ما أن يبادر أحد الاشخاص لنشر منشورات على موقع فيس بوك، يتهم فيه أحد المسؤولين ، حتى يبادر البعض للتصفيق له، وتمجيده بل ويتجاوز الامر ذلك، ليصل الى مشاركة المنشور ونسخها على صفحات المستخدمين، دون ادنى تفكير بما يثبت صحتها والدافع وراءها . وهذا ما حدث بالأمس ، حين قام أحد المغتربين اليمنيين في السعودية ، بتوجيه سيل من التهم للقائم بأعمال السفير بالرياض زين القعيطي، بحجج واهيه تشبه سيناريوهات الافلام الهندية ودون ادنى دليل او اثبات. حيث كتب المدعو وليد المسقاف منشوراً بصفحته ومرفقاً بصورة القائم بأعمال السفير القعيطي، وهذه نصه " هذا هو السفير بالرياض اللي يجلس يتصل للمغتربين ويهددهم بالترحيل وقد تسبب بحسب الكثير بتهم كيدية وباطلة "، طالباً من متابعيه مشاركة المنشور على نطاق واسع لكنه لم يذكر لهم على أي دليل يثبت كلامه. تنبيه المسؤولين لبعض الاخطاء التي تحدث في مؤسساتهم الحكومية، امر محبذ، لاسيما أن الهدف حينها يكون الاصلاح والتطوير وتلافي الاخطاء ، من أجل تحسين العمل في هذه المؤسسات. لكن توجيه التهم الباطلة ، بدون منطق ولا أدلة امر غير جيد وقد يقود الى المسألة القانونية ، فنفرض أن القائم بأعمال السفير قرر رفع قضية على المسقاف – وهذا من حقه – بسبب توجيه التهم الباطلة له ، كيف سيكون موقف المغترب وليد المسقاف حينها . المسقاف قال في منشوره الركيك الغير مفهوم أن السفير يهدد المغتربين، لكن أين هؤلاء المغتربين الذي هددهم، يضيف ايضا في منشوره أن السفير تسبب بتهم كيديه وباطلة لكنه لم يذكر لمن تسبب بهذه التهم على حد زعمه ، لم يذكر أسماء او أشخاص او يدل على مكان هؤلاء . وإذا كان القائم بأعمال السفير قد قاما بهذا كما يزعم المسقاف ، السؤال المنطقي لماذا لم يؤذي السفير القعيطي ، المدعو وليد المسقاف حتى الآن رغم مهاجمته للسفير أكثر من مره بتهم كاذبه دوماً، والقانون السعودي حازم في هذا الجانب من الجرائم الالكترونية التي من ضمنها التشهير والتشويه، الإجابة هي أن السفير يقوم بعمله ومسؤوليته بكل جهد بالسفارة ويخدم جميع المواطنين المسؤول عنهم في المملكة، وكل ما يتحدث عنه المسقاف كذب . لم يقتصر مهاجمة وليد المسقاف للسفير القعيطي بهذا المنشور فقط ، فقد نشر سابقاً قولة أن القائم باعمال السفير، قام برفع راتب مديرة مكتبة من أجل أن تصمت عن ما أسماها فضائح بيع التأشيرات، لكن في الحقيقة الجميع يعرف أن السفير القعيطي لا يوجد لديه مديرة مكتب من الاساس، ولا علاقة للسفارة بأصدار التأشيرات، وهو ما يثبت مجدداً كذب المسقاف . وعند التفكير بالدوافع التي قد تجعل المسقاف يلفق التهم للمسؤولين ويهاجمهم، يتضح أنه يستخدم طريقة قديمة ومستهلكة لتحقيق أهدافه الشخصية ، تقوم على مهاجمة المسؤول مراراً وتكراراً من أجل أن يتواصل المسؤول مع المسقاف، ليتوقف عن مهاجمته، مقابل الحصول على وظيفة او عمل لدية ، وهو باعتقادي الامر الذي رفضه القائم بأعمال السفير القعيطي، ما اثار حفيظة المسقاف ودفعه لمهاجمة السفير بعشوائية وتأليف التهم التي تشبه بالفعل قصص الافلام الهندية . في النهاية هذا المقال ليس دفاعاً عن أحد، شخصياً لا أعرف السفير، لكن منشور المسقاف لفت انتباهي لهذه الظاهرة السيئة، التي انتشرت على صفحات التواصل، حيث أصبح كل ما يكتب يصدق ويصبح حقيقة دون التفكير، بمنطقية ما يكتب او ما يدل عليه على الاقل، و نصيحة لكل المغتربين اليمنيين في السعودية الذين يبحثون عن لقمة العيش في هذا البلد، التفكير بالمنطق عند قراءات الكلام الذي ينشر في صفحات التواصل، ولا تدع أحد يستغل عواطفك لتوجيهها بمنشوراته من أجل تحقيق اهدافه الشخصية.