حين تنقل البعثة اليمنية في المنظمة العامة للأمم المتحدة أمس، لمجلس الأمن صورة لما يجري في اليمن من خروقات للهدنة الإنسانية الجديدة من الانقلابيين، فإن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن يواجه استحقاق تنفيذ قراراته المتعلقة بالشأن اليمني التي يبدو أن ميليشيات الحوثيين وأعوان المخلوع صالح لا يكترثون لها، ولذلك استمروا في نهجهم العدواني ضد الشعب اليمني محاولين احتلال مناطق إضافية، ولولا مبادرة التحالف العربي لتحجيمهم عبر "عاصفة الحزم" لتمادوا أكثر مما فعلوه قبلها. ما زال الانقلابيون يؤكدون بتصرفاتهم أنه لا يمكن لأحد أن يضع ثقته بهم، فهم غير أهل للثقة، وما خروقاتهم للهدنة الإنسانية الحالية، وكذلك التي سبقتها قبل مدة، إلا إثبات لمن ما زال لديه قليل من الأمل في إمكان التزامهم بوعود عدا تعهداتهم لطهران، فهي على ما يبدو الوحيدة التي تنفذ من الحوثيين، ولعل صفة نكث العهود التي ميزت الحوثيين واحدة من الإملاءات الإيرانية للحوثيين، وبسببها تراجعوا عن كل الاتفاقات التي وقعوا عليها منذ الحوار الوطني مرورا بمرحلة احتلالهم للعاصمة صنعاء وغيرها.. ووصولا إلى اليوم بنقض الهدنة.. وما بين ذلك من وعود قطعوها على أنفسهم، ولم يصمد بعضها ساعة. استهداف ميليشيات الانقلابيين للمدن والأحياء السكنية بقذائفهم لا يخدم فكرة الهدنة بل يزيد معاناة الشعب اليمني، ومحاولة استغلال الانقلابيين للهدنة الإنسانية لإعادة الانتشار والتمركز باتت مكشوفة، لذلك فإن قوات التحالف العربي لديها العذر في مواجهة الحوثيين وأتباع المخلوع لمنع تحركاتهم وحماية الشعب اليمني بقصف المواقع التي يطلقون منها القذائف التي تفتك بأبناء اليمن. طائرات التحالف العربي تؤدي مهمتها في ردع الميليشيات الانقلابية، غير أن ذلك يفترض أن يُدعم بتحرك أممي جاد، تحرك يساعد الشعب اليمني على التخلص من أزمته، ويردع إيران التي منعها القرار الأممي 2216 – برغم عدم تفعيله - من تسليح الانقلابيين لكنها ما زالت تحاول، والأهم من ذلك كله أن يقدم التحرك الدولي للمخلوع صالح وللحوثيين رسالة تؤيد الشرعية في اليمن، وتوضح أن المجتمع الدولي لن يعترف إلا بمن توافق عليهم الشعب، أما الانقلابيون فلا مكان لهم في مستقبل اليمن إن لم يستسلموا ويندمجوا مع الآخرين.