.. وانتقدنا انفسنا كحزب وشخصنا ما عندنا من سلبيات ووضعنا لها معالجات.
اذاً فهذا البرنامج اشتمل على منظومة متكاملة للإصلاحات الشاملة وليس الاقتصادية فقط.
- لكن الا ترون بأن طرح مثل هذه الأفكار مهما كانت إيجابية من طرف واحد لا يكفي.. لماذا لا يتم التنسيق مع الأحزاب الأخرى ويقدم مشروع جماعي؟
- قبل أن يصدر أي حزب أي مشروع متكامل أرسلنا مشروعنا للجميع ،سلطة والمعارضة، ففي 7 نوفمبر 2005م وزع مشروعنا الشامل للاصلاحات على الجميع مع رسالة من حزبنا نبدي فيها استعدادنا لنقاشه مع الجميع للوصول إلى رؤية مشتركة.
- هل كان هناك رد إيجابي حوله؟
- نعم سمعنا ذلك من الجميع في السلطة والمعارضة وكان أن تم طرح خطوط عريضة لمشاريع اصلاحات من الزملاء في المشترك والحكم.. بالرغم من أننا عندما كنا نطرح أفكاراً للإصلاحات نهاجم من قبل السلطة والمعارضة معاً وقد هوجمت شخصياً من قبل أكثر من جهة في عامي 97-98م من القرن الماضي.. وقالوا كيف يطرح حزب الرابطة أفكار للإصلاحات؟ وأي اصلاحات يريدون؟ هؤلاء يريدون سلطة.. لكن الآن الحمدلله اولئك الذين كانوا يهاجموننا على أفكارنا صاروا ينادون بها اليوم بل وصار الجميع يطالب بما كنا نطالب به.. ونحمد الله على ذلك.. أما أن يكون حزب معارض ويسعى للسلطة فهذا من حقه بل ومن واجبه وإلا فمن الأفضل أن يتحول إلى جمعية خيرية..!!
إن أي حزب سياسي لديه برامج واجبه أن يسعى للسلطة كوسيلة لتنفيذ برامجه وهذا حق شرعي دستورياً وقانونياً.
عاصمة المؤتمرات
- عقدت في صنعاء مؤتمرات اقتصادية في الفترة الأخيرة بهدف دعم اليمن وخاصة في مجال الاستثمار.. كيف تنظر إلى النتائج المتمخضة عنها واستفادة اليمن منها؟
- هذا شيء جيد وممتاز.. وصنعاء أصبحت عاصمة المؤتمرات في العالم العربي بل والعالم لأن ما يعقد من مؤتمرات في صنعاء يفوق أي عاصمة أخرى، وهذا دليل انفتاح اليمن على العالم.. لكن استمرار الكثرة بدون ان نشهد نتائج على أرض الواقع سيكون له أثر سلبي.. المؤتمرات وخاصة مؤتمر فرص الإستثمار كان رائعاً وناجحاً 100٪ والمهم ان ننفذ الإصلاحات التي اشرنا إليها في بداية هذا الحوار وإلاّ ستكون ردة الفعل من قبل الآخرين غاية في السلبية.. لأن المستثمر الذي يأتي إلى بلد ولا يجد فيها ضمانات لإستثماراته قد يغادرها ولن يعود إليها مرة أخرى.. وان عاد فلن تكوم عودته إلا بعد فترة طويلة جداً وبتردد..
وبالتالي إذا اردنا ان نجذب المستثمرين فلا بد أولاً من تنفيذ عملية الإصلاحات الشاملة ولا يكفي ان نقول ان عندنا قانون استثمار والتعامل عبر نافذة واحدة.. صحيح هذا شيء جيد وعظيم ولكن المستثمر يريد أن يرى تناغماً كاملاً في أداء الدولة وعندما أقول الدولة أعنيها كمنظومة متكاملة بما فيها المعارضة والشعب والأرض وليس السلطة وحدها. أي أن نحقق تناغماً كاملاً في الأداء سواء كان هذا الأداء سياسياً أواقتصادياً أو اجتماعياً أوقضائياً أوأمنيا ًأو خدمياً.. كله لا يتجزأ عن بعضه، إن القضية هي قضية شعور بالأمن و الانصاف والعدل وهذا يمكن له أن يتوافر عندما يكون هناك قضاء قوي ومستقل ومحترم وكذلك أمن قوي ومحترم لأن ذلك وحده هو الذي يستطيع ان يمنع تدخل القوى ذات النفوذ في شؤون المستثمر..
وهذه لايمكن ان تتحقق أو تتم إلاّ في ظل تنفيذ عملية الإصلاحات الشاملة.. ومفتاح هذه العملية في نظري هو الحكم المحلي بكامل الصلاحيات التي سبق وأشار إليها فخامة الرئيس يوم 3 ديسمبر من العام الماضي، وأكد يومها أن عام 2010م سيأتي وقد أصبحت المجالس المحلية حكومات محلية في المحافظات لها جميع الصلاحيات ولا يبقى فقط في المركز الرئيسي إلاّ الصلاحيات السيادية والأمن القومي واذا لم يتم هذا فستكون هناك نكسة لأنني أرى التعديلات التي يُراد إدخالها على قانون السلطة المحلية ليس لها علاقة إطلاقاً -لا القانون النافذ ولا التعديلات المقترحة- بتوجهات فخامة الرئيس التي أعلنها لكن من حسن الحظ أن هذه التعديلات ما تزال مشروعاً ولم تُقر بعد ولذلك يمكن تلافي ذلك وإعادة النظر فيها..
وعليه فإننا نأمل أن نرى تغييراً كبيراً في مجال الحكم المحلي وأن يتم تنفيذه تدريجياً بحيث يتواءم مع ما قاله فخامة الرئيس حتى لا يأتي العام 2010م إلاّ وقد أوجدنا حكماً محلياً بكامل الصلاحيات.. ويكون من خلال إقرار قانون للحكم المحلي كامل الصلاحيات يحتوي على مواد انتقالية تحكم تنفيذ القانون تدريجياً من الآن حتى العام 2010م.. وبدون تحقيق هذا نكون قد أضعنا العديد من الفرص.
إن بلادنا مقبلة على خير كثير فوق كل ما يتصوره خيال اليمنيين لكن مع الأسف الشديد نحن كيمنيين لا نقدر بلادنا حق قدرها.. اليمن لها أهمية غير عادية وعلينا فقط أن ندرك هذا ونتصرف بمسؤولية.
تقارب حتمي
- كيف تنظر إلى تقارب اليمن مع دول الخليج العربية؟
- بالنسبة لتقارب اليمن مع دول مجلس التعاون ا لخليجي أنا اعتقد أن الأمر أصبح حتمياً علينا وعليهم.. لأن حاجة الطرفين ملحة لتحقيق هذا التقارب لاسيما أننا نكمل بعضنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وكل منَّا ِوقاء للآخر يحميه مما يمكن أن يؤثر عليه سلباً ويمكن أن تكون اليمن في نظرنا رمانة الميزان في المنطقة كلها وليس في شبه الجزيرة العربية فقط لكن هذا مشروط بما سنقوم به من اصلاحات في بلادنا وإلاّ سنبقى في الذيل إن نحن استمرينا في التهاون والتردد.. اليمن دورها كبير وأهميتها كبيرة وهي كما قلت رمانة ميزان المنطقة وعلينا ان ندرك هذا ونتعامل على هذا الأساس ونحسبها جيداً ونزيل ما يثير هذه الاحتقانات والفوضى والتظلمات وذلك مقدور عليه.
- كيف يمكن أن يكون التعامل شفافاً بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي وتجاوز الشكوك واستبدالها بتحقيق الثقة؟
- لا يجب أن نتعب أنفسنا وننتظر من الآخرين أن يتعاملوا معنا بالطريقة التي نريدها.. هذا لن يتحقق مالم نصلح أنفسنا أولاً ونرتب بيتنا من الداخل.. لأن الذي لا ينفع نفسه لا يستطيع أن يقدم اداءً إيجابياً مع الآخر.. ومفتاح هذا كله هو تحقيق الإصلاحات الشاملة التي يجب أن تتم بصورة سريعة.. وهنا ستأتي شفافية التعامل مع دول الخليج العربية وتتحقق الثقة بين الجانبين بل وسيأتي الترحيب العاجل لتحقيق مختلف أوجه التعاون بين الجانبين..
واتوقع عندما نتجه للإصلاحات وسرعة تنفيذها وبجدية وبدون تراجع ان يتحقق الشيء الكثير ولا نسمح لمن يخوِّفنا بأن الحكم المحلي سوف يؤدي إلى انفصالات وإلى كذا وكذا.. ان هذا كلام لا يدخل العقل بل بالعكس أن الذي سيؤدي إلى انفصالات وإلى تشرذم هو المركزية والذي سيؤدي إلى تخلف في التنمية هي المركزية.. ان الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو مجال للتلاحم بين الناس ولتنمية الإحساس بالشراكة بين جميع فئات المجتمع..
أيضاً الانتخابات بالقائمة النسبية ضرورة وضرروية لأنها ستؤدي الى أن المواطن في محافظة المهرة مثلاً سينتخب واحداً من محافظة صعدة وهو لا يعرفه وهذا بدوره سيخلق وداً ووصلاً وجدانياً بينهم علاوة على أن الانتخابات بالقائمة النسبية تمثل الشعب حقيقة في مجلس النواب والشورى والمحليَّات ولا تسقط عنها أصوات الناخبين لأن الأصوات التي لدينا حالياً لا تمثل في مجلس النواب إلاّ 10-15 ٪ بالكثيرمن أصوات الناخبين وبقية الأصوات تذهب هدراً.. إذاً لا بد من تحقيق الإصلاحات، وبالتالي سنجد أنفسنا نسير اسرع مما نتصور نحو الإندماج بدول مجلس التعاون الخليجي والعالم.. ولم يعد مجدياً نصف إصلاح أو تجزِأة الاصلاح فلا بد من إصلاح شامل وكامل وتشريعات كاملة تستوعب الاصلاحات الشاملة.. ولابأس من التنفيذ التدريجي وفق برنامح شامل كامل وتشريعات كاملة تعكس وتستوعب الهدف النهائي للاصلاحات الشاملة.
فرصة كبيرة
- هل معنى ذلك أن الكرة في المرمى اليمني؟
- بدون شك وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ولا نبحث لأنفسناعن اعذار.. والمصيبة أننا قادرون أن ننجز الشيء الكثير ولو كنا غير قادرين لبحثنا عن اعذار لعدم تمكننا من تحقيق ما نريد.. لكن نحن كشعب وكحكومة ومعارضة لدينا اليوم فرصة كبيرة وعلي عبدالله صالح رئيس جمهورية، لأن هذا الرجل لديه قدرات يمكن أن يحقق من خلالها الكثير وأنا لا أقول هذا الكلام مجاملة للرئيس وهو يعرف موقفي إنما هذه هي الحقيقة.. اذاً لماذا لا نستغل هذه الفرصة ونحقق لبلدنا ما نتمناه خاصة ان الكرة كما قلت في ملعبنا ويجب ان نلعبها جيدا قبل أن نتحوّل وبلادنا إلى كرة يُلعب بهاً.
- لكن الا ترى أن هناك تذمراً من عدم وفاء المانحين بالوعود والتي كثيراً ما سمعناها تطرح في ا لمؤتمرات الاقتصادية؟
- إننا إذا ماشهدنا وشهد الآخرون وعودنا بالاصلاحات الشاملة تتحقق على أرض الواقع، فإن الأخرين سيبادرون بالوفاء بوعودهم.. ولا نريد أن نكرر هذا الكلام كثيراً.. والله لو تحققت الإصلاحات في بلدنا لسعى الآخرون إلينا على الركب وليس على الأقدام ففي بلادنا ، موقعاً وثروات طبيعية وثروة بشرية وجذور تاريخية تعكس التوجهات السمحة وكل مايغري المستثمر وغير المستثمر، إن المستثمر لا يأتي إلاّ اذا كان محتاجاً فهو لا يأتي من أجل خاطر عيون أحد.. سواء كان هذا المستثمر دولاً أو شركات أو افراداً لا يأتون إلا لحاجة لهم ولإستفادتهم وبالتالي نحن الذين نصنع الحاجة للأخرين عندنا من خلال اصلاح أوضاعنا.
والحمدلله بلادنا يوجد بها خير كبير وهم يعرفون ذلك جيداً ولذلك سيأتون ولن يتأخروا وهم الذين سيسعون إلينا عندما نهيىء لهم الأرضية المناسبة.
- في رأيك من أكثر حاجة للآخر اليمن أم دول الخليج؟
- الجميع محتاجون لبعضهم البعض وان كانت اليمن في المرحلة الأولى هي بحاجة لدول الخليج أكثر من حاجتهم لنا.. وهذا ليس عيباً ان نقول اننا محتاجون في جزئية واحدة هي الجزئية الاقتصادية وبعد ذلك الكل محتاجون لبعضهم بعضاً في باقي الجزئيات السياسية والأمنية والاقتصادية أيضا والتجارية والنقليةً وغيرها.
- هل تطرقتم في برنامجكم للإصلاح الشامل إلى هذا الجانب؟
- نعم.. برنامج حزب الرابطة الإصلاحي اشتمل على كل شيء حتى التطرف الديني وما إلى ذلك من أشكال التطرف سياسية أو غيرها ولم نترك شيئا رأينا فيه فائدة لليمن إلاّ وتطرقنا إليه.
- من خلال متابعتك للقاءات التي تتم بين المسؤولين اليمنيين ومسؤولين من دول الخليج العربية.. كيف تتوقع النتائج العملية على المستوى القريب؟
- مشكلتنا أننا نستعجل النتائج ولا نستعجل الاصلاحات أقسم بالله إذا اصلحنا أنفسنا فإننا سنتعب من أحصاء النتائج، اليمن جوهرة ويجب ان نتعامل معها كصاغة وليس كفحامين فنشوه هذه الجوهرة التي لم نعرف قيمتها بعد.
- الا ترى أن موضوع الاصلاحات أصبح كشماعة يعلق عليها كل الناس اخطاءهم.. كيف يمكن أن نشهد ذلك على الواقع؟
- بالنسبة لنا في حزب الرابطة قد طرحنا آليات لو تم الأخذ بها لاستطعنا أن ننجز الكثير وان كنا لا نفرض آلياتنا على أحد ولو وجدنا آليات للتنفيذ أحسن منها لدى السلطة أو أية جهة أخرى سنقبِّل رؤوسهم.
- ما طبيعة هذه الآليات؟
- طرحنا آليه لحكومة وحدة وطنية يرأسها فخامة الرئيس وطرحنا هيئة عليا للإصلاح يقودها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومع ذلك فنحن نقبل بأي رأي يحدد آلية أكفأ؟
- لكن هذه مخالفة للدستور؟
- الدستور نحن الذين صنعناه ولم يكن كتاباً منزلاً وسبق ان تعدل مرات فلماذا لا نعدله مرة أخرى.. أي شيء في الدستور لا يتفق مع المنطق ولا مع المرحلة ولا مع الاصلاحات الشاملة يمكن تعديله ليكون مواكباً للمتغيرات، سبق ان تعدل الدستور بدون اصلاحات.. اذاً ما المانع ان نعدله لمواكبة الاصلاحات.. ان اعظم دول المعمورة عدلت دساتيرها لمرات والدستور النافذ ملزم للجميع لحين تعديله وتعديله يتم طبقاً لمواده التي تحكم عملية التعديلات.
ديمقراطية الرابطة
- ترأسون حزب الرابطة منذ فترة طويلة.. كيف ترون الديمقراطية داخل الحزب.. وكيف تمارس؟
- اذا كانت الديمقراطية انتخابات فقط فللأسف فقد توقفت انتخابات الأطر العليا منذ خروجنا في ظرف استثنائي وقهري.. اما اذا كان تبادل الرأي وأخذ رأي الآخرين في الأطر الحزبية فالحمدلله اننا نمارس الديمقراطية بشفافية.. وللعلم نحن الحزب الوحيد الذين دعينا المحكمة العليا لتشرف على انتخابات قيادة حزب الرابطة بل وتديرها.. وقد اشرف عليها قاضيان أحدهما -رحمه الله- هو القاضي صالح أنعم والثاني شيخنا القاضي عبدالملك الوزيرأطال الله عمره.. اشرفا على انتخابات قيادة الرابطة في المؤتمر العام الثامن ومُنِعْت انا من دخول القاعة مع انني قد انتخبت رئيساً للرابطة وهم الذين اشرفوا على العملية الانتخابية كاملة وأتذكر ان القاضي عبدالملك الوزير كان يقرأ اسماء الفائزين وأنا جالس بجانبه ولا أهرف من الفائزين إلا بأن أنظر في الورقة التي كان يقرأ منها ،وقد ثبتنا في النظام الداخلي لحزبنا هذا التقليد الذي يقتضي بأن نطلب من فضيلة رئيس المحكمة العليا بأن يعين من يشرف على الانتخابات في المؤتمرات لحزب رابطة أبناء اليمن رأي.
- هذا بالنسبة للجانب الانتخابي ماذا عن ممارسة العمل السياسي داخل الحزب؟
- في اجتماعات الهيئة المركزية لحزبنا يحصل فيها جدال كبير وأكثر ما يوجه النقد لي شخصياً وأحياناً يمارس النقد بحدة غير عادية لا يتخيلها أحد، وهذا شيء طبيعي فإذا لم نسمع النقد من بعضنا فكيف نريد ان يسمعنا الآخرون.. وكيف نسمح لأنفسنا ان ننتقد سلطة ومعارضة ولا نسمح بنقد أنفسنا.. النقد في اطرنا الحزبية مباح إلى أقصى درجات النقد بلا تحفظ ولا حساسية وبلا بذاءة أو تجريح.
- هل لحزبكم توجهات معينة يمكن أن تميزه عن غيره من الأحزاب؟
- الشيء المهم لدينا أننا أكثر الأحزاب طرحاً للبدائل سواء كان ذلك في المجال النظري والفكري أو في مجال الأداء للدولة بكل مكوناته سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وما يتعلق بمجال مشاركة المرأة وفي مختلف القضايا الأمنية وغيرها، أي اننا لم نترك شيئاً غير صالح إلاّ وطرحنا له بديلاً وهذا شيء نعتز به في حزب الرابطة، كذلك فقد تم إدخال نص في نظامنا الداخلي يعطي المرأة حد أدنى 20% في قوام المؤتمرات الحزبية والقيادات والترشيح في النتخابات التشريعية والمحلية.. كذلك حددنا دورتين انتخابيتين فقط لتولي المناصب القيادية في الحزب وثلاث دورات لقيادات الفروع.
- ماذا عن الثقل الذي يشكله حزبكم على الساحة السياسية؟
- يوجد له ثقل في الساحة السياسية والوطنية أكبر من حجمه العددي وأقل من حجمه الفكري والتاريخي.
- هل هناك اتجاه لتوسيع قواعد الحزب؟
- نعم هذا الإتجاه مطروح.. وما طرحناه في مشروعنا الإصلاحي من اصلاحات في المنظومة السياسية وبالذات في المعارضة بدأنا ننفذها في حزبنا وهي عملية اصلاحات لإعادة الهيكلة بالكامل.
- بعد وفاة المرحوم عوض البترة.. هل سيعود المنشقون إلى الحزب؟
- لا يوجد منشقون عن حزبنا هو واحد فقط المرحوم عوض البترة وان كان لم يكن في الأصل منشقاً وانما مجمداً من قبل الحزب.. والإخوان عملوا له حزب وأعلنوه في مؤتمر صحفي في الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة صنعاء ونحن رحبنا ولم نعترض.. فليس لدينا حساسية بل اننا نفرح إن تم تشكليل مائة رابطة وهذا سيجعل اسم الرابطة الأكثر انتشاراً.
- منذ عودتكم إلى الوطن.. هل قمتم بالتواصل مع احزاب المعارضة ونسقتم معها في المواقف السياسية؟
- نعم يوجد بيننا وبينهم ود واحترام.
- لكن هذا لا يكفي؟
- دعني أكمل.. في نظرنا ان الود لبنة اساسية في أي علاقات في بلادنا وفي البلاد العربية كلها لأن العواطف تجعل العقول متفتحة للرأي الآخر.. ففي منطقتنا إذا كانت عاطفتك نحو إنسان مسدودة فإن عقلك ينسد معها.. اذاً فهناك ود واحترام يجمعنا مع كل الأحزاب وقد كان لهم فضل السبق في دعوتنا للحوار وكانت هناك جلسة تمهيدية في منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان.. وأيضاً هم الآن طرحوا استئناف الحوار ونحن جاهزون في أي وقت للحوار معهم.
حوار قاصر
- المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم دائماً يدعو للحوار مع احزاب المعارضة للإتفاق حول القضايا المختلف حولها لكن كثيراً ما يصطدم هذا الحوار بعقبات تحول دون الإتفاق في رأيكم كيف يمكن انجاح مثل هذا الحوار؟
- أنا اعتقد انه لا يوجد حوار بين احزاب المعارضة والحزب الحاكم وإنما الحوار الذي نسمع عنه هو مقتصر على الأحزاب التي لها ممثلون في مجلس النواب وهذا في نظري حوار قاصر لا تتوافر له أسباب النجاح.. لماذا لا يكون الحوار شاملاً بين كل الأحزاب!؟، وهذا تساؤل مشروع من حق أي حزب ان يطرحه، أم أن الدولة تصدر تصاريح للأحزاب ثم تتجاهلها!؟، هذه النقطة الجميع بحاجة إلى تفسير حولها.
الحوار هو بين خمسة أحزاب لا غير من أصل اثنين وعشرين حزبا أما إذا اردنا لأي حوار في الدنيا أن ينجح لا بد وأن يتحدد و يتوحد الهدف من الحوار.. لأن أي أهداف متغايرة وغير متناغمة ستشكل موانع لأي نجاح للحوار.
- هل تعتقد ان اقتصار الحوار على الأحزاب الخمسة دون توسعه مع الأحزاب الأخرى هو سبب عدم نجاح الحوار؟
- أنا لا ادعي هذا.. فحوار حزبنا مع القيادة السياسية لمنظومة الحكم وللحزب الحاكم مقصور على حزب واحد.. ما قصدته هو أن فشل أي حوار يأتي عندما يكون لكل طرف من أطراف الحوار هدف مغاير ومناقض للآخر.. ونجاح الحوار يتأتى عندما يكون لطرفي/ أو أطراف الحوار هدف مشترك.. أما اذا كان لأحد منهم هدف يتناقض مع هدف الطرف الآخر فكيف لهذا الحوار ان ينجح.. أيضاً في إطار الوطن الواحد والبلد الواحد عندما يتحاور متنافسون يجب أن يتحاوروا كفريق واحد بهدف الوصول إلى ما يصلح البلد وليس ما يصلح اهداف المتحاورين.
صحيح ليس عيباً ان كل طرف يبحث بعد ذلك إلى ما يحاول ان يصلحه هو.. لكن الأساس يجب أن يكون من خلال تحقيق مصلحة البلد.. أما أن يبحثوا تحقيق مصلحة للبلد من خلال مصلحتهم هذا غير مقبول..وبالتالي توحد الهدف كأساس للحوار غاية في الأهمية لنجاح الحوار.. صحيح قد يكون هناك خلاف حول كيفية الوصول إلى الهدف لكن طالما والهدف واحد سيكون هو الداعي لكي نتفق حوله من خلال تقارب الأفكار ووجهات النظر.
- لكن كيف يمكن ان يتحقق هذا القاسم المشترك بين الطرفين المتحاورين؟
- ان يفكر الجميع في مصلحة البلد.. فالحزب الحاكم لايجب ان يفكر من خلال سلطته أن يتغلب على الطرف الآخر.. ولاتفكر احزاب المعارضة بطريقة ان الذين في السلطة لايوجد منهم فائدة وليس أمامنا الا ان نهاجمهم.. ان حواراً بهذه الطريقة لايمكن ان يحقق هدفا لمصلحة البلد.
- لماذا يلقي كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر؟
- السبب معروف وهو ان كل طرف له اتجاه مغاير للآخر.
- هل تعتقد ان توقيع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب على ضوابط الحوار سيساعد على تحقيق نتائج جيدة وتفاهم مشترك؟
- لاشك ان وجود ضوابط للحوار في غاية الأهمية لنجاح الحوار خاصة عندما تكون الثقة مفقودة بين طرفي الحوار والدليل ان اشهراً طويلة مضت وهم يتحاورون ولم يتوصلوا الى قاسم مشترك بسبب عدم وجود ضوابط للحوار.. ولو وجدت هذه الضوابط للحوار وتوحد هدف المتحاورين لأمكن لهم ان يتوصلوا الى هدفهم في فترة قصيرة.. لكن لأنه يوجد تنقا ض بين الطرفين فقد اخذ موضوع الحوار حول ضوابط الحوار أشهراً وفي كل الأحوال فإن ذلك يشكل بذاته ظاهرة صحية.
الثقة اولاً
- ماهو المطلوب من المعارضة وكيف يمكن لها ان تسهم في تعزيز العملية السياسية؟
- انا اعتقد ان المطلوب هو من السلطة أساسا.. لماذا؟ لأنها هي القادرة على تقديم التنازلات بحكم انها سلطة وبيدها كل شيء.. اما المعارض، وان كنت اعتقد انه لاتوجد معارضة وانما الجميع على رصيف المعارضة.. وبالتالي هذا المعارض يتحمل كثيراً خاصة عندما تكون الثقة مفقودة بين الطرفين.. واجب ان تتحاور الأحزاب الخمسة بأسلوب تبذر من خلاله الثقة ،وقد استثنينا انفسنا لأن أسلوبنا مختلف في الحوار ويوجد بيننا شيء من الثقة قائم في عملية الحوار وان كان حوارنا ليس مجالاً للإعلام.. وسيكون مجالاً للإعلام عندما نصل إلى نتيجة نهائية في القريب ان شاء الله، اما الأخذ والرد والخلاف في الحوار فنحن اخترنا ان لايكون عرضة للتجاذب الإعلامي والمكايدة.
- هل معنى ذلك انكم تفضلون الحوار الإنفرادي مع السلطة؟
- نحن لا ننفرد ولا نمانع في تلبية اية دعوة للحوار وللعلم اننا لم نرفض احداً في تاريخنا ولن نرفض.. لكن هكذا جاءت الأمور.
- لكن السلطة لها مآخذ على مواقف المعارضة في كثير من القضايا؟
- انا أدعو الى التوقف عن الاتهامات المتبادلة.. ومن الخطأ ان يدعي احد أنه يملك الحقيقة كلها.. الوطن للجميع وليس لأحدٍ الحق ان يدعي ان هناك من هو دخيل على الوطن.. الجميع ابناؤه.. ولاداعي للمعارضة ان تقول ان كل شيء سيء من السلطة.. هناك ايجابيات وهناك سلبيات في السلطة والمعارضة.. يجب ان ينبذ كلانا السوء لدى الطرفين ونشيد بالإيجابي لدى الطرفين.
احترام المواقف
- الاستاذ عبدالرحمن الجفري كمحايد بين السلطة والمعارضة.. كيف ترى موقف المعارضة او على الأقل بعض الأحزاب من احداث صعدة وقضايا امنية اخرى؟
- اولاً انا لست محايداً.. انا من المعارضة، وأحيانا يكون الخطأ في التراشق مشتركاً.. وبالنسبة للرد على سؤالك انا اقول بكل صراحة يجب ان نتحمل مواقف بعضنا.. اذا هذا الحزب او ذاك.. هذا موقفه قد لايوافقك كسلطة وقد لايوافقني أنا وربما قد يوافقني ويوافقك.. اذاً عندما يتخذ موقفاً مع ماتريد تقول له "برافو وعظمة" وعندما يتخذ موقفاً يخالف ماتريد يصبح سيئاً.. لا.. يجب ان نترفع عن هذا.. هذا موقفهم.. وبالتالي علينا ان نحترم مواقف الآخرين حتى لو جاء مخالفاً لما نراه نحن 100٪.
- لكن الا ترى في مثل هذه القضايا الحساسة التي تمس بمصلحة الوطن ان المعارضة قادرة على ايجاد لغة مشتركة مع السلطة بما يخدم المصلحة الوطنية؟
- ونفس الشيء السلطة كان يمكن ان تأتي بلغة مشتركة.. اذاً فكلا الطرفين بل كل الأطراف يمكن ان يأتوا بلغة مشتركة للتفاهم توحدنا منذ البداية.. لكن ان تأتي اليَّ بعد فترة وتقول لي اريد منك لغة مشتركة.. ربما انا قد اتفق معك لكن غيري قد لا يتفق.. لكن قبل أي توجه بإمكاننا ان نجلس ونجري بحثاً دقيقاً وصادقاً من الجميع يوصل الى لغة مشتركة حول أي قضية.
- احداث صعدة اثرت بشكل كبير على مصلحة الشعب اليمني كيف تراها اليوم؟
- انا سبق وقلت بأن هذه القضية على قرب نهاية واليوم انا أؤكد من جديد أنها منتهية ولو تذكر أنهم هاجموني عندما قلت في مؤتمر صحفي ان هذه القضية على وشك ان تنتهي وقالوا ان الجفري عارف اذاً هو شريك فيها.. من الواضح ومن خلال متابعتنا لهذه الأحداث بدقة ونتابع مايجري من وساطات وبناء على هذه المتابعة لما يجري على ارض الميدان اؤكد انها على وشك الانتهاء..
لكن ليس المهم ان تنتهي فقط.. المهم هو ان نعاجل وبسرعة الى علاج الآثار والجراح التي تخلفها اي حرب.. حتى لو كانت خناقة بين جارين في حارة تخلق جراحاً فما بالك بحرب.. واذا أهل الحارة لم يعالجوا الجراح بين الجارين يمكن أن تتطور وتسوء اكثر.. هذه حرب صار فيها قتل بين فئات من شعبنا وانا اثق في منظومة الحكم وعلى رأسها فخامة الرئيس انهم سيسارعون الى علاج الآثار الناجمة في وقت سريع قبل ان تتقيح هذه الجراح.. واظن ان معالجتها اهم من الحرب نفسها.
- فخامة الرئيس علي عبدالله صالح له مواقف مشهودة في هذا الجانب؟
- ولذلك قلت ان عندي ثقة في فخامة الرئيس وانه سيعالج آثار هذه الحرب في وقت سريع جداً.
- كيف تنظرون للإصلاحات السعرية في ظل تنامي غلاء الاسعار.. هل هناك رؤية لإصلاح هذا الجانب وبما يكفل الإستقرار المعيشي للمواطنين؟
- الاقتصاد هو عملية مترابطة وليس جزئيات.. لنفترض اننا اخذنا جزئية تنامي الأسعار وعالجناها.. قد نعالجها علاجاً مؤقتاً لفترة قصيرة ثم تعود الى ماكانت عليه.. هذه المعالجة اذا لم تأت ضمن اطار شامل للمعالجة الاقتصادية والمالية والنقدية والا فإنها لن تنجح.. كان مستر (سُد) وهو مندوب البنك الدولي الذي جاء في بداية عملية الاصلاحات الاقتصادية واجتمع يومها بالاستاذ الفاضل عبدالعزيز عبدالغني عندما كان رئيساً للوزراء عام 96م وعقد مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن الإصلاحات الاقتصادية في اليمن فأرسلت له رسالة قلت له فيها نشكركم على اهتمامكم ببلادنا لكن كما تعلمون لن تنجح أية اصلاحات اقتصادية بدون اصلاحات سياسية فرد عليَّ كتابياً يقول: "أنا رجل اقتصاد وليس لي علاقة بالعملية السياسية" فرددت عليه وقلت: "الذي أتى بك الى بلادنا هو قرار سياسي وليس قراراً اقتصادياً.. فقط فلم يرد.
ولذلك اكرر القول انه لن تنجح اية اصلاحات حتى بين قبيلتين دون اصلاح المنظومة ككل.. فمن الصعب ان تقول سأعالج هذا المفصل دون المفصل الآخر.. اذاً لا بد من معالجة كلية.. والنظرية الصينية حتى في علاج الأمراض تأخذ جسم الانسان كله بما فيها نفسيته كشيء كامل ومتكامل وبالتالي دون علاج متكامل لجميع نواحي الاصلاحات لن ينجح إصلاح سياسي لوحده او اقتصادي لوحده وكذلك في بقية المجالات الأخرى.
- مالذي يمنع ان يتحقق هذا؟
- تسألني انا!!
- ألم يقدم حزبك برنامجاً للإصلاح الشامل وضمنه آليات للتنفيذ؟
- اعتقد اننا نتعامل مع حزب كبيرمتضخم هو المؤتمر الشعبي.. والحزب الكبير يصعب ان يصل بسرعة الى قرار واحد.. الحزب الكبير مثل السفينة الضخمة.. والسفينة الضخمة من أجل عبورها في مضيق هنا ومضيق هناك تأخذ وقتاً كبيرا في تغيير اتجاهها.. لكن السفن الصغيرة نجد حركتها سريعة وأقدر على تجاوز المضايق.. ولأنها سفينة كبيرة فالآراء التي فيها كثيرة وكلها نحترمها لكن بعضهم يبالغون في التخوف..
انه لو عملنا حكماً محلياً كاملاً الصلاحيات ستحدث كارثة.. ولو انتخبنا المحافظين سيتقاتلون القبائل.. إنها تخوفات غير مبررة.. صحيح قد يكون هذا ناتج عن حرص وطني لدى البعض لكن ليس له مبرر لا نفسي ولا اجتماعي ولا سياسي ولا حتى عقلي مثل تلك الأم التي ألبست ابنها كل الأغطية وضمته الى صدرها خوفاً عليه من البرد وعندما أزاحت الأغطية وجدته قد مات اختناقاً!.. ولذلك لانريد ان تصل بلادنا الى هذه الدرجة.
النوايا سرية
- هل تعتقد ان هذه التخوفات التي تقول إنه لايوجد لها مبررات قد يكون لها اهداف شخصية؟
- انا لا احكم على النوايا فهذه لايعلمها إلا الله.. ومع ذلك انا اعتقد ان هناك رجالاً في المؤتمر الشعبي العام « الحزب الحاكم» يدركون اشياء كثيرة وهم في الحقيقة عقليات غير عادية وتوجد شخصيات اخرى على العكس تماماً وكأي حزب كبير لا بد وان تجمتع فيه كل التوجهات..
فالإخوان الذين لهم تخوفات من الاصلاحات هم ينطلقون من حرصهم على الوطن واقل شيء على المؤتمر الشعبي.. لكن يجب ان يمعنوا التفكير اكثر وستتبدد معظم هذه التخوفات.
- باعتباركم في المعارضة ماهي مآخذكم على المؤتمر الشعبي؟
- كما هي مآخذنا على حزبنا ولذلك فإننا في كل مشاريعنا الإصلاحية ذكرنا عيوب الأخرين مع عيوبنا.. المؤتمر الشعبي العام لأنه كبير وواسع ومتعدد العقليات والأهواء والتخوفات وبالتالي فقد جمعت فيه مساوئ كثيرة ومحاسن أكثر ولأنه حزب كبير يوجد فيه مجموعة تمثل خيرة عقول اليمن ودائماً العقول الخيرة هي التي تسود.. واعتقد انهم في النهاية سيصلون الى ماوصلنا اليه.
- لماذا تثير تصريحاتكم جدلاً لدى البعض وتتعرضون بسببها للإنتقاد؟
- هناك مثل يقول: "امشي عدل يحتار عدوك فيك" وانا اقول ليس عدوي وانما يحتار صديقك فيك.. يمكن لأنني اقول الأمور بصراحة وتلقائية حيث انني لا استخدم لغة الدبلوماسية مع بلادي ولصراحتي في الحديث ربما يساء تفسيره فلا يؤخذ كماهو وإنما يتم البحث عن ما يمكن أن يُظن أنه بين السطور ويخترع البعض للسطور "بين".
- لماذا لاتستخدم لغة الدبلوماسية في احاديثك؟
- لغة الدبلوماسية يمكن استخدامها مع الغير لكن مع بلادي لا.. خاصة اننا نمر في مرحلة نعتقد وبصدق انها لاتحتاج الى اي غموض وعلينا ان نتحدث بشفافية وصدق ولكن بدون جرح.. انا انتقد السلطة امامك فهل سمعت مني كلمة نابية؟ ولا حتى مع من خاصمني وشتمني..
انا اتعامل مع الجميع بقدر من اختيار الألفاظ المؤدبة وبالتالي عندما يتحدث الانسان بصدق مع الناس في مرحلة يختلط فيها الصدق بغير الصدق يحتار الناس ويحاولون تأويل الكلام بمالم يرد ويقولون كلاماً انت لم تقصده على الإطلاق أنا شعاري الوضوح والصدق ولا اقصد الا ما اقوله.
- بما ان لكم وضعاً مقبولاً لدى السلطة ولدى احزاب المعارضة.. لماذا لاتتدخلون في بعض المواقف المختلف حولها؟
- انا قلت للسلطة وقلت للمعارضة ان اي كلام أوجهه لهم فإنني أوجهه لنفسي اولاً.. وهو ان يتوقفوا عن الصراخ.. والتوقف عن الصراخ لايعني التوقف عن النقد القوي بألفاظ قوية.. لكن بلا حدة وبلا بذاءة.. اذاً نستمر في النقد وبقوة بلا حدة.. هذا انصح به نفسي وزملائي في المعارضة.. والإخوان في السلطة نقول لهم: بطلوا عناد.. ومعنى العناد انكم مصرون على ان كل شيء صالح وكل شيء تمام.. هذا غير صحيح.. ولو كان كل شيء تمام والله لقبلنا رؤوسكم وأرجلكم.. نقول لهم اقرأوا مايكتبه عنكم الأخرون داخلياً وخارجياً وعليكم الإعتراف بالسلبيات.. واذا وُضِعت معالجات حقيقية ابتعدوا عن المعاندة والمكابرة في رفضها او محاولة مسخها أو تغييرها وتحويرها.. واقبلوا مايحقق المصلحة العليا للوطن. الاستراتيجية موجودة
- لكن الا ترى ان المعارضة تسير بلا برنامج او استراتيجية يؤهلها بأن تكون بديلاً للحكومة لو استطاعت ان تكسب ثقة الشعب؟
- من قال لك هذا الكلام.. لدينا برنامج ولدينا استراتيجية.
- انت تتحدث عن حزبك؟
- انا معارضة وجزء منها وانا اضمن ان المعارضة كلها يوافقون على برنامج واحد.. لكن الإشكالية انكم تبررون للسلطة.. فأين هذه الاستراتيجية التي تتحدث عنها.. نحن نفترض ان السلطة تخدم البلاد وتخدم نفسها ولا نفترض انها تدمر البلد.. قد نختلف معهم في الأسلوب والتوجه ولكن الهدف واحد وهو خدمة البلد.
- لنضرب مثلاً ان المعارضة لم تستطع ان تكسب ثقة الشعب ونسب تمثيل بعض احزابها في مجلس النواب محدودة؟
- دعونا من هذا الكلام ولا نريد ان نفتح هذا الباب.. الحكومة تصنع ما تشاء.. الوظيفة العامة بيد الدولة لا توظف الا من تريد.. بالنسبة لنا الحمد لله ظلمتنا كل الأنظمة و لا يوجد لنا موظف في الدولة.. ايضاً رايت من الشروط للسلطة المحلي ان يكون المحافظ او عضو المجلس المحلي قد خدم في الدولة ثماني سنوات.. نحن لم نخدم في الدولة والجميع في الحكومة يحاربوننا من أيام الانجليز وحتى اليوم هذا الكلام مش راكب.. من الذي قال ان الخبرة تاتي من الدولة.. ومن قال ان الخبرة لادارة صحيحة تاتي من ادارة فاسدة «ماتركبش» هناك خبرات في مجال العمل الخاص وفي مجال العمل التجاري والعمل الصناعي بل وحتى الحزبي احسن من سلك الدولة، انهم مصرون ان يكرسوا الخبرة الموجودة التي يريدون ان يتخلصوا منها، الاعلام بيد الدولة.. صحيح هناك صحف مع المعارضة لكن كم يقرأها ستة او سبعة آلاف.. الدولة معها التلفزيون معها الاذاعة معها الصحف اليومية كلها.
- هل تهيئون حزب الرابطة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بعد حالة الاسترخاء التي عاشها خلال الفترة الماضية؟
- ليست حالة استرخاء وانما هي حالة عذاب في الداخل والخارج والانسان لايسترخي في العذاب أي اننا كنا في حالة تعب.
- ما وصفته بحالة العذاب هل اكسبت الحزب مزيداً من الخبرة؟
- عمر حزبنا اكثر من ستة وخمسين عاماً وهو اكتسب الخبرة ولا نستغني عن مزيد من الخبرة أما العذاب والتعب والمعاناة قد أكسبتنا مناعة وصلابة وبالتالي فقد أخذنا حصتنا.
- لكن الوضع تغير الان؟
- ما الذي تغير.. انتقلنا من عذاب مستعمر الى عذاب ذوي القربى.. وظلم ذوي القربى اشد مضاضة.. لكن الحمد لله نحن الآن في وضع افضل ونتمنى ان يكون الوضع بشكل عام احسن وهذا مانسعى اليه.
اعلان الوحدة
- احتفلت بلادنا مؤخراً بالعيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. من خلال معايشتكم للمرحلة كاملة.. كيف تقارنون وضع اليمن قبل اعادة تحقيق الوحدة، وماهي عليه اليوم؟
- انا احب ان اصحح واقول ان المصطلح الصحيح هو اعلان الوحدة وليس اعادة تحقيق الوحدة لان اليمن لم تتوحد في تاريخها بمثل وحدتها الان.. ونحن كنا نطالب بوحدة اليمن الطبيعية منذ فترة طويلة.. فتاريخ اليمن كله كان تاريخاً انقسامياً.. الشمال كان مقسماً والجنوب كان مقسماً.. وهذا فخر لمن عاصروا هذا الجيل وبالذات للرئيس علي عبدالله صالح ولكل من ساهم في بناء دولة وحدوية لم تقم في تاريخ اليمن مثلها على اعتبار ان تاريخ اليمن كله منذ ماقبل الاسلام وحتى بعد الاسلام لم تقم دولة يمنية بهذا الحجم وهذا الاتساع الا في عهد الرئيس علي عبدالله صالح وهذا انجازيجب أن يكون محل فخرله يسجله التاريخ.
على كل حال لا شك انه من الناحية العمرانية يوجد توسع كبير، ارض موحدة وتوسع في الطرقات وفي الاتصالات كما تقوم الدولة بتشييد البنى التحتية التي تشهد عملاً طيباً والتجار والمغتربون لاشك انهم يسهمون في حركة التوسع العمراني.. لكن لدينا شيء مهم جداً يجب ان نحذره ونسعى لمعالجته بسرعة هذا الشيء هو الشروخ في نفوس الناس، لا نحاول أن نتغافل ونقول ان هذا الشيء لا يوجد.. لا.. هذا موجود ونريد ان نصل في مستوى معالجة الشروخ في نفوس الناس الى نفس المستوى الذي وصلنا اليه في علاج الشروخ في الجغرافيا، بلادنا اصبحت والحمد لله كبيرة وامتدت واتسعت وهذا شيء يفرح، ايضاً السكان كثروا واصبح لدينا ثروة بشرية هائلة.. اذاً هناك تكامل غير عادي.. وكما استطعنا ان نعالج الجغرافيا من الشروخ يجب ان نعالج الشروخ في الانفس لانها في نظرنا اهم.
- كيف يمكن معالجة ذلك؟
- العلاج سهل فعندما نقوم بإزالة المظالم وتطبيق الاصلاحات فان كل شيء سيصلح.. انا عندما اشاهد كل يوم الاعتصامات حتى لو كانت على باطل وهي ليست على باطل في بعض المحافظات لانها تقوم من اجل قضايا معينة مثل التقاعد وتصل احياناً الى الخروج في الجبال هذا مامعناه..? معناه انه توجد مظالم وانا كدولة من واجبي ان اعالج هذه القضايا ولا ابحث عن عذر ان هذا غلطان وهذا مش غلطان..
كل القضايا يمكن معالجتها وبالامكان علاجها، لماذا نتركها تكبر وفي الامكان علاجها بيسر حتى يشعر كل انسان يمني من الحديدة الى المهرة الى عدن الى كل مناطق اليمن بانهم شركاء في هذا الارض، شركاء في المعاملات في الوظائف في كل شيء.. وهذا هو الذي يزرع المحبة.. لكن عندما اشعر اني لا احصل على حقي فانا سأتخذ منك موقفاً وانت لم تعمل لي ما يسيء.. لكن انت اعطيتني السبب.. قد يبدأ ذلك بالحساسية ثم يتحول ذلك الى كراهية ثم الى اكبر من ذلك، وهنا تصعب المعالجة.. لماذا نترك الامور الصغيرة تكبر وتعكس نفسها في نفوس الناس سلباً.. وبالإمكان معالجتها.. نريد ان نبقي على هذه الارض الموحدة وقبل ان نبقي عليها نبقي على البشر متحابين.
- الا ترى ان هذا دليل على حرية الرأي التي يتمتع بها المواطن اليمني ويعبر عن قضاياه بشتى الطرق؟
- انا معك ان هناك حرية التعبير.. لكن السؤال هو: ما الفائدة من ان أعبر عن رأيي ورأيي لا يؤخذ به.. أصرخ هكذا على الفاضي ولا احد يسأل عني.. هذه ليست حرية تعبير.. انا اريد حينما ادق عليك الباب ان تفتح لي الباب وتنظر ماذا اريد.. معنى حرية الرأي ان اقول ويسمع لقولي وان يكون له قيمة.. اما اني اقول رأيي ولا احد يسمعه ما الفائدة منه.. اي انني اقول ما اشاء وانت تفعل ما تشاء.
حالة متردية
- كسياسي ومثقف يمني ومواطن عربي.. كيف تقرأ الواقع العربي الراهن وخاصة ما يحدث في العراق وفلسطين؟
- هذه مآساة تجعل كل قلب يدمي وتنبئ عن الحالة المتردية التي وصلت اليها الانظمة والشعوب العربية.. انا لست مع الذي يحمل الانظمة كل شيء لان الشعوب تتحمل المسؤولية هي الأخرى.. هناك قول مأثور «كما تكونوا يولى عليكم».. ولو لم نكن هكذا لما كان هذا وضعنا، وللاسف فقد وصلت امتنا العربية الى حضيض الحضيض ومعروف فلسطينياً على ماذا يتقاتلون.. على سلطة وهمية.
وأملنا من الجامعة العربية التي تدخلت في الحالة الفلسطينية ان تحقق شيئاً من الوفاق بين الاخوة الاعداء وتعيد اللحمة الى الفلسطينيين الذين ليس لهم مجال الا ان يتحدوا ويتوافقوا جميعاً فلا يوجد لأي احد منهم عذر حتى الذي يعتقد ان معه الحق كله.. اي لو افترضنا جدلاً ان احدهم معه الحق كله والآخر مخطئ فلا يوجد لاحدهما عذر من ان يتوافقوا ويشعروا انهم جميعاً يعيشون تحت سلطة الاحتلال ونفس الشيء ينطبق على ما يجري في العراق.. اما ان يقاتل بعضهم البعض فهذا لا شك قد جعل العرب مسخرة امام العالم.
- هل تعتقد ان الانظمة العربية قادرة على مواكبة ما يشهده العالم من متغيرات ولماذا تخاف من اشراك شعوبها في صنع القرار؟
- هم يعتقدون انهم يتحدثون باسم الشعوب ويعتقدون أنهم اصحاب الحق.. وما دام الامر كذلك في نظرهم فلم يعد هناك ضرورة لاستشارة الشعوب.. الظرف اليوم صعب على الشعوب العربية وانظمتها.
- اين دور المثقف العربي في هذا الجانب؟
- يجب ان نسأل متى حضر المثقف العربي ومتى كان له دور منذ الخمسينات وحتى اليوم.. المثقف العربي اما عائش خارج اطار بلاده او انه خارج تفكير مجتمعه ويفكر بعقلية اخرى وبثقافة اخرى وربما قد نجد استشهاداته وثقافته اصلاً ليست عربية.
ان دور المثقف العربي مع الاسف الشديد هو دور سلبي لانه عائش في توهان وعائش في عالم آخر بعيداً عن مجتمعه.. لا نجد من المثقف العربي الا التنظيرات الفلسفية التي لا نفهم منها شيئاً.. ولذلك فإن الوضع العربي الذي نعيشه قد كتبناه على انفسنا ولم يفرضه علينا احد، هناك أمل في المرأة العربية المثقفة لأنها أحسن بكثير وأشجع من المثقف العربي وتتعامل مع قضايا الامة باخلاص وفي نفس الوقت اقدر على وزن الامور.
- في الختام ماذا يريد الأستاذ عبدالرحمن الجفري قوله؟
- اريد ان اختتم هذا الحوار معكم ببعض الهمسات التي ان نشرتها في صحفية 14 اكتوبر تحت عنوان "في اذن قلب الرئيس" وهذه الهمسات اهم ما جاء فيها - طبعاً انا اخاطب فخامة الرئيس من خلالها - قلت: سر في عملية الاصلاح ونحن معك لا تأبه لمن يطرح المحاذير ويبالغ فيها.. لا محاذير في الاصلاح.. المحاذير والمخاطر هي في عدم السير في الاصلاحات.. اما السير في الاصلاحات مهما قيل انها قد تؤدي الى تقليص بعض المصالح للغير.. لكنها لن تؤدي الا الى الخير كل الخير لليمن ولكل تاريخك.
نحن نراهن على ان تقود مرحلة اصلاحات شاملة كما اعلنتها في برنامجك الانتخابي وفي مهرجانك في عدن عندما قلت سنقوم بعملية اصلاحات شاملة اقتصادية وسياسية وثقافية وقلت سنعالج جميع الاختلالات التي رافقت بناء دولة الوحدة منذ تأسيسها حتى اليوم.
وكما قلت في 3 ديسمبر عندما دشنت اجتماعات المجالس المحلية ستكون هناك حكومات محلية سنة 2010م وستعطى صلاحيات كاملة.. سر في عملية التنفيذ ونحن معك ورهاننا هو على إنجاز عملية الاصلاحات الشاملة يا فخامة الرئيس لاننا تأخرنا كثيراً في عملية الاصلاحات وأي تأخير اضافي سيضاعف من مشاكلنا.. فاليمن هي رمانة المنطقة يا رئيس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.