في الوقت الذي توصد فيه الابواب وتعلن الحرب الشاملة على المساكين والفقراء الهاربين من جحيم الحروب والباحثين عن أي مكان يوفر لهم لقمة العيش حتى لا يموتون جوعا.. ها هي وزيرة الخارجية الكندية شخصيا تستقبل الفتاة السعودية الهاربة رهف القنون التي اشغلت قضيتها الراي العام العالمي وكأنه لم يعد هناك من قضية سوى قضية رهف ونسى العالم كيف تعاملت كندا مع الشابتين اليمنيتين اللتان هربتا من امريكا وطلبتا حق اللجوء الى كندا فقد اقتادتهما الى السجن ريثما تنظر في امرهما. لست مهتما ولا يهمني لماذا هربت رهف لكن يصيبني الغثيان بسبب هذا النفاق العالمي وهذا الدجل السياسي الغربي ، واتذكر أن أمريكا رفضت ان تدخل أم يمنية الى أمريكا لتودع طفلها المريض وداعها الاخير قبل ان يلفظ انفاسه ولم تمنحها التأشيرة الا بعد ان قام العالم ولم يقعد حتى حصلت على التأشيرة لوداع طفلها في لحظاته الاخيرة. في عالمنا العربي والاسلامي لا يقيمون وزنا لا لحقوق الانسان ولا حتى لحياته وهذا امر مفروغ، ولكني مصدوم من التعامل اللا إنساني ازاء اليمنيين بالذات من كل دول العالم التي تصف نفسها بالتحضر والتي تدعي الاهتمام بحقوق الانسان ، ودعوني اسأل هذا السؤال ..لو كانت رهف القنون مواطنة يمنية ولها اطفال وطلبت اللجوء هل سيتعامل معها هذا العالم المنافق كما تفاعل مع رهف ؟ في اعتقادي ان هذا لن يحدث ولن تتردد السلطات التايلاندية ثانية واحدة في إعادتها الى موطنها ربما سيرا على الاقدام. لا وجه للمقارنة بين عالمنا المتوحش والغرب الانساني ، لكن علينا ان نتأكد تماما ان معايير الانسانية التي كان بالفعل يعمل بها من قبل الدول الغربية قد تحولت لتستخدم فقط لأسباب سياسية ، ولو كانت المعايير الانسانية فعلا تعمل بها القيادات الغربية لما استطاعوا النوم ولا حتى الاكل وهم يشاهدون قرية يمنية كاملة يأكل اطفالها ورجالها ونسائها وشيوخها من اوراق الشجر حتى لا يموتون جوعا
