لازال شامخا ولا زالت الامامة تخاف الشعب ((أنا لا يهمني الإعدام أبداً، ولست خائفاً منه بتاتاً، وأنا ما ثُرت إلا من أجل الشعب اليمني العظيم والمطحون)). بهذه الكلمات وفي ساحة عامة بتعز رد قائد الجيش البطل المقدم أحمد بن يحيى الثلايا على الطاغية أحمد حميد الدين الذي جاء ليخبره انه قرر اعدامه وحضر بنفسه ليرى مذبح البطل. بعد فشل الانقلاب الذي قاده المقدم الثلايا قرر الطاغية احمد يا جناه ان يتخلص منه ويشرف على الذبح بنفسه كتعبير عن حجم الخوف الذي ناله من الضباط الذين ازعحوه ذات يوم.
الثلايا الذي تمكن بداية الانقلاب من الاطاحة بالامام احمد واجبره على التنازل عن الحكم كان بمقدوره ان يذبحه كثور هائج لكنه ابقاه معتقلا وتلك ربما كانت غلطة.
وحين فشل الانقلاب وتعبيرا عن حجم الرعب الذي لحق بالطاغية فقد حشد في 13 ابريل 1955م ما استطاع من قوته ورجاله ليؤنسوه لحظة التخلص من البطل الكبير.
دار بين الرجلين حوار كان الثلايا يحمل خلالها قيده بيده ويواجه الطاغية بكلمات لا تليق الا بالابطال. لم يخاف الموت ولا السيف الذي كان مشهرا امامه.
يروي أحد الصحفيين الاجانب الذين حضروا مهرجان الذبح ان جسد الثلايا ظل واقفا لدقائق بعد ان فصل سيف الطاغية رأسه عنه. اي شموخ هذا الذي يرافق الابطال حتى في مماتهم !!. الثلايا البطل الذي بلغت قصته الافاق كان عمره حين نال الشهادة 39 عام .. في ربيع العمر وعنفوانه... ورحل تاركا وطنا يرتقب الخلاص... ومشهد بطولي يستحق التكرار.