فيما كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يرسل خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مبلغا إياه موافقته على حضور جلسات المحادثات التي دعت إليها المنظمة الدولية لإيجاد مخرج لأزمة اليمن، كانت ميليشيات الحوثي والمخلوع تقصف الأحياء السكنية في تعز أول من أمس، لترتكب مجزرة راح ضحيتها عشرات الأبرياء، ما يشكل أكثر من علامة استفهام حول جدية الانقلابيين في الحوار المزمع عقده في جنيف أواخر أكتوبر الجاري. الانقلابيون الذين نقل مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قبولهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وأكد أنهم تعهدوا بالالتزام بما يبنى عليه وعلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني من اتفاقات، لم يظهروا أي تحرك إيجابي تجاه السلام في اليمن، الأمر الذي يشير من ناحية المبدأ إلى غياب حسن النية لديهم في التعاون مع بقية المكونات اليمنية، للتوصل إلى نقاط تفاهم تسهم في إنقاذ اليمن بدل عملهم على رفع مستوى التخريب قبل انطلاق الحوار، وكأنهم يريدون تحقيق مكاسب على الأرض ليساوموا خلالها، معتقدين أن المسألة بهذه السهولة. نسي الحوثي والمخلوع أن عمليات التحرير التي تؤكدها انتصارات المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة، ما زالت متواصلة، ولن تحصد ميليشياتهم سوى الخيبة أينما تحركت أو توجهت، والفرصة التي تتاح لهم اليوم من الحكومة الشرعية اليمنية لن تبقى مطروحة طويلا، وإن أرادوا الخلاص، فعليهم أن يبتعدوا عن إملاءات طهران، فتبعيتهم تلك وضعتهم في مأزق كبير لا نهاية له إلا بعودة الشرعية لممارسة دورها في اليمن. تطبيق الانقلابيين قرار مجلس الأمن معناه أن يرموا أسلحتهم، وينسحبوا من المناطق لمصلحة الحكومة الشرعية، ثم يدخلوا في حوار سياسي. أما أن يرتكبوا المجازر بالتزامن مع عزمهم على المشاركة في الحوار اليمني، فذلك تناقض يستوجب عدم تصديقهم، ولأنهم لم يصدقوا في أي تعهد سابق، ولم يلتزموا بهدنة، ونكثوا جميع وعودهم، وأخلوا بكل الاتفاقات التي وقّعوا عليها، فالمنطق يوحي، إضافة إلى المؤشرات، أن حديثهم عن الحوار مجرد عبث ليمرروا مآرب أخرى.