هل قرأ الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح تاريخ بلاده جيدا قبل تحالفه مع مجموعة سعت, ولا تزال, الى بيع بلادها للايراني, إذا كان لم يقرأ فتلك مصيبة, وإذا قرأ فالمصيبة اعظم؟ فاليمني الذي لم يتفكر بعبر تاريخ بلاده الزاخر بأخبار هزائم المحتلين والغزاة, وكيف اندحرت على ارضها امبراطوريات لا تغيب عنها الشمس, يكون قد انتحر سياسيا, فكيف الحال مع رئيس حكم 34 عاما, واطلع على الكثير من الاسرار الدولية, ويعلم ان مشروع نظام الملالي ليس خيريا انما هو توسعي بامتياز منذ رفع الخميني عام 1979 شعار تصدير الثورة؟ ربما اليوم وبعد التطورات الميدانية التي حققتها الشرعية وقوات المقاومة يدرك الرئيس صالح ان رهانه على الحوثيين قد خسر, وخسر معه تاريخه السياسي, الذي رغم بعض السلبيات فيه الا انه أهله ليكون لاعبا مهما في الحياة السياسية حتى بعد تنحيه استنادا الى المبادرة الخليجية التي انقلب عليها حين افسح في المجال لعصابة طائفية لتتحكم بالجيش الذي كانت قيادات منه موالية له, مدخلا في ذلك اليمن دهليز حرب كادت تشظيه لولا مسارعة المملكة العربية السعودية ودول “مجلس التعاون” الى تشكيل تحالف عربي – اسلامي لوقف العدوان الفارسي عبر الحوثيين على الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية, ودعم الشرعية اليمنية مسنودة باعتراف دولي كبير بعدالة القضية التي تقاتل من اجلها. لهذا كله من البديهي ألا يأخذ العالم بالترهات التي يطلقها صالح والحوثي عن تحالف الحق ضد الباطل, لانه تحالف لانقاذ 24 مليون نسمة من براثن وحش تطرف وارهاب اطلقته عصابات ايران وزاد من صب زيت الاقتتال على نار الانقسامات الداخلية القبلية والمذهبية. رغم ان الوقت يبدو متأخرا لتكفير الرئيس صالح عن خطيئته, لكن لا يزال هناك امكانية لمراجعة الحسابات, وان يجعل من قول وزير الاستخبارات الايرانية السابق حيدر مصلحي :”ان إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية” جرس انذار دائم الرنين يدله على جادة الصواب, فمن قال هذا الكلام هو وزير الاستخبارات وليس وزير البيئة, اي المطلع على الخطط الستراتيجية الايرانية طويلة الامد, واذا كان العديد من اليمنيين ادركوا خطورة ذلك, الا يدركه شخص مثل علي عبدالله صالح, ام ان اغراء العودة الى الحكم غشى بصيرته؟ أحيانا كثيرة يكون الاعتراف بالذنب دافعا الى تخفيف العقاب, ولان الشعب اليمني اخذ على عاتقه تأديب الحوثيين, ربما لا يزال هناك متسع من الوقت امام الرئيس صالح للتيقن ان لا قبل له على مقاومة شعبه ودول التحالف ال11 التي تدعم الشرعية ويبتعد عن الحوثيين, ربما يمحو الخطيئة من تاريخه ويتركه شعبه يمضي ما تبقى له من حياة في هدوء بدلا من المحاكمات الدولية والشعبية التي لن ترحم من حاول تدمير اليمن وتسليمه ارضا يباباً الى ايران. نقلا عن السياسة الكويتية