ظهر أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لأول مرة خلال كلمة ألقاها قبل قليل، تعليقاً على الأزمة الخليجية الراهنة. وشن امير قطر هجوماً على دول المقاطعة، زاعماً بأنها فرضت حصاراً على قطر وذلك بغرض انتهاك استقلال وسيادة القرار القطري، وليس بحسب ما تقوله وسائل إعلامها، بالقول بأن قطع العلاقات يأتي تحت ادعاءات دعم الدوحة للإرهاب. وانتقد الشيخ تميم بشدة في كلمته الى ما أسماه "محاولات التشهير والافتراء" التي قامت بها الدول المقاطعة ضد الدوحة عند الدول الغربية، زاعماً بأن ما تم اتهام قطر به مجرد افتراءات وتلفيقات لا أساس لها من الصحة. وقال أن المؤسسات الغربية ترفض الإملاءات وفرض الرأي بالقوة، كما ترفض الدوحة أيضاً ذلك. وأضاف قائلاً: نشعر بالمرارة من كم التهم الباطلة التي سوقتها دول المقاطعة ضد قطر، ونقول لتلك الدول أن ممارسة التشهير عند الدول الغربية أمر معيب. وزعم الأمير القطري بأن الدوحة تكافح "بلا هوادة" الإرهاب، مشيرا الى أن ثمة اعتراف دولي بذلك. وقال إنه حان وقف "ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الشعوب على إثر الخلافات السياسية للدول "، زاعماً بأن الدوحة اختارت سياسة "ضبط النفس" والتعامل مع الأزمة بحكمة وروية. وأوضح الشيخ تميم الى أن حل الأزمة لن يتم دون تحقق شرطين: احترام الدول وسيادتها، وكذا أن يكون الحل مبنياً على حوار بدون فرض أية املاءات مسبقة، بل تعهدات والتزامات جماعية. وتابع قائلاً: الأزمة مع ما حملته من سلبيات إلا أن هنالك إيجابيات عديدة مرافقة، ورب ضارة نافعة، فالقطريون – بحسب زعمه – تآلفوا أكثر وازدادت أواصر الإخاء بينهم، كما ازداد حبهم لقطر، مستشهداً بالآية الكريمة ((وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)). وقال إن على بلاده أن تعمل على بناء اقتصادها المستقل كي لا تتأثر بالأزمة، مشيراً بأنه وجه حكومة بلاده الى استغلال عائدات الغاز المكتشف مؤخراً للاستثمار في الأجيال القادمة. وثمن الأمير القطري وساطة أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، آملاً أن تتكلل جهوده التي حظيت بدعم أمريكي بالنجاح في نهاية المطاف. كما أشاد أيضاً بالدور التركي البارز في الأزمة، خاصة بعد قرارها بتسريع إنشاء قاعدة عسكرية لها في الدوحة، وكذا قيامها بإرسال كميات وافرة من التموين الغذائي اليها خلال الأزمة. وختم أمير قطر كلمته بإعلان تضامنه مع الفلسطينيين، وإبداء استنكاره وإدانته الشديدة لما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات صارخة من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي.