هدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الخميس، صراحةً بقطع العلاقات الرسمية مع إسرائيل حال عدم التزامها بتعهداتها تجاه المسجد الأقصى، وتقديم حارس أمن سفارة الكيان في عمّان الذي قتلَ أردنيين اثنين للمحاكمة. وقال خلال ترؤسه اجتماع السياسات الوطني بحضور كبار المسؤولين فور عودته إلى الأردن أطلق أحد أفراد السفارة الإسرائيلية في عمّان النار على اثنين من أبنائنا وسنكرس كل جهود الدولة الأردنية لتحصيل حقهما وتحقيق العدالة. وأضاف إن رئيس الوزراء لإسرائيلي مطالب بالالتزام بمسؤولياته، واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل، وتحقيق العدالة بدلاً من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية شخصية، ومثل هذا التصرف المرفوض والمستفز على كل الصعد يفجر غضبنا جميعاً، ويؤدي إلى زعزعة الأمن، ويغذي التطرف في المنطقة، وهو غير مقبول أبداً»، في إشارة إلى استقبال بنيامين نتنياهو للقاتل بالأحضان وتهنئته. وشدد عبد الله الثاني على عدم التنازل، أو التراجع عن أي حق من حقوق الأردنيين. وقال"سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي الأردني رائد زعيتر قبل ذلك، وغيرهما من القضايا أثر مباشر في طبيعة علاقتنا". وأكد احترام الأردن للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في هذا السياق. وأضاف "لقد تعاملنا مع الأزمة الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى والحرم القدسي بما أسهم في احتواء تداعياتها، وأؤكد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي، وعدم المساس به، والالتزام بذلك لمنع تكرار هذه الأزمات". وقدّم الملك عبد الله واجب العزاء إلى زكريا الجواودة، والد الفتى محمد "17 عاماً" الذي قتله حارس سفارة الكيان، ووعد بعدم التنازل عن دمه. وقال للأب "ابنك هو ابني، ولن أهدأ حتى يُشفى قلبك". ووجه عبد الله الثاني بتشكيل لجنة ملكية لمتابعة القضية، وأعلن مصدر مسؤول رفض الأردن عودة طاقم السفارة قبل ضمان الاستجابة لمحاكمة القاتل. وأفادت وسائل إعلام أردنية، أمس، بأن الأردن لن يسمح لطاقم السفارة الإسرائيلية، والسفيرة، بالعودة إلى عمان قبل الحصول على ضمانات مطلقة، وكاملة بتقديم قاتل الأردنيين للمحاكمة، وتعاون إسرائيل في هذا المجال. وكان رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة، أكد خلال زيارته لبيت عزاء محمد زكريا الجواودة، أن الحكومة، وبتوجيهات من الملك، ستقوم بمتابعة هذه القضية حسب القوانين الدولية، والأعراف الدبلوماسية لضمان تحقيق العدالة. واستنكر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، طريقة تعامل اسرائيل مع حارس السفارة الإسرائيلية الذي قتل أردنيين اثنين قبل أيام، وأكد أنه لم تكن هناك صفقات على صلة بالحادث. وأكد الوزير الأردني في مقابلة مع قناة سكاي نيوز أنه "لا صفقات بشأن حادث السفارة، وأن الدولة فعلت كل ما تستطيع لضمان تحقيق وافٍ في كل ما جرى" وأضاف: «الظروف كانت صعبة، فالجريمة وقعت في مبنى سكني تابع للسفارة الإسرائيليةحظى بالحصانة، ومطلق النار موظف مسجل على أنه دبلوماسي، وبالتالي وفق اتفاقية فيينا فإنه يحظى بحصانة دبلوماسية، لكننا تمسكنا بالسماع لإفادته" واستنكر بشدة طريقة استقبال إسرائيل لمطلق النار، ووصف هذا الاستقبال بأنه "غير مقبول ومخجل ومعيب". وأضاف أن "التعامل معه كأنه دبلوماسي كان أسيراً وتم تحريره، تصرف مستهجن، ولم يكن مقبولاً التوظيف السياسي لعودة الدبلوماسي".