هناك من يُعارض "اتفاق الرياض" دفاعاً عن مصالحه وامتيازاته، وهناك من يُعارضه انطلاقاً من موقف وحدوي صادق وأصيل، وهناك المُغَرّر بهم. ولا يمكننا إلا احترام الطرفين الثاني والثالث من المعارضين للاتفاق، وتفهُّم دوافعهم. أما الطرف الأول فيفترض تعرية وفضح انتهازية من يُمَثّلونه. على أن الطرف الرابع هو الأكثر خطراً، ويحتاج ما هو أكثر من التعرية والفضح. الطرف الرابع، يُمَثّله الذين يُعارضون "اتفاق الرياض"؛ تنفيذاً لأجندة ومصالح قطر؛ بما يخدم "الحوثي" وإيران. هؤلاء يريدون تحويل مسار الحرب، وتركيز كل الجهود، ضد "المجلس الانتقالي الجنوبي" بدلاً من مليشيات الحوثي! والمشكلة أن هؤلاء يتخفّون خلف شعارات وطنية (الدفاع عن "السيادة الوطنية"، والدولة والوحدة وو)، وهي شعارات حَقّ يُراد بها باطل. وبسبب هذا التخفي الانتهازي المراوغ، يظهر هؤلاء باعتبارهم أصحاب الصوت العالي الرافض للاتفاق. من الواضح أن جماعة الإخوان تقف خلف الطرف الأخير؛ فأغلب الذين يريدون حرف مسار الحرب، وأخذها جنوباً، هم من ناشطيها، والمتكسّبين والمرتزقة الدائرين في فلكها. ومن الواضح، أيضاً، أن الجماعة تخدم بذلك أجندة وسياسات قطر؛ والشاهد تغطية وأداء قناة الجزيرة المنحازة، بشكل واضح، ل"الإخوان" والحوثيين. الأولوية يفترض أن تكون لقتال عصابات الحوثي الميليشاوية، وأي قضايا وصراعات داخلية أخرى يمكن مواجهتها بعد إنهاء الانقلاب الحوثي. "كل قدر غير قدر الإمامة مَقْدُور عليه"؛ كما يقول صديقي العزيز.