التمرد على الدولة هو مواجهتها ، ومواجهة من يتمردون على الدولة اليمنية المتمثلة بالحكومة الشرعية هو من صميم أعمال الدولة ومؤسسات دفاعها وأمنها ، ومن يتطوع لذلك وحتى لو كان خارج إطارها فإنه ينتصر لها وإن لم يفهم ذلك من لا يستوعبون. القبائل في البيضاء يشكون غياب الدولة التي تحميهم عنهم ، لذلك لجأت قبائل البيضاء للنكف القبلي لأن المليشيات انتهكت أعراضها والدولة تظهر عجزاً في حمايتهم والانتصار لمظلوميتهم . لا تخلطوا في الأمور ولا تكونوا كالمرأة التي حبست هرتها فلا هي التي أطعمتها ولا هي التي تركتها تأكل من خشاش الأرض . الانتصار للشهيدة جهاد الأصبحي وقبلها الشهيدة أصيلة الدودحي يعتبر من صلب مهام الدولة وقيادتها ، ولو أن الدولة حضرت لذلك لما اضطر الناس للنكف . الخائفون على الدولة من النكف القبلي الذي أعلن لمواجهة الإمامة والكهنوت أقول لهم : عمر القبائل اليمنية ما انقلبت على الدولة اليمنية ، بل كانوا على مر التاريخ حماتها والفدائيون للذود عنها ، ولم يسطر التأريخ حضورا للقبيلة اليمنية الا عند غياب الدولة، ويكون حضورها في إطار الترتيبات لاستعادتها وتشييد مؤسساتها من جديد . وحدهم الاماميون السلاليون من جاؤوا بثقافة التمرد على الدولة اليمنية والانقلاب عليها وملشنة مؤسساتها العسكرية والامامية بمبرر طاعة الامام النازل أمره من قبل الله . اتركوا التنظير الذي لا ينسجم مع واقع الأمر في الوقت الحاضر ، اليوم الدولة محتاجة لانتفاضة القبيلة اليمنية في وجه من تمرد عليها ، ولا ينكر ذلك إلا من لا يمتلك أدنى مؤهلات الفهم لمجريات الأمور .