حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن اليمن دخلت مرحلة جديدة بالغة الخطورة والتعقيد، مع الإعلان عن موجة التفشي الأولى لوباء كورونا في البلاد. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها ترجمه المشهد اليمني للعربية إنه وعلى الرغم من أن موجة التفشي الجديدة كانت صغيرة بالمقارنة مع الدول المجاورة ، إلا أنها أكدت أسوأ مخاوف العاملين في مجال الصحة الذين حذروا منذ أسابيع من أنه بإمكان أي تفشي لفيروس كورونا ولو كان بدرجة خفيفة إنهاك النظام الصحي المدمر في اليمن. وأشارت إلى أن التقارير التي صدرت قبلاً عن الأممالمتحدة والشكوك التي حذرت من إمكانية حدوث تفشٍ للوباء دون علم السلطات تأكد صدقها بعد اكتشاف التفشي الجديد. نص التقرير: يوم أمس الأربعاء تم الإبلاغ عن أول تفشٍ مؤكد للفيروس التاجي كورونا كوفيد 19 في اليمن، مما أثار دعوات متجددة من منظمات الإغاثة والأممالمتحدة لوقف إنساني لإطلاق النار للمساعدة في مكافحة العدوى في الوقت الذي تغرق فيه البلاد بسبب تصاعد وتيرة القتال وانتشار الجوع و تفشي كبير للكوليرا. وأعلنت السلطات اليمنية في مدينة عدن الساحلية عن مجموعة من خمس حالات مصابة ، ليرتفع عداد الإصابات عن العدد السابق (حالة إصابة واحدة) ، وفرضت على الفور إغلاقًا لمدة أسبوعين ، بما في ذلك إغلاق المتاجر والمساجد والأسواق التي تبيع القات ، وهو نبتة يتعاطاها العديد من اليمنيين . وعلى الرغم من أن موجة التفشي الجديدة كانت صغيرة بالمقارنة مع الدول المجاورة ، إلا أنها أكدت أسوأ مخاوف العاملين في مجال الصحة الذين حذروا منذ أسابيع من أنه بإمكان أي تفشي لفيروس كورونا ولو كان بدرجة خفيفة إنهاك النظام الصحي المدمر في اليمن. وقالت الأممالمتحدة يوم الأربعاء إن موجة غزيرة من الأمطار أدت بالفعل إلى تفاقم تفشي وباء الكوليرا ، حيث سجلت 110 آلاف حالة إصابة جديدة في 290 من أصل 331 منطقة في اليمن منذ يناير / كانون الثاني. وقالت ان الفيضانات العارمة في جنوب البلاد الاسبوع الماضي فاقمت الوضع وان خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة الان معرضون للخطر. وفي الشهر الماضي ناشد الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريس ، الأطراف المتحاربة في اليمن تطبيق وقف إنساني فوري لإطلاق النار للمساعدة في درء خطر مرض كوفيد 19 ، المرض الناجم عن الفيروس التاجي. منذ ذلك الحين ، ازداد القتال سوءًا. في الأشهر الأخيرة ، سعى ولي عهد المملكة العربية السعودية ، محمد بن سلمان ، إلى إنهاء الحرب في اليمن لكن أعداءه ، الحوثيون المدعومون من إيران ، شنوا هجومًا كبيرًا على محافظة مأرب الغنية بالنفط وسط اليمن. قالت الأممالمتحدة إن مقاتلين حوثيين قصفوا سجنًا في تعز في 6 أبريل / نيسان ، فقتلوا خمس نساء وطفل. وكرد على تصعيد الحوثيين ازدادت الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين في شمال اليمن بنسبة 30 في المائة الأسبوع الماضي ، وفقًا لمشروع بيانات اليمن ، الذي يراقب الحرب. واندلع القتال على الرغم من وقف إطلاق النار الأحادي الذي أعلنته السعودية في 9 أبريل / نيسان. والآن يلوح تفشي كبير لفيروس كورونا مع الأخذ بعين الاعتبار بأن نظام الصحة العامة في البلاد في حالة خراب بسبب سنوات الحرب. وحتى يوم الأربعاء ، كانت الحالة الوحيدة المعلنة في اليمن لعامل في ميناء الشحر بحضرموت ويبلغ من العمر 60 عامًا وتعافى فيما بعد. لكن الأممالمتحدة حذرت يوم الثلاثاء من أن الفيروس ربما ينتشر دون أن يكتشفه أحد. وأكدت مجموعة الحالات في عدن تلك الشكوك. وكانت عدن أيضًا مسرحًا لتحول مثير في الصراع في نهاية الأسبوع الماضي عندما أعلنت المجموعة الإنفصالية ( المجلس الانتقالي الجنوبي) الحكم الذاتي وسيطرت على المدينة. تتضاعف مشاكل المدينة. ففي الأسبوع الماضي ، قتلت الفيضانات 21 شخصاً من سكان عدن وجرفت منازل مئات الأشخاص. وتواجه عدن الآن عدوى محتملة من كورونا. وكتب بيتر ساليسبري ، المحلل المختص بالشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية ، على تويتر: "نعم ، يمكن أن تسوء الأمور حقًا". وحذرت تامونا سابادزي ، مديرة ملف اليمن في لجنة الإنقاذ الدولية ، من أن تفشي الفيروس التاجي ، إلى جانب تصاعد القتال ، قد يدفع البلاد إلى "حافة الكارثة". ودعت سابادزي في بيان الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى ممارسة المزيد من الضغط على الخصوم في النزاع للالتزام "بوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني والعودة إلى المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب".
