لسنا في هوليوود ولا بوليوود وليس للأمر علاقة ببرامج المونتاج ولا الفوتوشوب ولا الخدع السينمائية وقصص الخيال العلمي ولسنا ببعيدين كثيراً عن المكان والزمان. إننا أمام صورة حقيقية لوحشية الإنسان وموت الضمير في اليمن. صورة تختزل الواقع ، صورة تحكي مدى استهتارنا بالنفس البشرية والحياة الإنسانية واستهانتنا بدماء بعضنا البعض ،صورة معبرة عن حجم الكارثة التي نحن سائرون نحوها مستقبلا ، صورة كانت خيالاً يراود الأذهان فأصبحت حقيقة ماثلة للعيان ، صورة معبرة عن مدى التفسخ والانحلال والانحطاط الديني والأخلاقي والإنساني الذي وصلنا إليه. وحشية وجريمة كأنها حصلت على كوكب آخر خارج الغلاف الجوي أو أنها مجرد أحداث سيناريو لفلم استمتعنا بمشاهدته على إحدى القنوات الفضائية وانتهى . أمام هذه الصورة وقفت عاجزاً وقد انتحرت حروفي على رصيف الذهول وتمزقت كل أحاسيسي في فضاء الدهشة وتجمدت الدماء في عروقي من هول ما رأيت وقرأت وسمعت عن تفاصيل هذه الحادثة … وأين ؟ في اليمن ! التي لم أكن أتخيل أن تصل لهكذا مستوى يوماً ما ولكنها وصلت وبامتياز وهاهو البرهان والدليل . يااااااااه ألم يعد هناك وازع من دين ولا رادع من أخلاق ولا رقيب من ضمير ولا حسيب من دولة ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ولا ذرة من إنسانية . يا الله كل هذا وأكثر يحدث معنا ونحن مستغرقون في التفاهات والمناكفات وتأجيج الفتن وتغذية الصراعات فيما بيننا وتناسينا واجباتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية في التوعية والوعظ والإرشاد والتناصح والتدبر وأخذ العضة والعبرة . آآه … آه فاليمن لم تعد كما كنا نعرفها بعد كل هذه الوحشية والبربرية والهمجية والإمتهان والتنصل عن كل القيم والمثل والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية . لك الله يايمن والله المستعان وكفى،