السعودية: نزاهة تعلن نتائج تحقيقات انهيار مبنى سكني بحي الفيصلية في جدة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفا و266 منذ 7 أكتوبر    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    القضية التهامية: صعود الوعي نحو استعادة الحقوق واستقلال القرار    "ياسين نعمان" ...المهم تاريخ الحزب!!    دعوة المبعوث الاممي تثير الجدل: اجتماع غير مشروط بين العليمي والمشاط    محافظ تعز يؤكد على ضرورة فتح طرقات مستدامة ومنظمة تشرف عليها الأمم المتحدة    السفير السعودي يعلن تحويل الدفعة الثالثة من منحة المملكة لدعم البنك المركزي    الرئيس العليمي يشيد بمواقف قيادة المملكة من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني    بعد دعوة "الخميني".. قيادي حوثي: الحجاج غدا سيقلبون الطاولة!    منظمات أممية ودولية تدين الاختطافات الحوثية بحق موظفيها وتدعو لإطلاقهم فورا    اختتام دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    لابورت يتعرض للإصابة مع اسبانيا    مقتل وإصابة 13 شخصا إثر انفجار قنبلة ألقاها مسلح على حافلة ركاب في هيجة العبد بلحج    يعني إيه طائفية في المقاومة؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    ضيوف الرحمن على صعيد منى لقضاء يوم التروية    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    إرم نيوز: "انهيار تاريخي" للريال.. يخطف فرحة العيد من اليمنيين    الحاج "أحمد بن مبارك" إذا طاف حول الكعبة.. ستلعنه الملائكة    الكشف عن سر فتح الطرقات في اليمن بشكل مفاجئ.. ولماذا بادر الحوثيون بذلك؟    أسرة تتفاجأ بسيول عارمة من شبكة الصرف الصحي تغمر منزلها    عودة 62 صيادًا يمنيًا من السجون الأرتيرية بعد مصادرة قواربهم    "عبدالملك الحوثي" يكشف هدف اعلان خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية في هذا التوقيت    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    الحوثيون يفرضون جمارك جديدة على طريق مأرب - البيضاء لابتزاز المواطنين    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    إصابات خطيرة لثلاثة ضباط إماراتيين في اليمن.. وإجراءات أمنية مشددة في هذه المحافظة    فضيحة دولية: آثار يمنية تباع في مزاد علني بلندن دون رقيب أو حسيب!    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    المعارض السعودي في مأزق: كاتب صحفي يحذر علي هاشم من البقاء في اليمن    الحجاج يتوجهون إلى منى استعدادًا ليوم عرفة ووزير الأوقاف يدعو لتظافر الجهود    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    مودريتش يعيق طموحات مبابي    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    أبطال "مصر" جاهزون للتحدي في صالات "الرياض" الخضراء    أزمة المياه مدينة عتق يتحملها من اوصل مؤسسة المياه إلى الإفلاس وعدم صرف مرتبات الموظفين    رحلة الحج القلبية    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    ''رماية ليلية'' في اتجاه اليمن    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    غضب شعبي في ذمار بعد منع الحوثيين حفلات التخرج!    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضيت ذكرى ثورة فبراير وعيد الحب في سجون الحوثي فكانتا أصعب أيامي
الناشط وليد الشعوري ل
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 02 - 2015

من الصعب جداً أن تجد من يدلي برواية معينة عن كيفية اعتقاله أو اختطافه من قبل مليشيات الحوثي بمحافظة إب، خصوصا مع ترهل الوضع الأمني وغياب دور أجهزة الأمن والأدوار الرسمية للسلطات المحلية التي أصيبت بالشلل الكبير جراء سيطرة مليشيات الحوثي على إدارة المحافظة أمنيا وإداريا..
الناشط وليد الشعوري طبيب مخبري يعمل بأحد المراكز الصحية بمديرية حزم العدين- تعرض للخطف والاعتقال من قبل مليشيات الحوثي بمحافظة إب رغم بعد المسافات عن مركز المدينة وسيطرتهم عليها, لكن قمعهم للحريات تعدى كل المسافات والخطوط.
وبعد أكثر من أسبوعين قضاها في سجون مليشيات الحوثي متنقلا من سجن لآخر، ظل الشعوري صامدا رغم الضغوط التي مر بها ولم تلن عزيمته أو يستسلم لمطالب المليشيات، فقد اتهمت المليشيات الشعوري بممارسة أنشطة إعلامية مناهضة لها عبر وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.. في حديثه ل" أخبار اليوم" حكى الشعوري قصصاً وتفاصيل أيام عاشها وشاهدها مختطفاً ومعتقلاً لدى مليشيا الحوثي..
*الشاب وليد الشعوري حدثنا عن بداية وكيفية اختطافك؟
- نشكر تفاعلكم مع قضايا المختطفين والمعتقلين والتي هي بأمس الحاجة لالتفات وسائل الإعلام المختلفة، والحقيقة بأنه- وفي تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة السادس من فبراير للعام 2015م- حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لي شخصيا, كوني لم أعتد على هكذا أساليب وأعمال في حياتي.
*ما الذي حدث بالضبط؟
- يا أخي عندما كنت ماراً في طريقي بمدينة العدين عائدا لقريتي وكنت مستقلاً دراجة نارية استوقفني طقم حوثي يقل العديد من المسلحين الملثمين وسط الشارع الرئيسي لمدينة العدين وانتشر المسلحون واقترب أحدهم يسألني: أنت وليد.. فقلت: نعم, فقال: جاوب أبو مصطفى وقاموا بتفتيشي ومصادرة هاتفي وأصعدوني فوق الطقم واقتادوني إلى نقطتهم المسلحة الواقعة في منطقة الصلبة خارج مدينة العدين ثم أصعدوني على متن طقم آخر وتحركا الطقمان حتى وصلنا معتقل الجماعة الكائن في إدارة أمن العدين وقاموا بتسليمي إلى مسؤول الجماعة هناك وطلبوا منه التحقيق معي وتوقيفي إلى صبيحة يوم السبت حتى يعودوا ليأخذوني إلى محافظة إب.
*ما الذي حدث ليلة اعتقالك في سجن المليشيات بمدينة العدين؟
- تم التحقيق معي بتهم عديدة وكلها تهم كيدية وغير حقيقية.
*ما هي الأسئلة أو التهم التي وجهت لك شخصيا؟
- كانت الأسئلة على النحو التالي: ما علاقتك بالقنوات الأميركية والإسرائيلية؟ ما علاقتك بقناتي الجزيرة والعربية؟ ما علاقتك بقناتي سهيل وسبأ؟ ما علاقتك بالصحف؟ إلى أي حزب تنتمي؟ ماذا تنشر في الفيس بوك؟.
*ماذا كان ردك أو ما الذي تم خلال التحقيق؟
- هي أسئلة تم توجيهها لي شخصيا ورددت عليها والحقيقة أنه دار بيننا حوار ساخن لا يخلو من النبرة الحادة وملامح الغضب.
*ماذا جرى بعد الحوار الذي تصفه بالساخن؟
- بعدها أمر المستلم, أحد الحراس بأخذي إلى السجن الذي يقع في الدور الأسفل وحينها أدركت أن هؤلاء بأساليبهم هذه لا يمكن أن يبنوا وطنا أو نعول عليهم ببناء يمن تسوده العدالة والنظام والقانون.
*كيف هي الأوضاع في السجن أو ما هي طبيعة السجن؟
- الحقيقة بأن ذلك السجن سيء وينعدم فيه أبسط مقومات مسميات سجن فضلاً عن أنه غير قانوني ولا يتبع أي سلطة سوى مليشيات انقلبت على الدولة، والسجن لا يوجد فيه حمامات ولا إضاءة ويمتلئ بالعديد من المسجونين.
*كم ضللت في ذلك السجن؟
- هي يوم الجمعة والسبت وبعد غروب شمس يوم السبت بعثت بورقة مع حارس السجن وطلبت منه تسليمها للمستلم المدعو "أبو أحمد" مطالباً إياه بتوضيح سبب احتجازي وما هي قضيتي وبعد مرور ساعتين فتح الحارس بوابة السجن وطلب مني الخروج وفي الخارج كان هناك طقم ممتلئ بالمسلحين الحوثيين ينتظر خروجنا وأصعدوني فوق الطقم وبقي من في الطقم حوالي عشر دقائق ينتظرون قدوم طقم آخر كان قادماً من مديرية الحزم وفور وصول الطقم الثاني انطلقنا نحو مدينة إب وعند مدخل محافظة إب تحديداً بعد نقطة قحزة قام أحد المسلحين بربط وتغطية عيناي، فقلت له لست إرهابيا وقضيتي ليست جسيمة ولا داعي لهذه الربطة فرد قائلاً هذه إجراءات ضرورية.
*برأيك لماذا تم نقلك وما الهدف من ذلك؟
- لا أعلم ما الذي دفعهم بالضبط ولكن باعتقادي أنهم كانوا ينوون نقلي إلى معتقل سري تابع لهم في محافظة إب خصوصاً وأن سجن العدين مليء بالمسجونين على ذمة قضايا عديدة ومختلفة، وعندما قاموا بتغطية عيناي أدركت أنهم ذاهبين بي إلى معتقل سري لكنهم توقفوا برهة من الوقت قبل وصولنا إدارة البحث الجنائي ما يعني أنهم غيروا رأيهم وقرروا احتجازي في سحن إدارة البحث.
وبعد إيصالي إلى إدارة البحث الجنائي وأودعوني في سجن البحث ومرت 48ساعة وأنا أنتظر أن يقوم الحوثيون أو العاملون في البحث بالنظر في قضية احتجازي إلا أنني أيقنت من عدم حدوث ذلك لوجود الكثير من المسجونين دون قضايا وبعضهم قد تجاوزت فترة سجنه شهراً كاملا.
*تقصد أن إدارة بحث إب متورطة بما يتعرض له المعتقلون من ممارسات غير قانونية؟
- نعم وبالله عليك كيف يتم إيداع سجناء من قبل المليشيات لديهم إلا بتنسيق وتعاون والغريب عدم البت في قضاياهم أو التحقيق وإحالتهم للجهات المختصة قانونا.
*هل كان يتواجد آخرون معك في سجن البحث الجنائي؟
- نعم كما قلت لك سابقا هنالك سجناء كثر وعندما سألت أحدهم ما هي قضيتك قال لي لا أعلم أخذوني من الشارع وحتى اللحظة لا أعرف لماذا أنا هنا وليس لدي غريم فسألته منذ متى وأنت هنا فقال منذ أسبوع.
*بعد إيداعك البحث هل تم التحقيق معك أو تحويلك لجهة ما؟
- لم يحدث شيء ولكن بعد مرور 72ساعة كتبت مذكرة إلى مدير البحث الجنائي وأرسلتها مع أحد مستلمي السجن متسائلاً عن سبب احتجازي وعلى ذمة أي قضية أنا موجود في هذا السجن، وطلبت منه تحويلي النيابة العامة إن وجدت ثبتت ضدي قضية أو إطلاق سراحي.
*هل تم الاستجابة لطلبك؟
- طلبوا مني الحضور للتحقيق وفي بداية التحقيق باشر ضابط البحث في سؤاله الأول ما هي قضيتك فأخبرته إن هذا السؤال عالق في ذهني منذ أن تم اختطافي ولكن أنتم كجهة مختصة الأحرى بكم أن تتحروا الدقة وكيف تستلمون أشخاصاً دون قضايا أو إدانات واضحة وتودعوهم السجن وهذا يعني أنكم تعملون لصالح مليشيات مسلحة ولا تعملوا في إطار القانون.
*يبدو أنك تريد أن تحقق مع الضابط أنت أم ماذا يهدف ردك هذا؟
- لا ولكن سؤاله يبعث على أن أسأله إذا لم يكن عارفا.. فهذه من أبسط الأشياء التي ينبغي أن يعرفها القائمون على إدارة البحث ومن يقوم بمهمة التحقيق مع من يتم استهدافهم بالاختطاف والاعتقال أو غيرها.
*ماذا جرى بعد كل ذلك؟
- بعد ردي على الضابط، رفع السماعة وهاتف مشرف الحوثيين في مديرتي الحزم والعدين المدعو أبو عقيل وطلب منه أولويات القضية فرد عليه هذا قضيته كبيرة فهو عميل لدى السلطات الأميركية والإسرائيلية وله مكالمات مع قنوات إسرائيلية وأيضاً أميركية ولديه مقالات في الصحف ومنشورات في "الفيس بوك" وفي البحث شرعوا بالتحقيق معي على هذه التهم التي لا يصدقها عاقل ولا يستوعبها العقل.
*كيف رددت على تلك التهم بما أنه تم التحقيق معك على هذه الاتهامات؟
- كان ردي عليهم كالتالي: بالنسبة لمنشوراتي على صحفتي في الفيس بوك فهذه حرية شخصية تندرج ضمن حرية التعبير عن الرأي وهو حق كفلته الشرائع السماوية ومنصوص في جميع دساتير الأرض، غير أن هذا النص محذوف في قاموس الجماعات المسلحة والعمل به يعتبر مخالفاً لمسيرة البندقية ويتنافى مع لغة القوة، أما التخابر والعمالة مع الخارج هي تهم ملفقة وكاذبة وعارية من الصحة وعليهم أن يثبتوا للجميع صدق ما يزعمون بإثبات دلائل واضحة لكنهم عجزوا عن ذلك.
*هل تم أي وساطات أو حلول أخرى في قضيتك للإفراج عنك؟
- الحقيقة في اليوم السادس استدعاني أحد الضباط وقال لي قد تم الاتفاق مع قياديين حوثيين في المحافظة وطلبوا منك التزاما خطيا بعدم النشر في الفيس بوك مقابل خروجك من المعتقل.
*بماذا رددت على الطلب بالالتزام بعدم النشر؟
- أنا رفضت هذا الطلب باعتباره سابقة خطيرة في سياق مصادرة الحقوق والحريات وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية المنظمة للحريات العامة وأردفت قائلاً للضابط" إذا كان للحرية ثمن فأنا مستعد لدفعه حتى لو كان باهضاً".
*هل تعرضت لأي تهديدات خلال اختطافك؟
- هم كانوا يهددوني بنقلي من سجن لآخر وهو ما حدث لكن تهديدهم الأكبر بأنهم سينقلوني إلى محافظة صعدة وهو مالم أخف منه، وحينما أتاني أحد الضباط يعرض على طلب توقيع التزام ورفضت وحاول إقناعي بقوله سيأخذونك إلى صنعاء سيأخذونك إلى صعده فقلت له كل شيء يهون في سبيل الحرية.
*كيف كنت تقضي وقتك اليومي في السجن؟
- قضيها بانتظار الفرج من الله وأصعب أيام اعتقالي هو يومي 11فبراير و14 فبراير فالأول يعتبر الذكرى الرابعة لثورة الشباب الشعبية السلمية والثاني مناسبة عيد الحب ولم يحالفنا الحظ بإحياء هذه المناسبتين والاحتفاء بهما.
*السجناء- الذين التقيت بهم- هل هنالك قضايا ذات مظلومية وهل تعرض أحد للتعذيب برأيك أو لأي انتهاكات؟
- هناك العديد من السجناء تم أخذهم من الشارع من قبل مسلحي الحوثي والزج بهم في سجن البحث لا يعرفون ما هي قضيتهم والغريب أن الإخوة في البحث لا يعيرونهم أي اهتمام وبعضهم قد تجاوز سجنه أكثر من شهر.
*هل يسمح لك باستخدام الهاتف أو التواصل مع أي أحد؟
- في العدين بعد لحظات اختطافي طلبت منهم السماح لي بالتواصل مع أسرتي لطمأنتهم لكنهم رفضوا ذلك أما في سجن إدارة البحث في حال دعت الضرورة كنت أتصل من هاتف شاووش السجن.
*وهل يسمح لك بالترافع عن قضيتك ومتابعاتها من قبل شخص ما؟
- لم يسمحوا لي إلا في أوقات التحقيق وإذا أردت الرفع إلى الجهات المختصة أو للمشرفين الحوثيين أقوم بكتابته من داخل المعتقل وإرساله مع شخص ما، وهناك العديد من الأشخاص المتابعين لقضيتي بذلوا جهودا جبارة مع المسؤولين الحوثيين.. ومن خلال صحيفتكم أشكرهم جزيل الشكر وأشكر كل من تضامن معي وأبدى اهتمامه بهذه القضية كما أشكر كافة الصحفيين وعلى رأسهم أنت أخي محمود وأشكر جميع الزملاء المتضامنين في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الجنود المجهولين الذين يبذلون جهود في سبيل الوطن والمواطن.
*هل كنت تدرك بما يجري خارج السجن عنك؟
- كنت لا أعرف كثيرا وما عرفناه فكنت أتوقع تحريفه وتبديله، وفي اليوم السادس أيضا زارني أحد الأصدقاء وأبلغني أن هناك حملة تضامن واسعة معي أطلقها الصحفيون والنشطاء في الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وقال إن الجميع مستعدون لتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج وقال إن جميعهم يقف مع قضيتك باعتبار أنها قضية كل الإعلاميين وأصحاب الأقلام الحرة بل قضية كل اليمنيين.
*هل من أثر لما قاله صديقك عن التضامن معك ووقوفهم بجانب قضيتك؟
- نعم وكل ما قاله صديقي بعث فيّ روح العزيمة والصبر في مقارعة الظلم ورفض العنف والكفر بلغة القوة ومضت أيام عديدة والعاملون في البحث يبحثون في أرشيف القضايا والأمن السياسي ما إذا كانت هنالك سوابق أو بلاغات ضدي ويراجعون صفحتي بالفيس بوك ولم يجدوا أي مبرر لاحتجازي.
*هل ثمة أشياء كانت تجري أثناء اعتقالك أو متابعة لقضيتك؟
- نعم قليلة ومحدودة، وفي يوم الأربعاء 11فبراير ذكرى انطلاق الثورة الشبابية الشعبية أصدرت إدارة البحث تقريراً بالقضية إلى مدير أمن المحافظة للإطلاع وإصدار أمر الإطلاق لكن مدير الأمن ظل يماطل.
*لماذا كان يماطل باعتقادك وما هي الأسباب لعدم الإفراج عنك؟
- كانت هناك ضغوطات تمارس عليه من المشرفين الحوثيين وأعتقد هذا الضغط هو السبب بعدم الإفراج عني وفي يوم الأحد 15فبراير صدر أمر من مدير الأمن إلى إدارة البحث بإطلاق سراحي إلا أن إدارة البحث امتنعت عن التنفيذ وأخبروني أن قياديين حوثيين اعترضوا وطلبوا منهم الإبقاء عليّ رهن الاعتقال.
وبعد يومين تم أخذي إلى غرفة تحقيق خاصة تابعة للحوثيين بحضور قيادات حوثية وباشر المحققون الحوثيون التحقيق بتوجيه تهم لا تختلف عن سابقاتها وإطلاق توبيخات لي بسبب منشوراتي الرافضة للانقلاب والمناوئة للمسيرة القرآنية- حد قولهم.
*سمعت أنك اتهمت بحادثة تفجير المركز الثقافي؟
- ههه- يضحك- نعم تم اتهامي بالاشتراك في التفجير الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي, فقلت لهم هذه تهم لا أقبلها وهي باطلة وأقنعتهم بضرورة تقديم أدلة ثابتة وإذا وجدت لهم الحق في اتخاذ العقاب الملائم أما كتاباتي وآرائي المخالفة لكم لا يوجد قانون يدعوكم لمعاقبتي فغضبوا مني وقالوا أنت عنيد وسنضطر ننقلك إلى سجن آخر وأعادوني المعتقل مرة أخرى، وكنت أدرك أن تهمة المركز الثقافي هي تهمة مجافية غرضها تخويفي وإرعابي كون الجريمة كبيرة وحادثة بشعة لا يقوم بها إلا مجرمون وقتلة.
*كيف أفرج عنك أخ وليد؟
- نعم، ففي تأريخ 19 فبراير بعثت بورقة إلى المشرف العام لجماعة الحوثي في محافظة إب أبو محمد الطاووس شرحت فيها قضيتي وعن عدم الإفراج عني، وأبديت فيها استنكاري لما يقوم به مسلحو جماعة الحوثي في المحافظة من حملات اختطاف واعتقال للأبرياء وخصوصاً الناشطين وفي مقدمتهم شباب ثورة فبراير وقد كان الحوثيون أحد مكونات هذه الثورة التي خرجت ضد الظلم والفساد والاستبداد خرج ثوارها من رحم المعاناة ينشدون الحرية والعدل ويؤسسون مداميك مستقبل واعد يضمن لكل اليمنيين حقوقهم المكفولة في الحرية والتعايش والمواطنة المتساوية والعيش الرغيد وما تقومون به يتنافى مع أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير.
وقلت له أيضاً إن اعتقالي دون ذنب عدا آرائي يعتبر جريمة بحد ذاتها ويبعث على الاستياء والخوف والقلق في أوساط اليمنيين ويعزز تكهناتهم من جحيم المستقبل القادم ويجب عليكم أن تحترموا أبناء الشعب وتعاملوهم كبشر لا كقطيع من الحيوانات وطلبت منه التوجيه إلى من يلزم بسرعة إطلاق سراحي وقد رفع المشرفون على القضية إليه قبل يومين من وصول رسالتي إليه وفور وصول الرسالة إليه وبعد قراءتها وجه بإطلاق سراحي.
*هل كنت تتوقع الإفراج عنك بوقت مبكر؟
- لا.. ولكن كنت واثقاً أنه مهما طالت فترة اعتقالي ستأتي لحظة الخروج من المعتقل وكنت مستعداً لتحمل غصة السجن حتى وإن طالت الفترة.
*الآن وأنت خارج السجن والاختطاف ما هي رسالتك لشباب اليمن؟
- أن يستمروا في مسيراتهم السلمية الرافضة للانقلاب الحوثي ومواصلة النهج الثوري الحضاري لأن البديل عن المسار الثوري في الوضع الراهن هو دخول اليمن في حروب أهلية بعد دخولها في فراغ سياسي ودستوري.
وأطالبهم ألا يألو جهداً في نشر قيم الحرية والتسامح فالشباب هم أهم ركيزة في بناء الأوطان والأوطان لاتبنى بالحرب بل بالحب والتعايش، وأقول لشباب وطني الحبيب أيضاً أن كفاحهم من أجل الحرية والتأسيس لغد أفضل ورفض تحويل اليمن إلى بلد طائفي وعرقي أشبه بالعراق هي أعظم رسالة تقومون بها، فأنتم الأمل بعد الله لهذا الوطن المسلوب المنهك بالصراعات والحروب، ولن يقوم بهذه المهمة الوطنية أحداً غيركم فقد أخبرنا الله تعالى في محكم كتابه عن عظيم الدور الملقى على عاتق الشباب في قصة أصحاب الكهف بقوله " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " فلا تخافوا من جبروت القوة ولابد للقيد أن ينكسر.
*وبماذا تطالب النائب العام والسلطات المعنية؟ وما هي رسالتك للمنظمات الحقوقية والإنسانية؟
- لا أعتقد أن هناك سلطات غير سلطة الانقلابيين الحوثيين ولا توجد صلاحيات للنائب العام حاليا في ظل هذا الوضع الشاذ حد وصف الدكتور الإرياني وإذا كان هناك سلطات أو نائب عام فأنا أطالبهم بوضع حد لجرائم الاختطاف الاعتقالات القسرية، ورسالتي للمنظمات الحقوقية أن يقومون بتوثيق ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء والمدنيين ونقلها للعالم عبر وسائل الإعلام وفضح من يقوم بهذه الانتهاكات أمام الرأي المحلي والعالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.