يحسبُ الحوثيون أنهم اليوم الأقوى عُدةً والأكثر جمعا وأصحاب السطوة والحظوة ويرتفع عندهم ( أمبير ) العظمة ليصِلون إلى انهم الملامسون لِشغاف قلوب الجماهير فقد جاؤا من رحم المعاناة وتخطوا دروب الموت عبر مركب الثورة ونصب أعينهم هموم الأمة وتطلعاتها . يأخذ الحوثيون من التاريخ جزءا ويتركون أجزاءا فيتدثرون بالزيدية القائمة على الثورة على الظلم متناسين أو مغيبين جزءاً مهما من التاريخ وهو أن الأئمة الزيديون لم يستقر لهم قرار ولم ينعموا طيلة حكمهم بحكم اليمن فكانوا في صراعات بينية فيما بين الأسرة الحاكمة فكانت الاطماع السياسية هي الحاضرة والاستيلاء على الحكم واقصاء الاخرين فيما بينهم هو المشتهر وصراعات مع مناوئيهم من الدويلات اليمنية التي حكمت اليمن ( الصليحية والرسولية والطاهرية وبنوا حاتم و ..) ولذلك فقد انحسر حكمهم في صنعاء أغلب وقتهم مع مد وجزر في بقية المناطق والتي كان ينشأ فيها إمام ينازع إمام صنعاء ، وعلى الرغم من أهلية الأئمة الزيديين للحكم في السابق وما اشتهر عن بعضهم من العلم والورع والحكمة إلا أن ذلك لم يمنع عنهم شبح السقوط ونشوب الصراعات الأمر الذي جعل اليمن في عُزلة عن الآخرين وتقوقع حول فكر ومذهب ومعين عدا بعض النجوم الساطعة التي استطاعت أن تؤسس لمنهج معتدل ومتسامح وفكر متحرر ورأي خال من التعصب كأمثال العلامة ( ابن الوزير ، الصنعاني ، الجلال ، الشوكاني ، .. ) والثلاثة الأولون هاشميون بينما الرابع (قبيلي) وقد فاق من سبقه ومن عاصره ومن بعده وكلهم قاموا على أساس زيدي. لم يدرس الحوثيون التاريخ ولم يتعظوا بما فيه من نكبات وأخطاء ويرون أنهم وإن كانوا أكثر جمعا وعُدة ممن سبقهم إلا أنهم في الحقيقة هم الأوفر غباءً وجهلا والأقل خِبرةً فلذلك عمدوا إلى الإعراض عن موروث الدولة الزيدية من العلم والحكمة وأخذوا من بعض حكامها وسائل البطش لقيام سلطانهم بل واستوردوا من (إيران ) معظم أدوات ووسائل البسط والسيطرة والاستعمار محاولين جاهدين مع حليفهم الفارسي تشكيل قوة فكرية سياسية عسكرية يكون لها أقوى الأثر على المنطقة . الحوثيون وإن استطاعوا الانقضاض على السلطة والاستئثار بالحكم وفي زمن قياسي إلا أنهم يسيرون وإن كان بخطى أقل سرعة إلى نهايتهم الحتمية وهي الانقراض وذلك لقبح وسائلهم وانكشاف زيف دعوتهم وشعاراتهم وسفور جرائمهم والتي لم يأت بها أحدً من قبلهم ، إن من هجّر عباد الله وفجّر دورهم وقتل ونهب وسلب بل ووصل به الحد لأن يجعل من مساجد الله مكانا لمضغ القات و الرقص وسب ولعن صحابة رسول الله و من عادا فكرتهم المنحرفة بل وقام بتفجيرها ماكان له لأن يستمر طويلا في العلو والتجبر وأن الانقراض أمر حتمي وسيتولى هذه المهة الحوثيون أنفسهم بقبح فعالهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فهنالك عداوات بينية فيما بين الأسرة الهاشمية والمنضوية تحت اللواء الحوثي والتي هي أكثر منها علما وحكمة بل وترى في نفسها أنها الأجدر إمامة وحكما وهي الأولى بذلك نظرا لأن لها جذورا تاريخية في الحكم ولها شواهد عظيمة ومآثر بارزة عجز الزمان عن طمسها فإن مثل هذه الأمور ستظل جذوة مشتعلة في نفوس تلك الأسر الهاشمية يُوقدها الغيرة والنقمة على الحوثيين من بقية تلك الأسر الهاشمية لأحقيتها بالأمر أولا ولقيام الجماعة الحوثية بتشويه المذهب الزيدي وآل البيت عليهم السلام ثانيا بفعل تصرفاتهم التي ينكرها العقل والنقل. إن الفناء والانقراض الحوثي لا مناص لهم منه وإنهم – الحوثيون - في كل يوم يُثبتون للعامة والخاصة بل وللمغررين في صفوفهم بأنهم مستنقعٌ عفن في هوامش الجغرافيا ونتوء خبيث في جسد التاريخ وجماعة لاتقوم إلا على السلالية و الطائفية ولا تعيش إلا على الاستبداد وتُوقِد مصابيحها من دماء مخالفي فكرهم المنحرف الضال . _________________ آية عبدالرحمن الهادي ماجستير علم نفس