دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت وزير الخارجية الالماني زيغمار غابريال إلى «التزام حدوده»، اثر قيام الاخير بانتقاد دعوة الرئيس التركي الاتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم انتخاب ثلاثة احزاب رئيسة في البلاد. وقال أردوغان في خطاب بثه التلفزيون شن فيه هجوماً شخصياً على الوزير الالماني: «انه لا يلتزم حدوده ! من انت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك! انه يحاول اعطاءنا درساً .... منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر؟». وكان أردوغان دعا أمس الألمان من أصل تركي إلى عدم التصويت لحزب «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» الذي تنتمي اليه مركل، ولا للحزب «الاشتراكي الديموقراطي» الذي ينتمي اليه وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال، ولا لحزب «الخضر»، واصفاً هذه الأحزاب بأنها "عدوة لتركيا". وفي وقت سابق اليوم، رد وزير الخارجية غابريال بحزم واصفا تصريحات أردوغان بأنها «تدخل غير مسبوق في سيادة بلادنا»، فيما كتب الناطق باسم مركل ستيفن سيبرت في حسابه على «تويتر»: "نتوقع من الدول الأجنبية عدم التدخل في شؤوننا الداخلية". وذهب مرشح «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» مارتن شولتز الى أبعد من ذلك فقال إن أردوغان "فقد كل شعور بالتناسب". ودافع بشدة نائب رئيس الوزراء التركي والناطق الرسمي باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ عن تصريحات أردوغان وقال إنها موجهة فقط الى الناخبين من أصل تركي في ألمانيا. واعتبر في تصريحات تلفزيونية أن أردوغان «عبّر عن رأيه بوضوح وانفتاح لكن أنظروا إلى الردود غير المحترمة والمتعجرفة والخارجة عن حدود اللياقة»، مضيفا: «أريد أن أندد بردود الفعل هذه وأسلوب التخاطب غير المحترم». واتهم بوزداغ ألمانيا بالتدخل في الاستفتاء التركي الذي أجري في 16 نيسان (أبريل) الماضي حول توسيع صلاحيات أردوغان، وقال إن «موقف الحكومة الألمانية كان واضحاً» في دعم المعارضة. وأكد الاتهامات التي وجهتها تركيا إلى ألمانيا، التي تتمحور حول منح الأخيرة اللجوء إلى ناشطين في حزب «العمال الكردستاني» وبعض الأشخاص المشتبه بهم في تدبير محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) 2016. ورأى بوزداغ أن "ألمانيا تدعم حزب العمال الكردستاني، إنه مجموعة إرهابية ومع ذلك فإن إلمانيا تمنحه بوضوح حمايتها".