سترى عجباً إذا ما حاولت مرة ربط الأخبار المتفرقة ببعضها البعض ، متجاوزاً اختلاف جغرافيتها واختلاف مصادرها في الصحيفة ، ستجد أن الكثير منها تنظمه خيط واحد ، أو أمنها تصب في مجرى واحد ، أو – على اقل تقدير – يمكن أن تقرأ في سياق واحد . الآمر الذي يتيح الإلمام بنظرة اكثر شمولية تتجاوزمزاجية الأخبار حول رؤية اعمق ، تربط بين مايبدوو مختلفاً . سألت نفسي بعد قراءة هذه الأخبار بعد القصف الامريكي وما تلاه : ما الذى يهدفان إليه – أمريكا وروسيا – من لعبة عض الأصابع هذه ؟ وكانت الإجابة المنطقية الوحيدة – رغم غرابتها – هى انهما يدبران شيئاً ، وانهما يعدان لتنفيذ تدبيرهما ، كل واحد منفرد عن الآخر ، وان هذه التصريحات نوع من إعداد الأرض دولياً لما يدبره كل واحد منهما .وعينيهما على بؤرة واحدة لا يسهيانها . ويبدو أن هذا ، كما هو واضح تطبيق لمنهج الإسرائيلي في معالجة القضايا السياسية ، بدلاً من دراسة هذه المشاكل بعقل ووضح الحلول السياسية التي تضمن اسقراراً حقيقياً . وهكذا أصبحت إسرائيل وتجربتها هي ملهمة قيادات البلدين الكبيرين في معالجة قضاياها الدولية !! . والآن يطل سؤال : لماذا هذه العجلة في معالجة هذه الملفات ؟ السبب بساطة يكمن في “إيران ” الداعم الأول للإهاب العالمي و التي كانت قد فجرت أزمة عالمية بإزالتها الرقابة وطردها المفتشين من منشآتها النووية ، وتنصلها من التزامها تجميد برنامجها النووي . ومن عدة وجوه فإن “إيران ” هي المشكلة الأكثر تعقيداً من مشكلة سوريا ونظامها المجرم، وبالتالي فإن جهود التوصل إلى حل لها تبدو أصعب وأشق ،والخيارات في حلها تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات والآفاق والاتجاهات . لذا قلنا إن طرفي لعبة عض الأصابع يدبران أمرهما على عجل وعيناهما على بؤرة واحدة وهي منطقة الشرق الاوسط، رغم انهما لم يسمياها . وكل منها يريد أن يصل بالملف الذي بين يديه إلى محطة مريحة تستريح فيه قضيته ريثما يعود إليها ، . فهل نقراً هذا جيداً لنستخلص منه الدروس ، ونحن نخوض غمار هذه الحروب التي تفرض علينا ؟ . إضاءة ******* قيل..لكل فتنة قناع فالجاهل ينظر إلى ما ظهر وعلا… والعاقل ينظر إلى الباطن والمنتهى فمادة الجاهل في نظره الهوى… ومادة العاقل الوحي والهدى !
