التقيت الشيخ الفاضل الدكتور محمد بن محمد المهدي لاول مرة عندما كنت اعمل على اعداد كتابي الاول ( السعادة الدائمة) والذي سيرى النور قريباً باذن الله وهو كتاب يتناول موضوع السعادة من منظور اسلامي، ومن منظور تنموي ذاتي وكان لشيخي الجليل ومعلمي القدير ( محمد بن محمد المهدي)دوراً كبيراً في مراجعته وتنقيحه والتعديل فيه والاضافة عليه.. وخلال فترة قربي من الشيخ المهدي والتي لم تتجاوز اشهر لمست مدى حبه لدينه ولمجتمعه ولوطنه ومدى حرصه الشديد على الشباب وانتشالهم من براثن الفوضى والتسكع والضياع ... كما ولمست ان الشيخ المهدي يحظى بشعبية وتقدير واحترام كبير من ابناء المجتمع اليمني وخاصة الحاظرين لخطبته التي يلقيها كل يوم جمعة في جامع الرحمن في قلب (إب) مدينة العلم وعاصمة السلام ويقدرون بالالاف.. وما نلاحظه اليوم مما يثار حول الشيخ المهدي من تلفيقات باطلة لا اساس لها من الصحة هي تصدر من بعض الصبية ومراقهي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفتيه الذين لا يعرفون كوعهم من بوعهم وما اكثرهم هذه الايام ..!! وذلك بسبب مواقفة الواضحة والصرحية والغير متلونة منذ دخول اليمن في النفق المظلم العام 2011 وحتى اللحظة وهذا من حق الشيخ ومن حق اي شخص اخر ان يعبر عن رايه المقتنع به ووجهة نظره المؤمن بها دون تدخل او املاء من احد .. والشيخ المهدي وجه من فقهائنا الأجلّة المجتهدين ، عالم عامل فقيه بارع فاضل ورع تقي زاهد راشد ، وهو أديباً شاعراً قوي البضاعة في الشعر والأدبية ، بحراً زاخراً في الفقه والحديث والدراية والتفسير والكلام وغيرها .. . عالم زاهد وفقي تقي ..و قارئ حافظ للقران الكريم ومرتل له يمتلك صوتا مؤثراً وحنجرة رخيمة يجبرك على الخشوع والبكاء من شدة التاثر. وشيخنا الجليل العلامة محمد بن محمد المهدي كان ولا زال وسيظل يمثل مكانة فكرية ودعوية ونضالية كبيرة، ليس على الساحة اليمنية فحسب، بل على الساحة الإسلامية عامة، تعلمت منه أجيال كثيرة دروسا جمة في فقه الدين، وفقه الإسلامية، وفقه الوطنية، وفقه الواقع، وفقه الدعوة، وفقه الصبر والثبات، وفقه المبدئية، وفقه السنن وأنواعا شتى من الفقه والوعي الذي تحتاجه نهضة المجتمعات الإسلامية العاصرة، واستعادة الأمة لدورها المحوري في الحضارة الإنسانية . إنه بحق رمزا من رموز الحركية الاسلامية الإصلاحية الجسورة الجادة ، فحفظ الله والدنا وشيخنا وحبيبنا وأديبنا الشيخ المهدي وحفظ الله امثاله من العلماء الاجلاء الذين كرسوا حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم. داعيا له بطول العمر والتوفيق والصحة والعافية، والى مشايخنا الأجلاء السائرين على دربه وفقهم، الله وكلل أعمالهم ومساعيهم بالمجد والسؤدد.