شنت ميليشيا الحوثي الانقلابية، اليوم، هجوما حاداً على برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، واتهموا القائمين عليه ب"الفساد" والمتاجرة بمعاناة اليمنيين تحت غطاء "العمل الانساني". ويأتي الهجوم الحوثي عقب الإحاطة التي قدمها مدير برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي، اليوم الاثنين، إلى مجلس الامن الدولي في جلسة خاصة باليمن. وحذر ديفيد بيزلي من احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجيا هذا الأسبوع بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين"، داعيا الميليشيا إلى ترك البرنامج ليقوم بعمله و"إذا لم نتلق هذه التأكيدات، فسنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجيا، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع. إذا ومتى بدأنا التعليق، فسنواصل برنامجنا لتغذية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل والأمهات الجدد". وعلم "المشهد اليمني" في وقت سابق من "مصدر مطلع"، أن برنامج الاغذية أعلن، اليوم، تعليق عملياته في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كخطوة أولى سيعقبها خطوات أخرى لتعليق المساعدات في محافظات أخرى، اذا استمر رفض الميليشيا لنظام "البصمة" للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات المقدمة من البرنامج. وكان الحوثيون رفضوا على لسان القيادي الحوثي البارز، أحمد حامد المكنى "أبو محفوظ" والمعين من الحوثيين مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية، تنفيذ برنامج "البصمة" لتأكيد هوية المستفيدين من المساعدات المقدمة من برنامج الاغذية العالمية. وفي هذا الصدد اتهم عضو ما يسمى ب"المجلس السياسي الأعلى"، محمد علي الحوثي، برنامج الاغذية بإرسال أغذية "فاسدة" إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وقال الحوثي في تغريدة على حسابه في "تويتر" - رصده المشهد اليمني - "إن على المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي الاستماع جيدا الى ما يعترض عليه من الاغذية الفاسدة". وأضاف الحوثي "ان العدل لا يسمح بشراء غذاء فاسد ونحن مع الاجراءات الصحيحة بشفافية". من جانبه، اعتبر وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية الاجتماعية المعين من الحوثيين، يحيى قرواش، إن "تهديدات البرنامج بإيقاف انشطته "محاولة لفرض أجندات مشبوهة"، حسب تعبيره. وقال قرواش إن "المنظمات الدولية وبرنامج الغذاء العالمي يتاجرون بمعاناة أبناء الشعب اليمني، تحت يافطة العمل "اللاإنساني"، وفق ما اوردته وكالة الصحافة اليمنية الأهلية التي تتبع القيادي الحوثي البارز أحمد حامد المكنى "أبو محفوظ"، والمعين من قبل الحوثيين مديراً لمكتب الرئاسة. وأضاف قرواش "يكفي أن يعلم الجميع أن حجم الفساد المالي والأخلاقي لبرنامج الغذاء العالمي، وصلت إلى حد تخصيص رواتب لموظفيه من 10 - 100 ألف دولار شهريا". وأوضح قرواش أن برنامج الغذاء العالمي لم يقدم سوى 1% من حجم المساعدات الدولية الإنسانية المخصصة لتمويل أنشطة البرنامج في اليمن والتي تزيد عن 3 مليار و700 مليون دولار. وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في اليمن من 17 مليونا إلى 20 مليون، بحسب المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي، ريم ندا. ودخل اليمن في اتون حرب أهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المعترف بها دولياً. وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن. وأدى الصراع في اليمن بمقتل 250 الف شخص، وتشريد 3 ملايين من منازلهم والتسبب في "أسوأ كارثة انسانية في العالم"، بحسب توصيف الاممالمتحدة.
