مع اقتراب إعلان إطلاق معركة تحرير مأرب في اليمن، بدأ بعض عناصر الميليشيات يستشعرون مصيرهم المظلم، ولذا استسلم أمس حوالى عشرين منهم قرب "تلة المصارية"، إدراكا منهم بأنهم يخوضون معركة خاسرة لا محالة، واختاروا بالتالي طريقا يخفف وطأة النتائج وينقذهم من تبعات ما سيحدث. إلى ذلك، فإن ما بينته قيادة قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة عن العد التنازلي لساعة الصفر وبدء تحرير مأرب، يوضح للانقلابيين من الحوثيين وأعوان المخلوع صالح أنه لا خيار سوى الاستسلام ورمي السلاح، والالتزام بما نصت عليه الشرعية الدولية في مجلس الأمن بالقرار رقم 2216، وغير ذلك بالنسبة لهم لن يكون إلا انتحارا لأنهم يواجهون قوة عربية كبيرة مدعومة بإرادة لا تلين حتى تبلغ أهدافها. ميليشيات المتمردين لم تفهم درس عدن وما حولها، ويبدو أنها تحتاج درسا آخر في مأرب ومن بعدها صنعاء كي تعرف أن الإرادة العربية لن تكسر، وأن الشرعية ستعود إلى اليمن طال الزمن أم قصر، والواضح وفق كل المؤشرات أن قدرات الميليشيات تضعف تدريجيا وحالات اليأس باتت تنتاب عناصرهم، ولم يبق لديهم أمل في استمرار السيطرة على المناطق التي احتلوها وصاروا يفقدونها واحدة تلو الأخرى، ولعل من أهم أسباب تأخر تحرير بعض المواقع، هو حرص التحالف على عدم إصابة المدنيين، على العكس من الانقلابيين الذين يقصفون الأحياء السكنية عمدا لإحداث أكبر ضرر على البشر. إلى ذلك، فإن تأكيد قائد قوات العمليات الخاصة المختلطة في التحالف العربي أن الأمور تسير إلى الأمام في مأرب، وأنه لا عوائق أمام قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، يقدم صورة عن التخطيط والتنظيم الذي تعمل عليه قيادة التحالف العربي لتحقيق ما يصبو إليه يمني مخلص لوطنه وعربي محب لأمته. باختصار، الاستعدادات المبرمجة والتنسيق بين القوى المحررة ودقة تحركات قوات التحالف العربي مع المخلصين من أبناء اليمن، تعطي صورة إيجابية عما سيحدث قريبا في حرب تحرير اليمن، وما على الانقلابيين إلا أن ينسحبوا مستسلمين أو ينتظروا، ما يجعلهم أثرا بعد عين في مأرب ثم صنعاء وصعدة وغيرها، حتى يتحرر كل شبر في أراضي اليمن.